ومن المقرر أن يتم على مدى يومين من العمل المشترك والتعاون العلمي، تقديم تصاميم فريدة تحاكي المستقبل، مع إبراز لأحدث التقنيات العملية المستخدمة في مجال النقل، وسيتم استقبال مشاركات تصل إلى نحو 100 مشاركة من شركات هندسية وعلمية عالمية، وستتم دعوة آخر ستة متسابقين من المؤهلين للنهائيات، لعرض تصاميمهم أمام لجنة تحكيم خاصة في دبي.
وقال نائب رئيس مجلس الأمناء العضو المنتدب لمؤسسة دبي للمستقبل، محمد القرقاوي، إن استضافة دبي هذا الحدث العالمي، تأتي ضمن رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في تحويل دولة الإمارات ودبي، إلى منصة عالمية، تلتقي خلالها الخبرات والعقول المبدعة، لابتكار حلول مستقبلية للقطاعات الأكثر ارتباطاً في حياة الإنسان، وستشكل هذه المسابقة فرصة لابتكار طرق مستقبلية للتنقل الذكي.
وأضاف: «ستسهم تكنولوجيا المستقبل في إعادة ابتكار القطاعات المختلفة، وطريقة عملها، كما سيكون لها بالغ الأثر في تغيير نمط حياة الإنسان في السكن والعمل والتنقل، فما يشهده العالم اليوم من بدايات لثورات تكنولوجية كالطباعة ثلاثية الأبعاد، ووسائل المواصلات ذاتية القيادة وفائقة السرعة، إضافة إلى تنامي دور الذكاء الاصطناعي والروبوتات، سيغير بالتأكيد في موازين القوى الاقتصادية عالمياً، ولابد لنا من إدراك هذه التغيرات المتسارعة، والسعي لأن نكون جزءاً في صناعتها والاستفادة منها».
من جانبه، ذكر المدير العام رئيس مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات في دبي عضو مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، مطر الطاير، أن «الهيئة تمتلك رؤية وخططاً استراتيجية تتوافق مع الأهداف العامة للحكومة، وتسعى إلى الإسهام في تقديم خدمات نوعية ومبتكرة تليق بمكانة دبي، مدينةً رائدة في تقديم الحلول المستقبلية في جميع القطاعات»، مبيناً أن نظم التنقل الذكي تشكل ثورة تقنية في هذا المجال.
وأشار إلى أن «استراتيجية دبي للتنقل الذكي ذاتي القيادة، الهادفة إلى تحويل 25% من إجمالي رحلات التنقل في دبي إلى رحلات ذاتية القيادة (من دون سائق)، تعدّ من أهم المبادرات العالمية لتطوير قطاع التنقل، بشهادة المختصين ووسائل الإعلام العالمية، كما أنها ستجعل دبي مختبراً عالمياً لتجربة الجيل المقبل من تكنولوجيا المستقبل في مجال النقل والمواصلات»، مشيراً إلى أن الهيئة بدأت أخيراً في التشغيل التجريبي لأول «مركبة ذكية دون سائق»، تتسع لـ10 ركاب، كجزء من استراتيجية دبي للتنقل الذكي ذاتي القيادة، كما تعد الهيئة حالياً الخطط والبرامج اللازمة لوضع استراتيجية دبي للتنقل الذكي حيز التنفيذ.
إلى ذلك، قال الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، سيف العليلي: «وسيلة مواصلات (هايبرلوب) تعد الآن من التقنيات التي تشهد كثيراً من الدراسات والأبحاث، لإيجاد الطرق المناسبة والفعالة لتطبيقها، لتتناسب مع التوجه العالمي لتوظيف الابتكار، ومع رؤية مؤسسة دبي للمستقبل في الوصول إلى التنقل الذكي، المحور الرئيس في مدن المستقبل».
وأشار إلى أن مؤسسة دبي للمستقبل تسعى بشكل مستمر لاستشراف مستقبل القطاعات الاستراتيجية، بالشراكة مع المؤسسات والمنظمات العالمية المختصة، في خطوة لتعزيز مكانة دبي مدينةً للمستقبل، تستشرف وتختبر وتطبق الجيل القادم من التكنولوجيا في شتى المجالات، خصوصاً ما يرتبط منها بحياة الإنسان بشكل مباشر.
بدوره، قال الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة «إنسايت»، ناثان دوتي: «يسرنا انضمام جهات حكومية إماراتية إلى مسابقة (بيلد إيرث لايف)، ونتطلع من خلال هذه الشراكة إلى تصاميم مبتكرة لتطوير حلول مستقبلية للبنية التحتية، لاسيما قطاع النقل، مع التأكيد على أهمية تطبيقها على أرض الواقع».
«مسرعات دبي المستقبل»
وستتم استضافة المنافسات والعروض النهائية للمسابقة ضمن مسرعات دبي المستقبل، في نهاية شهر سبتمبر المقبل، وستتضمن المنافسة النهائية تقديم تصاميم أولية افتراضية لمشروع ربط دبي والفجيرة، من خلال شبكة مواصلات بتكنولوجيا الـ«هايبرلوب» فائقة السرعة، وذلك خلال مدة لا تتجاوز الـ10 دقائق، إذ سيتم تقييم التصاميم المقترحة بناء على كفاءتها وكلفتها وواقعية تطبيقها.
كما سيتم تزويد المتسابقين بملخص تنفيذي للتصميم، متبوعاً بنشرة تتضمن شرحاً تفصيلياً، ويمتد السباق على مدى 48 ساعة، من ثم يختتم السباق بعرض تقديمي حول المشروعات، وإعلان جوائز الفائزين من قبل لجنة خبراء عالمية.
وتعتبر مؤسسة دبي للمستقبل مؤسسة وقف بحثي مستقلّة، تلعب دوراً محورياً في استشراف وصناعة المستقبل في إمارة دبي، كما تعد «أجندة المستقبل»، التي اعتمدها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إطار عمل استراتيجي لعملها، وبالتعاون مع جميع الجهات الحكومية والخاصة، في استشراف وصناعة مستقبل القطاعات الاستراتيجية على المديين المتوسط والبعيد.
وتسعى الأجندة إلى دعم وتعزيز دور قطاعات المستقبل في الاقتصاد الوطني، عبر محور القطاعات، وذلك من خلال إطلاق العديد من المبادرات والاستراتيجيات ذات البعد المستقبلي، كاستراتيجية دبي للتنقل الذاتي، المعلن عنها أخيراً، وهي عبارة عن مشروع مشترك بين مؤسسة دبي للمستقبل وهيئة الطرق والمواصلات في دبي، التي تهدف إلى تحويل 25% من إجمالي رحلات التنقل في الإمارة إلى رحلات ذاتية القيادة (من دون سائق).
نظام «هايبرلوب»
يعرف الـ«هايبرلوب» بنظام يدمج أنابيب منخفضة الضغط، خالية من الهواء، تربط بين محطتين، بحيث يكون داخل هذا الأنبوب كبسولات ركاب تندفع بسرعات عالية تصل إلى 1200 كيلومتر في الساعة، بحيث تقطع المسافة بين مدينة، مثل نيويورك الأميركية، وبكين الصينية خلال ساعتين فقط، كما يشير الخبراء إلى أن كلفة بناء الأنبوب الواحد تساوي 10% من كلفة بناء القطارات التقليدية فائقة السرعة.