تتسابق شركات التنقيب عن النفط الصخري للاستفادة من الارتفاع الأخير في أسعار الخام، ولكن تكلفة الإنتاج يمكن أن تبدأ في التزايد هي الأخرى مما يقلل بعض المكاسب المنتظرة، بحسب تقرير لـ “أويل برايس”.
وتتأهب شركات النفط الصخري مع اقتراب “نايمكس” من 65 دولاراً، فارتفع عدد منصات التنقيب في أمريكا بمقدار عشر منصات الأسبوع الماضي في أكبر زيادة أسبوعية منذ يونيو/حزيران الماضي.
وفي الوقت نفسه، زادت إدارة معلومات الطاقة مؤخراً توقعاتها الخاصة بإنتاج الخام الأمريكي ليصل إلى 10.3 مليون برميل يومياً هذا العام، بزيادة حوالى 300 ألف برميل يوميا عن توقعات الشهر الماضي.
نمو الإنتاج وارتفاع التكاليف
– تتجه جميع المؤشرات إلى نمو ضخم في الإنتاج، وترى إدارة معلومات الطاقة أن الإنتاج الأمريكي سيتجاوز 11 مليون برميل يوميا بحلول نهاية عام 2019، ولكن ذلك سيتزامن مع ارتفاع في التكاليف.
– حسَّنت صناعة النفط الصخري تقنيات الحفر إلى حد كبير على مدى السنوات القليلة الماضية، ولكنها طلبت أسعارا منخفضة من متعهدي الحفارات والمعدات وتكنولوجيا التكسير الهيدروليكي إلى جانب قائمة طويلة من خدمات الحفر الأخرى.
– عانت شركات خدمات حقول النفط “أو إف إس” من الأسعار المنخفضة لخدماتها، ومع تراجع نشاط الحفر لم يكن لديها خيارات كثيرة فمن الأفضل لها خفض أسعار الخدمات بدلاً من عدم الحصول على أي عقود عمل على الإطلاق.
– لكن مع انتعاش نشاط الحفر وتكاتف صناعة خدمات حقول النفط استطاعت تلك الشركات استعادة بعض النفوذ وتتطلع حالياً إلى تقليص الخصومات المقدمة لمنتجي النفط.
نقص العمال
– تم الاستغناء عن أكثر من 400 ألف وظيفة في أجزاء مختلفة من قطاع النفط على مدى السنوات القليلة الماضية، وكان القطاع الأكثر تضرراً هو خدمات حقول النفط.
– انتقل بعض هؤلاء العمال إلى صناعات أخرى، مما أثر على سوق العمل وساعد على زيادة أجورهم وهو ما زاد من تكلفة الإنتاج في النهاية.
– في العام الماضي، ارتفعت بشكل كبير عدد الآبار المحفورة ولكن غير المكتملة وتسمى اختصاراً بـ “دي يو سي” بسبب النقص في أطقم عمليات التكسير الهيدروليكي، لذا بدأت هذه الأطقم في تقاضي رسوم أكبر مقابل خدماتهم.
– لكن أسعار النفط ارتفعت بوتيرة أسرع بكثير من أسعار الخدمات، وأشارت “فوربس” مؤخرا إلى شركة “نابورس” التي تمتلك أكبر أسطول للتنقيب في العالم.
– حيث انخفض هامش الربح لمنصاتها في الربع الثالث من العام الماضي مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، رغم الزيادة الكبيرة في الطلب على منصاتها وارتفاع أسعار النفط.
– تحاول شركات “أو إف إس” إعادة التفاوض على الرسوم التي تخلفت كثيرا عن ارتفاع أسعار الخام، إلا أن ذلك قد يتغير هذا العام مع استمرار توسع سوق العمل والحفر.
– ساهم انخفاض معدل البطالة فى “تكساس” على سبيل المثال بنسبة 3% في أواخر العام الماضي إلى صعوبة توفير العمالة المطلوبة لعمليات الحفر.
انتعاش شركات الخدمات النفطية
– تعتبر قائمة الآبار المحفورة غير المكتملة أكبر من أي وقت مضى مسجلة 7354 بئراً في نوفمبر/تشرين الثاني 2017 ارتفاعا من 5674 بئراً في بداية العام الماضي.
– سترغب شركات النفط الصخري في استكمال تلك الأعمال المتراكمة هذا العام خاصة مع ارتفاع “نايمكس” فوق الستين دولاراً، مما يعني أنها ستزيد استعانتها بشركات الخدمات، إلا أنهم قد يجدون أن تكلفة الإكمال ستكون أعلى مما كانوا يعتقدون.
– رغم الزيادة في التكاليف إلا أنه ينبغي أن يكون هذا العام أفضل لشركات الخدمات النفطية، وفي الوقت نفسه ترى “موديز” أن هذه الشركات ستواصل تعافيها هذا العام من آثار تراجع أسعار الخام سابقاً ولكنها ستظل ضعيفة.
– وجدت دراسة حديثة لمنتجي النفط الأمريكيين من قبل “باركليز” أن 90% من الشركات تتوقع ارتفاع تكاليف الإنتاج في العام الحالي، ويتوقع ثلثا المستطلعين ارتفاع التكاليف بنسبة تصل إلى 10%.