مجلة مال واعمال

لا عوائق حدود على خارطة التجارة العالمية

-

57

قال عبد الله آل صالح وكيل وزارة الاقتصاد لشؤون التجارة الخارجية والصناعة، إن ما حققته العلاقات المشتركة بين الصين والدول العربية يشكل إنجازاً كبيراً، مشيراً إلى أن الجانبين يحتفيان اليوم عبر الدورة الحالية من معرض الصين والدول العربية 2015، بالإنجازات التي تحققت على صعيد تعزيز أطر التعاون المشترك وخلق شراكات تجارية واستثمارية قوية..

كما يشكل المعرض منصة مثالية لاستعراض الفرص والتحديات التي تواجه الجانبين في سبيل مواصلة أواصر العلاقة القوية، والارتقاء بها إلى مستويات غير مسبوقة.

وتابع أن نمو حجم التجارة بين الجانبين من 25 مليار دولار قبل 10 سنوات إلى 251 مليار دولار في 2014 يعكس حجم الإنجاز المتحقق لهذه الشراكة الواعدة، كما أنه يفرض تحديات لاستكمال خطوات التعاون المطلوبة للحفاظ على مستويات التقدم المأمول للعلاقات بين الجانبين.

جاء ذلك خلال كلمة عبد الله آل صالح في الجلسة الرئيسية لقمة الصناعة والتجارة للصين والدول العربية، والتي أقيمت ضمن فعاليات معرض الصين والدول العربية 2015، المنعقد في مدينة ينتشوان إحدى مدن منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي المسلمة بشمال غربي الصين. خلال الفترة من 10 إلى 13 سبتمبر الجاري.

وأشار آل صالح إلى سرعة التغييرات والتحولات التي يشهدها العالم اليوم فضلا عن اتساع حجم الأعمال الصناعية والتجارية وظهور أنماط غير تقليدية في ظل التطور الهائل للوسائل والآليات التي تخدم القطاعين والنمو المتسارع للتجارة الإلكترونية وغيرها من الخدمات التي تدفع نحو إزالة العوائق الحدودية للتجارة..

ومن ثم لن يكون هناك موقع على خارطة التجارة العالمية لمن لم يتخلص من تلك العوائق. مضيفا أن الهدف من وراء المنابر الحوارية التي يطرحها هذا المعرض المميز، هو فتح آفاق جديدة لتعزيز التعاون وتعزيز الثقة فيما بين الجانبين بما يخدم في النهاية مصلحة ورفاهية ونمو شعوبنا جميعاً.

تعزيز الشراكة مع الصين

وأشار آل صالح إلى أن دولة الإمارات تنظر بعين من الأهمية البالغة إلى تعزيز شراكتها مع الصين على الصعيدين التجاري والاستثماري، وهذا الاهتمام لم يأت من فراغ وإنما هو نتاج لمسيرة علاقات طويلة بدأت بتوقيع البلدين الصديقين لاتفاقية التعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي والتقني في العام 1986.

ومنذ ذلك الحين والعلاقات الاقتصادية بين الطرفين وحجم التبادل التجاري في ارتفاع مستمر لتصبح الصين اليوم ثاني أكبر شريك تجاري لدولة الإمارات مسجلة حجم تجارة متبادلة بلغت في حدود 50 مليار دولار في العام 2014، ولتكون دولة الإمارات بالتالي أكبر شريك تجاري للصين في منطقة الشرق الأوسط في التبادل التجاري غير النفطي.

الصينيون في الإمارات

وتابع أن عدد المواطنين الصينيين المقيمين بدولة الإمارات بلغ نحو 300 ألف صيني، فضلا عن أكثر من 4 آلاف شركة صينية تعمل بالدولة، ونحو 250 وكالة تجارية صينية وأكثر من 5451 علامة تجارية صينية مسجلة لدى وزارة الاقتصاد بالدولة حتى نهاية 2014.

