وقّع رئيس «مجموعة البنك الإسلامي للتنمية» أحمد محمد علي المدني، أمس، 5 اتفاقات قيمتها 372.7 مليون دولار مع الحكومة اللبنانية، لتمويل مشاريع عديدة تساهم في دعم جهود الدولة لاستضافة ما يزيد عن 1.5 مليون لاجئ سوري.
وقال في مقابلة أجرتها معه «الحياة»، أن «الفترة القريبة المقبلة ستشهد توقيع اتفاق آخر، ليصل إجمالي الدعم للبنان إلى نحو 400 مليون دولار»، مشيراً إلى أن «هذه الاتفاقات تأتي في ظل المبادرة لتعزيز التعاون بين البنك الإسلامي والأمم المتحدة والبنك الدولي لتوفير تمويل ميسّر للدول المتأثرة بالأزمة السورية، ومنها لبنان».
وأمل بأن تلقى هذه المبادرة المساندة المطلوبة، خصوصاً بعدما استضاف البنك الأسبوع الماضي في مقره في جدة، اجتماعاً لحشد دعم الدول العربية لها.
وتأتي زيارة المدني إلى لبنان في إطار جولة تضمّه والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ورئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم، يومي 24 و25 الجاري، وتهدف إلى تعزيز التعاون بين المنظمات الثلاث وتأكيد عزمها على تقديم كل أوجه العون والمساندة للدول المتأثرة بتداعيات الأحداث في المنطقة.
وتستهدف الاتفاقات تمويل مشاريع في قطاعات المياه والصرف الصحي والنقل، ما سيساعد على معالجة المياه العادمة وخدمات الصرف الصحي في حوض الغدير، كما تعزز إمدادات المياه لبيروت الكبرى ومنطقة جبل لبنان عبر إنشاء خزان متعدد الأغراض، وتحديث شبكة توزيع المياه، وتأهيل خزانات المياه في 29 قرية في منطقة جبل عامل، إلى جانب مشروع إنشاء الطريق السريع (الطريق الدائري الشرقي لطرابلس)، وإنشاء المرحلة الثالثة للطريق الساحلي الجنوبي، والذي يُتوقــع أن يخدم مليون شخص. وقال المدني إن «البنك أعلن خلال مؤتمر الدول المانحة لسورية في لندن في 4 شباط (فبراير) الماضي، زيادة دعمه للدول المتأثرة بالأزمة السورية من نحو 6 بلايين دولار إلى 9 بلايين دولار»، للمساعدة في التعامل مع احتياجات اللاجئين، ويتضمن ذلك زيادة التمويل لمشاريع القطاعين العام والخاص في لبنان، وتمويل التجارة وبناء القدرات.
ورداً على سؤال عن دور لبنان في تشجيع الدول المانحة على زيادة دعمها له، لفت: «يُفترض أن يقدّم لبنان مشاريع وبرامج محددة تحتاج إلى تمويل، كما يُفترض أن يجري الاتصالات المطلوبة مع الدول المانحة لمساندة المبادرة المشتركة، بما يحشد الدعم المطلوب».
وأعرب عن شكره للبنان حكومة وشعباً لاستضافته الكريمة لهذا العدد الكبير من النازحين، مؤكداً استعداد البنك لدرس أي مشاريع جديدة يقدمها لبنان خلال السنوات الثلاث المقبلة، ومتمنياً أن «تشهد اجتماعات البنك الدولي في الربيع المقبل في واشنطن، التزامات محددة من الدول».
وتمنى «التوصل قريباً إلى حل نهائي للأزمة السورية، التي تسببت بمقتل مئات الألوف من الأبرياء وبتشريد الملايين»، مؤكداً أن «البنك الإسلامي للتنمية مستعد لمرحلتي إعادة التأهيل والبناء في سوريا».