والدة اللاعب الإماراتي تقول إن الأولمبياد الخاص قد ساعد ابنها على اكتساب الثقة بالنفس بين الآخرين
تشعر السيدة الإماراتية أم صالح بالفخر في كل مرة ترى ابنها صالح يمارس لعبة البولينج ويتمكن من إسقاط الأهداف في نهاية المسار.
وفي كل مرة يمارس صالح فيها لعبة البولينج، فإنه يؤكد على تفوقه على منافسيه، كما أن الشاب الإماراتي البالغ من العمر 24 سنة متعلق بلعبة البولينج بشدة، ويمتلك رقمًا مذهلًا من عدد الانتصارات وعدد المرات التي تمكن فيها من إسقاط كامل الأهداف.
ولكن الأمر الأكثر أهمية، كما تقول أم صالح، هو التغيير الإيجابي الهائل في شخصية صالح منذ اكتشاف حبه لهذه الرياضة، ومشاركته في المنافسات على المستوى العالمي في بطولات الأولمبياد الخاص: “لقد أثرت لعبة البولينج على جوانب عديدة من حياة صالح، كما أنه أصبح أكثر حماسًا وثقة. وباعتبار أن البطولة تقام هنا في أبوظبي، فقد تملكته رغبة كبيرة لإحراز الفوز بين أبناء بلده”.
وفي يوم الأحد الذي انطلقت فيه منافسات دورة الألعاب الإقليمية التاسعة للأولمبياد الخاص 2018 في أبوظبي، تمكن صالح من إحراز المركز الأول ضمن الفئة 9 في منافسات البولينج التقليدية للاعبين والتي أقيمت في مدينة زايد الرياضية، ليضيف بذلك ميدالية ذهبية جديدة إلى مجموعته الكبيرة.
وكان صالح قد بدأ بممارسة هذه اللعبة في 2010. وبعد مرور عام على ذلك، بدأ بالمشاركة لأول مرة في منافسات الأولمبياد الخاص في أثينا، اليونان، حيث أحرز فيها ميداليتين ذهبيتين.
وقالت أم صالح إنه تمكن بعد ذلك من إحراز ميداليتين ذهبيتين في مصر، كما فاز ببطولة العالم في الولايات المتحدة عام 2014: “إنه يرغب الآن بمواصلة تحقيق الإنجازات”.
كما أكدت على أنه يمثل نموذجًا للشغف والإصرار اللذين يتمتع بهما بين أفراد عائلته: “إنه ذكي للغاية، ومحبوب ومتميز بين أصدقائه وعائلته وكل من يلتقي به”.
وكان صالح قد أمضى سنتين في طفولته في مركز النور لذوي الاحتياجات الخاصة في أبوظبي، ثم تسجل بعد ذلك في مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية والاحتياجات الخاصة، التي تركت أثرًا هائلًا في تطوير شخصيته كما تقول أم صالح: “أتذكر مرة أنه توجه إلى ألمانيا في رحلة للعلاج، وقد ذهب مع أخويه لممارسة البولينج، وكان آنذاك يتفاعل مع الأشخاص الألمان والجميع”.
وأضافت: “إنه يعتمد على نفسه على الدوام، وفي مرة شعر بالمرض، فما كان منه إلا أن ذهب لزيارة الطبيب بنفسه برفقة السائق”.
“إنه يهتم بعائلته كثيرًا، والجميع يتعامل معه باعتباره شخص طبيعي بعمره الحقيقي. ولا نتعامل معه بطريقة خاصة أبدًا. كما أنه يلقى كل الدعم من أخوته ووالده، ولا يشعر على الإطلاق بأنه أقل من الآخرين”.
وتشكل الألعاب الإقليمية التاسعة للأولمبياد الخاص 2018، ودورة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص أبوظبي 2019 جزءًا من رؤية الإمارات 2021 التي تدعم اندماج أصحاب الهمم في المجتمع، لممارسة حياتهم اليومية بشكل طبيعي. كما تمثل دورة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص أبوظبي 2019، الحدث الرياضي الأكثر وحدةً وتضامنًا في تاريخ الأولمبياد الخاص، حيث ستقدم تجربة شاملة ومتكاملة للرياضيين من ذوي الإعاقة الفكرية وغيرهم.
وحضر أكثر من ألف رياضي من 31 دولة للمشاركة في دورة الألعاب الإقليمية التاسعة للأولمبياد الخاص، والتي تمثل أكبر حدث رياضي يقام قبل تنظيم دورة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص في أبوظبي 2019. ويشارك الرياضيون في 16 رياضة مختلفة تنعقد في ثمانية مواقع مختلفة أدنيك، ومدينة زايد الرياضية، وحلبة مرسى ياس، وجامعة نيويورك أبوظبي، ونادي الضباط، ومبادلة أرينا، ونادي الجزيرة الرياضي، ونادي الفرسان.
وستكون دورة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص 2019 أبوظبي، التي تقام برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الحدث الرياضي والإنساني الأكبر والأكثر تضامنًا في العالم والذي تستضيفه العاصمة الإماراتية للمرة الأولى على مستوى المنطقة.