رغم كثرة الموارد بقارة أفريقيا، إلا أن دولها مازالت تعاني من الفقر في عدة مجالات، أهمها توفير التأمين الصحي.
وكشفت صحيفة “إيكونوميست” البريطانية، في تقرير لها، النقاب عن قصة الشابة الرواندية “إيرنستاين لتوز” البالغة من العمر 19 عامًا، كشاهدة على التأمين الصحي الجيد في بلادها رواندا والذي يغطي 91 % من سكانها البالغين 11 مليون نسمة.
وروت “لتوز” للصحيفة قصة مرضها العام الماضي، حيث كانت تعاني من السعال الشديد وفقدان الشهية، ثم قام عامل بمستشفى حكومي بتشخيص حالتها بالسلّ، وتم علاجها بمستشفى حكومي قريب، على بعد بضعة كيلومترات، وبعد عدة سنوات تعافت وأكملت دراستها لتصبح محاسبة.
لم يكلفها العلاج شيئًا يذكر، تحت مظلة برنامج التأمين الصحي برواندا “ميوتويلس دا سانتي”، والذي يغطي 81% من تعدادها السكاني البالغ 11 مليون نسمة، فيما تتم تغطية 10% أخرى بالتأمين الحكومي للجنود والموظفين بالحكومة.
نسبة 91% من الشعب الرواندي يحظون بتغطية التأمين الصحي، وهي أعلى نسبة وسط الدول الأفريقية بفارق كبير. فكيف تمكنت دولة فقيرة مثل رواندا (دخل الفرد بها حوالي 690 دولارًا في السنة) من تطبيق مثل هذا البرنامج الصحي الفعّال؟.
تشكل المساعدات الخارجية نصف ميزانية الصحة برواندا، إلا أن مثل هذه المبالغ، لم تحدث نتائج في دول أخرى، إذن لابد من سبب آخر.
جرى تدريب عمال الصحة في القرى، على توفير العناية الأساسية وتحويل الأشخاص مثل لتوز إلى العيادات لعلاج الأمراض الخطيرة، ويوجد اليوم حوالي 45000 من هؤلاء العمال، وهم يشجعون الأشخاص على الانضمام إلى برنامج “ميوتويلس دا سانتي” منذ بداية تطبيقه العام 1999.
وختاماً، أشارت الصحيفة إلى أنه يجب على الدول الأفريقية الأخرى الانتباه لهذا الإنجاز، حيث يغطي التأمين الصحي في غانا ثلث الشعب فقط، وتحاول تنزانيا زيادة التطوع في برنامجها الصحي بمساعدة منظمات المساعدة بأمريكا والسويد.
وقدمت دول أخرى مثل مالي والسنغال برامج صحية صغيرة على مدار الـ 20 عامًا الماضية، لكنها فشلت بسبب نقص الدعم الحكومي.