فيما يبلغ إجمالي حجم الاستثمارات الإماراتية بالصين نحو 5 مليارات دولار. وقال إن هناك العديد من القطاعات المهمة والحيوية ذات الاهتمام المشترك والتي تخلق فرصاً استثمارية يمكن التعاون بها من أبرزها قطاعات الطاقة المتجددة والتكنولوجيا.

اتفاقيات إطارية

وشهدت الجلسة الرئيسية للقمة كلمات مسؤولين صينيين رفيعي المستوى إلى جانب عدد من الدول العربية والإسلامية ومن بينها مصر والأردن وماليزيا، كما شهد المتحدثون في نهاية الجلسة التوقيع على عدد من الاتفاقيات الإطارية لتعزيز التعاون التجاري بين عدد من المؤسسات الصينية والعربية.

وضمن الفعاليات التي يستضيفها معرض الصين والدول العربية 2015، شهد ملتقى الأعمال الصيني العربي، تنظيم ورشة عمل مغلقة حول التعاون المالي بين الصين والدول العربية، تحدث خلالها من دولة الإمارات شريف حبيب العوضي، المدير العام لهيئة المنطقة الحرة الفجيرة، إلى جانب متحدثين من عدد من الدول العربية ومسؤولين مصرفيين صينيين والأمين العام لاتحاد البنوك العربية.

ودار النقاش في ورشة العمل حول كيفية الارتقاء بالتعاون على صعيد النظام المالي والمصرفي والذي لا يزال في حاجة للعديد من خطوات التقارب..

وأشار المتحدثون بالورشة إلى وجود ضعف شديد في تواجد المصارف العربية بالصين، وفي المقابل لا يزال التواجد المصرفي للصين بالدول العربية أقل من المأمول تحقيقه، كما تطرقت ورشة العمل إلى كيفية زيادة حجم التبادل المصرفي بما في ذلك المصارف الإسلامية.

بيئة محفزة

وقال شريف العوضي، إنه في سبيل تعزيز التعاون المصرفي المشترك بين الصين والدول العربية يجب علينا العمل على خلق بيئة محفزة من خلال تبادل الخبرات والتقنيات وتخفيف المعوقات البيروقراطية لخلق مناخ أكثر مرونة وسهولة في التعامل.

وتابع أن دولة الإمارات تمتلك تجربة مصرفية غنية من خلال تأسيسها لنظام مصرفي قوي ونشط مدعوم باستقرار اقتصادي وبنية تحتية متطورة، فضلا عن مظلة التشريعات والنظم التي تشكل له الحماية اللازمة والتي تشهد تطوراً مستمراً وشفافاً، إلى جانب امتلاك الموارد البشرية والكفاءات في هذا القطاع الحيوي. وهو ما انعكس بنتائج إيجابية على الأعمال المالية والمصرفية بالدولة.

وتابع العوضي أن الدولة تميزت أيضا على صعيد نشاط المصارف الإسلامية والتي تمثل نحو 30 % من إجمالي النظام المصرفي بالدولة، إلى جانب تحقيقها لمعدلات نمو كبيرة على صعيد الأعمال المصرفية سنويا.

وأضاف أنه إلى جانب ذلك فإن الدولة تمتلك كيانات مالية قوية كمركز دبي المالي والذي يشكل أحد أهم الصروح الاقتصادية والمالية بالمنطقة، والذي نجح في أداء دور نشط وقوي في استقطاب عدد كبير من البنوك من مختلف دول العالم.

زيارات استكشافية

دعا عبد الله آل صالح وكيل وزارة الاقتصاد كل الشركات الصينية ورجال الأعمال والمواطنين الصينيين للقيام بزيارات استكشافية لدولة الإمارات للتعرف على مختلف المجالات الاقتصادية ودراسة كل الفرص الاستثمارية المتاحة إلى جانب اتخاذها وجهة سياحية لما تتمتع به من مقومات قل نظيرها في منطقة الشرق الأوسط.

كما أشاد خلال كلمته بمبادرة «الحزام الاقتصادي لطريق الحرير» و«طريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين» التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ في العام 2013.