لا تستطيع التوقف عن صرف الأموال؟ اليك السبب

منوعات
17 مارس 2019آخر تحديث : منذ 5 سنوات
لا تستطيع التوقف عن صرف الأموال؟ اليك السبب
لا تستطيع التوقف عن صرف الأموال؟ اليك السبب 481061 large - مجلة مال واعمال

في بعض الأحيان تحتال علينا عقولنا، ونقع فريسة للخديعة، ولا نتدارك الأمر إلا بعدما يطير ما في الجيب ويطول وصول ما في الغيب!/ Istock

هل سبق أن كنت جائعاً إلى درجة أنَّك قررت دخول مطعم وجبات سريعة والتهام شيء رديء، مع أنَّه كان يمكنك الانتظار لطبخ وجبة شهية وصحية في المنزل؟ وفقاً لعالمة النفس كارلا ماري مانلي، من مدينة سانتا روزا بولاية كاليفورنيا، فإنَّ المصطلح العلمي لهذا النوع من التفكير هو «خصم المكافأة المتأخرة». ويعني تفضيل مكافآتٍ أصغر وأكثر آنية على المكافآت الأكبر المتأخرة. يعد خصم المكافآت المتأخرة أحد الأسباب التي تجعل بعض الناس يميلون إلى التبذير. وقالت مانلي: «التحكم في الاندفاع بشكل أفضل، أي الاستعداد لتأخير الإشباع، هو الفرق الرئيس بين أولئك الذين لا يبذرون والذين يبذرون». فالأشخاص الذين يستطيعون التوقف وتأمُّل مخاطر قرار الإنفاق مقابل مكافآته يحظون بعادات إنفاق أفضل. وأوضحت قائلة: «أولئك المندفعون الذين لا ينتظرون المكافآت في المستقبل، والتي يمكن الحصول عليها دون عواقب مثل السحب على المكشوف أو الفوائد على بطاقة الائتمان، يغرقون في دورة تعيسة مكلفة من الإنفاق المُفرط».

مبدأ الندرة

مبدأ الندرة هو نظرية اقتصادية تدرس العلاقة بين العرض والطلب. وعندما يُطبَّق على المجال النفسي، ينص مبدأ الندرة على أنَّه كلما قلَّ توافر الأشياء، ازدادت الرغبة فيها. لذلك عندما يتعلق الأمر بقرارات الإنفاق، ربما تشعر بضغطٍ أكبر لشراء شيء لأنَّك تظن أنَّه لن يكون متاحاً قريباً، طبقاً لما قاله فاسيليس دالاكاس، أستاذ التسويق بجامعة ولاية كاليفورنيا سان ماركوس، والمتخصص بعلم نفْس المستهلك. على سبيل المثال، عندما تتسوق على الإنترنت، ربما ترى رسالةً تخبرك بأنَّ «هذا العرض لفترة محدودة» أو «بقيت قطعتان فقط بهذا السعر»، هذه الادعاءات ربما تكون صحيحة وربما لا، لكن في الحالتين تشعر بالحاجة الملحّة للشراء. ويشرح دالاكاس أنَّ «المستهلك الذي كان متردداً في شراء هذا المنتج من عدمه، سيندفع على الأغلب إلى شرائه، بدافع الخوف من نفاده، أو لأنَّه سيفوته أو يفوتها».

