على الرغم من الصورة الذهنية السيئة عن الأوضاع دائمة التغير في الشرق الأوسط على مختلف الأصعدة إلا أن منطقة الشرق الأوسط بشكل عام تعتبر كنزاً بالنسبة للمستثمرين الذين يجوبون العالم بحثاً عن أفضل الفرص للاستثمار وتحقيق الأرباح المالية .
فتصَدُر منطقة الشرق الأوسط عناوين الصحف والأخبار كل يوم بسبب ما تعانيه من اضطرابات جيوسياسية وديموغرافية لا يعني بالضرورة أن جميع أسواقها الاقتصادية المتعددة والفريدة من نوعها تعاني من التقلبات والاضطرابات أيضاً بشكل يؤثر على المناخ الاستثماري والاقتصادي .
فهناك أسواق متعددة داخل منطقة الشرق الأوسط تشهد نمواً كبيراً وبشكل لافت للنظر مثل مجالات الصناعات والتكنولوجيا بالإضافة إلى البيع بالتجزئة بمختلف أنواعه ويساعد هذا النمو في تلك القطاعات لفت أنظار العديد من المستثمرين العالميين إلى تلك الأسواق .
ولنظرة أعمق في محاولة فهم كيف يتحول التغيير المتسارع في منطقة الشرق الأوسط من السلبية إلى الإيجابية بالنسبة للمناخ الاستثماري للمنطقة بشكل جعل كبار المستثمرين العالميين يفكرون بجدية في الاستثمار داخل منطقة الشرق الأوسط فإن التقرير التالي سوف يوضح أبرز النقاط التي ساعدت المستثمرين الأجانب في الاستفادة من التغيرات الكبيرة للمنقطة .
1- اختيار القطاعات المناسبة
المشهد الجيوسياسي المتغير والديموغرافيات المتبدلة ساهمت في إتاحة فرصاً جديدة للمستثمرين في الشرق الأوسط ولضرب مثال على إيجابية تلك التغييرات، الفكر الاقتصادي الحكيم والطموح التي تنتهجه المملكة العربية السعودية والقائم على التنوع وفتح اَفاق جديدة للاستثمار وهو ما خلق فرصاً ذهبية للاستثمارات الضخمة داخل المملكة ولعل الدليل الأبرز على نجاح سياسات المملكة الاقتصادية هو نجاحها في جذب مستثمرين عمالقة وعقد شراكات ناجحة معهم مثل شركة بلاكستون الأمريكية العملاقة وريتشارد برانسون في فيرجين غالاكتيك.
وفي ظل توسع الرؤى الاستثمارية داخل المملكة العربية السعودية فإن قطاعات مثل النقل والرعاية الصحية قد تبدو أهدافاً مستقبلية لكبار المستثمرين في المستقبل.
2- القطاعات التكنولوجية ..فرصة ذهبية
عقد المستثمرين الأجانب شركات مع الكثير من حكومات دول الشرق الأوسط الداعمة للتوسع في الاستثمار في النظم الإيكولوجية و التكنولوجيا يمثل فرصة ذهبية للعديد من الشركات العاملة في هذا الحقل فدول مثل الإمارات ومصر تعد سوق كبير ومغري للاستثمارات في هذان المجالان .
والحقيقة أن تحول المنطقة من الاعتماد على النفط في الموارد المالية إلى التنوع ومحاولة فتح وإيجاد طرق بديلة لتنويع مصادر الدخل تمنح للشركات التكنولوجية العملاقة في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا فرصاً ربما لن تحصل عليها في مناطق أخرى حول العالم .
وربما شراء واستحواذ شركة أمازون للتجارة الالكترونية على شركة “سوق” الإماراتية المحلية خير دليل على أن الاستثمار في القطاع التكنولوجي في منطقة الشرق الأوسط في طريقه إلى النمو والازدهار .
3- البحث عن أفكار متطورة محليا تدعمها مبادرات حكومية
يجب أن ينظر كبار المستثمرين الأجانب إلى شركات القطاع الخاص المحلية على نحو متزايد باعتبارها مكاناً صالحاً للاستثمار في منطقة الشرق الأوسط فالأسواق التي ترغب حكومات الدول المختلفة عرضها للاستثمار تعد فرصة ذهبية لا يمكن أن تفوت فالاستثمار في أسواق تحت دعم الدولة أمر لن يرفضه أي مستثمر على الإطلاق .
ولعل لدولة الإمارات العربية المتحدة التي تعد نواة للتقدم التكنولوجي في منطقة الشرق الأوسط الريادة في هذا المجال فالحكومة ترعى لمبادرات الجديدة الرامية إلى تحديث وتطوير وتنويع اقتصادها.
فعلى سبيل المثال أصبحت شركة “كريم” Careem ثاني أكبر الشركات في المنطقة بعد أن انهال عليها المستثمرين الإقليميين والدوليين وفي نفس السياق ينظر المستثمرين الأجانب إلى دول منطقة الشرق الأوسط التي تتمتع بالكثافات السكانية بأنها كنز اقتصادي كبير لأن تلك الدول توفر عدة مجالات للاستثمار مع ميزة إضافية وهي المساعدة على التنمية الاقتصادية في تلك الدول.
وفي النهاية أدت التغيرات الكبيرة في منطقة الشرق الأوسط إلى جذب أنظار كبار المستثمرين الدوليين إليها وأصبحت المنطقة سلة اقتصادية واستثمارية كبيرة ومتنوعة بسبب القوة العاملة الكبيرة لتلك المنطقة والتي تترجمها العدد المرتفع للشباب وسهولة تحقيق الأرباح المالية الكبيرة.
وبالطبع سوف توجد الكثير من العقبات والصعوبات أمام الاستثمار في منطقة الشرق الأوسط ولكن مع استمرار التغير في المنطقة سوف تتوافر ملايين الفرص التي سوف تساهم بشكل كبير في قفزة اقتصادية كبيرة نحو الأفضل.