مجلة مال واعمال

كيف يعالج الأطباء مرضى فيروس كورونا رغم عدم وجود لقاح؟

-

استطاع بعض الأطباء انقاذ عدد كبير من الحالات المصابة بفيروس كورونا المستجد بالرغم من عدم عثور العلماء على لقاح يقضي على المرض وفي ظل الارتفاع اليومي في حالات الوفاة الإصابات بالمرض، هناك حالات تتعافى منه.. فكيف استطاع الأطباء انقاذ هولاء من المرض رغم عدم وجود علاج؟

كشفت دراسة حديثة نشرت في المجلة الطبية البريطانية “لانسيت”، عن الطريقة التي يتبعها الأطباء في التعامل مع مرضى فيروس كورونا والعلاجات التي يتم الاعتماد عليها لقتل كوفيد 19 قبل أن يقضي على الجسم.

وقالت كريستينا كروثرز، أخصائية طب الرئة والعناية المركزة وأستاذة الطب بجامعة واشنطن وأحد الأطباء العاملين في المستشفيات التي استقبلت المرضى، إن الدراسة عبارة عن إجابة لسؤال حير البعض حول العالم وهو كيف يمكن لبعض الحالات الشفاء من الفيروس دون غيرهم وما هو العلاج المتبع والذي نجح في انقاذ الكثير رغم إعلان مسؤولي الصحة عالميًا بأن كورونا لم يتم العثور على لقاح له حتى الآن- وفقًا لموقع “Washingtonpost”.

وأضافت أن المشاركين في الدراسة تتبعوا الأعراض المهددة للحياة التي أحدثها فيروس كورونا في الجسم وفي المقابل تم تحديد الأدوية التي تعالج كل شئ على حدا، وأبرز شئ كان يهدد حياة المرضى هو تعرض الرئتين للتدمير بعد أن يكون كوفيد 19 قد استوطن بها، ولذلك اعتمد أغلب الدواء على منح الأكسجين للمرضى.

وأوضح أن الدراسة شملت 52 مريضًا بأعراض مختلفة وملاحظة تطور حالتهم الصحية على مدار 28 يوميًا، لتكشف النتائج عن تسجيل أعداد وفيات عالية في العينة لمن عانوا من التهاب رئوي شديد وتم نقلهم للعناية المركزة لفوات الأوان على انقاذهم وكان عددم 32 مريضًا وهو ما يعني 61%، وحدثت الوفيات في الأسبوع الأول من دخولهم العناية المشددة.

وأشارت إلى أن الأطباء لم ينجحوا في انقاذ بعض المرضى بسبب الالتهاب الرئوي ومتلازمة الضائقة التنفسية الحادة وهى أشياء تجعل استجابة الرئة للعلاجات ضعيفة.

وقال جيمس تشالمرز، أستاذ سريري في كلية الطب بجامعة دندي في اسكتلندا وأحد المشاركين في الدراسة، إن الأطباء يبذلون مجهود بطولي في سبيل انقاذ مرضى كورونا القاتل ولكن بعض الأجساد لا تستجيب للعلاجات العادية لأنها ضعيفة في الأساس وهذا يجعل المرض يتمكن سريعًا من الرئة.

وأضاف أن عدم وجود لقاح حتى الآن أمر مقلق لجميع الأطباء ولذلك يحاول القائمين على الرعاية سواء الأطباء أو الممرضين متابعة المرضى في العناية المركزة لحظة بلحظة ومنحهم العقاقير التي تصلح الرئة للتخفيف من حدة الالتهاب الرئوي وأيضًا يضعوهم على أجهزة التنفس الصناعي لأن الفيروس عندما يهاجم الرئتين يصعب على المرضى الحصول على كمية كافية من الأكسجين في مجرى الدم لدعم الكلى والكبد والقلب ومن هنا يحدث الموت الفوري أو المعانأة من توقف الأجهزة الحيوية الذي يعقبه موت بطئ.

وأشار إلى أن منظمة الصحة العالمية أرسلت مؤخرًا خبراء دوليين إلى الصين لفحص المسار السريري للمرضى والعلاج الذي يحصلون عليه، ووجدوا أن حوالي 5% من المصابين بالفيروس التاجي الجديد يحتاجون إلى تنفس صناعي عادي لمواجهة المرض وحوالي 15% بحاجة إلى أكسجين شديد التركيز وهو نوع الأكسجين الذي يصل إلى داخل الجهاز التنفسي عبر أنبوب يوضع في الأنف.

أما عن طرق العلاج الأخرى، فقال تشارلز ديلا كروز، أستاذ طب الرئة في كلية الطب بجامعة ييل، إن الصين تحاول بكل جهد استخدام أساليب متنوعة لانقاذ الأجسام من كوفيد 19، مثل الاتجاه نحو الطب الصيني التقليدي والاستعانة بالبلازما الموجودة في دماء المتعافين وحقنها في جسم المرضى- وفقًا لموقع “live science”.

وأكد أن البلازما ساعدت في تحسن بعض الحالات ولكنها لم تمنحهم الشفاء الكامل.

وأشار إلى أنه كلما كان المريض لا يعاني من أمراض خطيرة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكر غير المنظبط وأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة والسرطان وغير كبير في السن فأن جسمه يستجيب للعلاج والرعاية الصحية، ولكن إذا كان غير ذلك فهو بنسبة كبيرة سيكون ضحية للفيروس التاجي.