مغالطة التكلفة الغارقة

في الاقتصاد تُعتبر التكلفة الغارقة نفقات سابقة تكبدها المشتري بالفعل ولا يمكن استردادها. في حالة النشاط التجاري على سبيل المثال، قد تشمل التكاليف الغارقة الآلات أو المعدات التي تم شراؤها. منذ أن تم إنفاق هذه الأموال، لا يتم إدراجها في القرارات المستقبلية المتعلقة بالإنفاق. لكن التكاليف الغارقة موجودة أيضاً في حياتنا اليومية. ولسوء الحظ فإننا نتخذ أحياناً قرارات سيئة للإنفاق بناءً على المال أو الوقت أو الجهد الذي أنفقناه في الماضي. وهذا هو المعروف باسم مغالطة التكلفة الغارقة. أحد الأمثلة المشهورة هو عضوية الصالة الرياضية. ربما قمت بالتسجيل قبل بضعة أشهر، واضطررت إلى دفع رسوم ضخمة في البداية. ومع أنَّك لا تحب الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية ونادراً ما تقوم بذلك، فإنَّك تستمر في دفع مستحقاتك الشهرية، لأنَّك لا ترغب في «إضاعة» الأموال التي أنفقتها بالفعل للحصول على العضوية. الحقيقة أنَّك لن تستعيد هذا المال، بغض النظر عما إذا كنت ستواصل الذهاب للصالة أو لا، فلماذا لا تجنِّب نفسك التكاليف المستقبلية لهذه العضوية، وتكتفي بإلغائها؟ وشراء شيء لا تحتاجه، لمجرد أنَّك قضيت اليوم كله في المركز التجاري، لا معنى له أيضاً، اخرج رابحاً. 3 Simple Steps to Stop Overspending – 42801 #spending https://t.co/ovLlg2NyCs — Paul Vachon (@thefrugaltoad) March 13, 2019

الارتساء

من المبادئ النفسية الأخرى التي تتسبب في تبذير الإنفاق ما يُعرف باسم «الارتساء»، الذي يشرح كيفية تقييم الأشخاص للأسعار عندما يتخذون قراراتٍ متعلقة بالمشتريات، وفقاً لدالاكاس. على سبيل المثال، افترِض أنَّك تتسوق لشراء سلعة ثمنها 100 دولار، ووجدتها تباع بسعرٍ مخفض بحيث تشتريها مقابل 50 دولاراً. في الأغلب ستركز على السعر المبدئي البالغ 100 دولار (المرساة)؛ ومن ثم ستعتبر السعر الجديد البالغ 50 دولاراً رائعاً، حتى لو لم يكن كذلك. قد يكون السعر الأصلي مبالَغاً فيه، أو قد لا تحتاج حقاً إنفاق المال في المقام الأول. وقال دالاكاس: «بالتركيز على المرساة، فإنَّنا نفكر في مبلغ 50 دولاراً الذي وفرناه أكثر من الـ50 التي ننفقها».

الدافع الاجتماعي

في بعض الأحيان قد يساعدك وجود الآخرين حولك في اتخاذ قراراتٍ أفضل. يُعرف هذا بالدافع الاجتماعي، عندما يدفعك وجود أشخاص آخرين إلى تحقيق نتائج أفضل. على سبيل المثال، قد تعمل بشكلٍ أسرع إذا كنت تواجه متسابقين آخرين بدلاً من السباق مع الوقت، أو تعمل بشكلٍ أكثر إنتاجية في بيئة مكتبية أكثر من المنزل. لكن في موضوع الإنفاق، فإنَّ الدافع الاجتماعي قد يعمل في الواقع ضدك. تعد المزادات نموذجاً مثالياً على أنَّ وجود أشخاص آخرين حولك يشجعك على إنفاق مالٍ أكثر مما لو كنت وحدك. فالتنافس على السلعة نفسها فكرة تخلق إثارة نفسية، وتجعل اتخاذ القرار العقلاني أكثر صعوبة. لكن ليس بالضرورة أن تكون في خضم مزادٍ ليسيطر عليك الدافع الاجتماعي، ببساطةٍ إنفاق الأموال مع أشخاصٍ آخرين حولك يمكن أن يدفعك إلى اتخاذ قراراتٍ غير عقلانية. لذلك في المرة القادمة حين تجد نفسك وسط مزادٍ تنافسي أو فورة تسوُّق لأحد الأصدقاء، خذ لحظة للتنفس، ودعْ معدل نبضات القلب يُبطئ، وأعد النظر فيما إذا كنت على استعداد حقاً لإنفاق هذا المبلغ.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.