قال رئيس مجموعة البنك الدولي الدكتور جيم يونغ كيم، ان البنك يدرس امكانية تقديم قرض للأردن بقيمة تصل إلى مليار دولار، من ضمنها 800 مليون دولار لدعم مشروعات البنية التحتية و200 مليون دولار دعم لخزينة الدولة. واضاف في مؤتمر صحفي مشترك عقد امس في رئاسة الوزراء مع وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور ابراهيم سيف ان الاردن يتحمل اعباء كبيرة نتيجة للازمة السورية وتدفق اللاجئين السوريين على المملكة،
وأكد كيم دعمه للخطة العشرية التي امر بها جلالته وقامت الحكومة بصياغتها، مشيرا إلى أن البنك الدولي ابدى استعداده بما يتعلق بهذه الخطة، مشيرا الى انه تحدث مع الملك حول ضرورة البحث عن مشروعات استثمارية كبرى حتى تستطيع، «مؤسسة التمويل الدولية» الاستثمار في هذه المشروعات.
وبين إن البنك أمن نحو 150 مليون دولار لدعم الاردن في الفترة الاخيرة، مؤكدا التزام البنك بالوقوف مع الاردن في ظل الخدمات الهائلة التي يقدمها في استضافة اللاجئين السوريين، مبينا ان زيارته للأردن تأتي لمشاهدة الوضع الاقتصادي للمملكة في ظل استضافة ما يقارب 1.3 مليون لاجئ سوري. وأشار الى أن البنك الدولي تحرك لإنشاء صندوق لدعم البلدان المستضيفة للاجئين السوريين، حيث قدم البنك 10 ملايين دولار في الشهر الماضي ومجموع ما في الصندوق حتى الان هو 35 مليون دولار. من جانبه، اكد الدكتور سيف ان الزيارة بحثت التحديات الاقليمية والفرص، وأكدت دعم والتزام مجموعة البنك الدولي للأردن في ظل هذه الظروف الراهنة، وبحث جميع السبل لزيادة التعاون الاستراتيجي بين الأردن والبنك.
وقال ان هذا المؤتمر يأتي للاستماع من رئيس البنك عن انطباعه حول زيارته للمنطقة بشكل عام، وللأردن بشكل خاص، وحول ما رآه صباح امس خلال زيارته لمخيم الزعتري، وبالتالي كيف للبنك أن يزيد مساعداته ودعمه للأردن، حيث تهدف زيارة الرئيس الى بحث التحديات الإقليمية والفرص، ولتأكيد دعم والتزام مجموعة البنك الدولي للأردن في ظل هذه الظروف الراهنة، وبحث جميع السبل لزيادة التعاون الاستراتيجي بين الأردن والبنك. واوضح وزير التخطيط أن الاردن يقوم حالياً بمراجعة استراتيجية الشراكة القطرية للأعوام 2012-2015، واجراء مراجعة منتصف المدة لهذه الاستراتيجية،وسنبحث مع البنك امكانية الاستفادة من الأدوات والنوافذ الجديدة والمتاحة من البنك الدولي للأردن، وامكانية الاستفادة لتمويل مشاريع استثمارية في عدد من القطاعات مثل النقل، والبنية التحتية، والزراعة، والطاقة.
وكان رئيس مجموعة البنك الدولي جيم يونغ كيم قد زار امس مخيم الزعتري للاجئين السوريين لتسليط الضوء على محنة اللاجئين وتداعيات الأزمة السورية على البلدان المجاورة.
وحثّ كيم المجتمع الدولي على إدراك الدور الهائل الذي يلعبه كل من الاردن ولبنان في استيعاب الموجات الضخمة من اللاجئين، داعياً إياه إلى مضاعفة جهوده في تقديم الدعم الإنساني لكي يرقى إلى حجم الأزمة الحادة.
وقال من أمام مخيم الزعتري، إن «البلدان المجاورة لسوريا، لا سيما الأردن ولبنان، اضطلعت بمسؤوليتها في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي من خلال استقبال نحو مليوني لاجئ وعلى المجتمع الدولي أن ينخرط ليلعب دوره». وإلى جانب تسليط الضوء على الاحتياجات الملحة، انتهز كيم فرصة زيارته التي استغرقت ثلاثة أيام للمنطقة لعرض رؤيته لإمكانيات المنطقة الهائلة وما ينبغي اتخاذه من خطوات لتفعيل قدراتها، ففي لبنان اكد كيم امس الاول أن المنطقة تمر بمنعطف خطير، وقال إن الوقت حان للالتفاف حول خطة لإعادة البناء ووضع الأسس لمستقبل أكثر عدلاً ورخاء، حتى في خضم الأزمة الإنسانية، مؤكداً أن مجموعة البنك الدولي ستكرس جل مواردها دعماً لهذه الجهود.
وقال كيم «بالنسبة لسوريا ولبنان والأردن وتركيا والعراق، فإن عملية الاستعداد للسلام لن تكون سهلة، ولكن هذه الحرب ستنتهي، وعلينا أن نلزم أنفسنا باغتنام هذه اللحظة وإعداد خطط ملموسة لذلك اليوم الذي تسكت فيه أصوات المدافع في سوريا والذي تحقق فيه حكومة مُعترف بها دولياً السلام والاستقرار».
من جانبه اشار ممثل المفوضية السامية لدى الامم المتحدة لشؤون اللاجئين في الاردن اندرو هاربر اهمية ما يقوم به الاردن من جهود ما يعتبر انموذجا في احتضانه للاجئين السوريين ليس فقط على صعيد المنطقة انما ايضا على الصعيد الدولي، لافتا الى ان مسؤولية هذه الاستضافة لا يجب ان تقع على الاردن فقط انما على المجتمع الدولي ان يقوم بدوره ويتحمل المسؤولية بطريقة اكثر فاعلية لمساندة الاردن في التحديات التي يواجهها جراء هذه الاستضافة في المدن والمحافظات الاردنية التي تحتضن العدد الاكبر من اللاجئين بما يزيد على 80 بالمائة من اجمالي اللاجئين.
واستمع كيم الى عائلة سورية لاجئة سردوا خلالها المشاهدات المؤلمة التي دفعتهم الى الخروج من بلادهم واللجوء الى الاردن عبر المنافذ غير الشرعية اضافة الى الصعوبات التي مروا بها خلال هروبهم وصولا الى الاردن، اضافة الى مطالبهم واحتياجاتهم، لافتين الى الدور الانساني الكبير الذي برع فيه الاردن في احتضانهم .
وجال كيم في المخيم واطلع على مراكز الخدمات والوضع العام لمخيم الزعتري، واستمع من رئيس المكتب الفرعي التابع للمفوضية في المفرق كيليان كلينشمد الى التحديات التي يواجهونها في سبيل تأمين الخدمات وتنظيم المخيم، مشيرا الى المسؤولية المشتركة ما بين المفوضية والادارة والمنظمات المعنية في سبيل توفير الخدمات منوها الى اهمية توجيه اهتمام المجتمع الدولي الى تقديم الدعم لجموع السوريين والاردن.