كيف سحبت تركيا أهم ذرائع استهداف عملتها الوطنية؟

دولي
5 يونيو 2018آخر تحديث : منذ 7 سنوات
كيف سحبت تركيا أهم ذرائع استهداف عملتها الوطنية؟
1033647191

أجرى نائب رئيس الوزراء التركي لشؤون الاقتصاد، محمد شيمشك، خلال الأيام القليلة الماضية، زيارة إلى العاصمة البريطانية لندن برفقة رئيس البنك المركزي التركي مراد تشتين قايا، بهدف الاجتماع مع ممثلي مؤسسات مالية ومستثمرين أجانب كبار.

وعن نتائج الزيارة، قال شيمشك، في تغريدة نشرها عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، إن المباحثات التي أجراها في العاصمة البريطانية لندن، كانت “مثمرة جداً”، مشيراً إلى وجود اهتمام كبير بتركيا في أوساط المستثمرين.

وأكد “شيمشك” أنهم وجهوا للمستثمرين جملة من الرسائل خلال المباحثات، مفادها بأن الحكومة التركية عززت حزمة سياساتها، وأن مرحلة التوازن بدأت من جديد في الاقتصاد. وأن مكافحة التضخم وعجز الحساب الجاري هي الأولوية الأهم بالنسبة إليهم، وأن حكومة بلاده ستسرع الإصلاحات الهيكلية أكثر بعد الانتخابات المقررة في 24 يونيو/ حزيران المقبل.

وعلى خلفية الزيارة، حققت الليرة التركية زيادة أمام الدولار، بعد أن كانت قد تراجعت بشكل مفاجئ إلى مستويات قياسية.

صحيفة “العربي الجديد”، أشارت في تقرير لها إلى أن تركيا سحبت أهم ذرائع استهداف عملتها الوطنية، من خلال زيارة تشتين قايا وشيمشك، إلى بريطانيا، ودحض ما يشاع عن الخلاف بين الحكومة التركية والسلطة النقدية بتركيا، والتأكيد للمستثمرين وأصحاب المحافظ أن تركيا عززت حزمة سياساتها وأن مرحلة التوازن بدأت من جديد بالاقتصاد التركي.

وكان شيمشك قد التقى ورئيس البنك المركزي التركي، الاثنين الفائت، مستثمرين وشركات مالية تركية، قبل توجههما إلى العاصمة البريطانية، ما انعكس، إلى جانب إجراءات حكومية أخرى، إيجاباً على سعر الليرة التركية التي بدأت في التحسن بعد أن خسرت نحو 20% من قيمتها خلال العام الجاري.

ودعم تحسن الليرة التركية أيضاً تبدل “مزاج الشارع التركي”، بحسب وصف مراقبين، من الخوف من اقتناء العملة المحلية وحيازة عملات أجنبية ومعادن نفيسة، إلى تبديل الدولار بالليرة، بعد الحملات الشعبية التي انتشرت بالبلاد وطالبت بـ”الوقوف إلى جانب تركيا وعملتها”، كما استجابوا لدعوة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الأتراك إلى تحويل مدخراتهم من العملات الأجنبية إلى الليرة، لإفشال مؤامرات بعض الأطراف.

وكان أردوغان قد خاطب الأتراك قبل أيام قائلًا “إخواني الذين يحتفظون بالدولارات واليورو تحت الوسادة، اذهبوا وحولوا أموالكم إلى الليرة. سنحبط هذه اللعبة معاً”.

من جهته، قال وزير الجمارك والتجارة التركي، بولنت توفنكجي، إن بلاده نجحت في تجاوز الأزمات بتحقيق نمو اقتصادي، مضيفاً خلال تصريحات صحافية أمس “إن الأطراف التي تحاول تضليل الرأي العام ستُحرَج مجدداً كلما أُعلنت نتائج أنشطة تركيا الاقتصادية الحديثة”.

ويتوقع خبراء أن تستمر الليرة التركية بتحسنها البطيء، حتى انتهاء الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي ستجرى في الرابع والعشرين من يونيو/ حزيران المقبل.

وقالت نشرة وكالة “بلومبرغ”، نقلاً عن بير هامورلوند، الخبير الاستراتيجي في الأسواق الناشئة بمجموعة “إس إي بي” إن هناك شعور في الأسواق بأن أردوغان، سيلتزم بالسياسات المالية والاقتصادية المتبعة، قبل الانتخابات المقبلة.

وأضاف الخبير الاستراتيجي أن الالتزام المشار إليه سينعكس على الليرة التركية، وأن الدولار سيتراجع أمامها خلال الأسبوع الجاري إلى مستوى 4.44 ليرات.

ونسبت صحيفة “يني شفق” تحسن سعر صرف الليرة لزيارة الرئيس رجب طيب أردوغان، قبل أيام، إلى بريطانيا، إذ كانت الرسائل التي قدمها الرئيس، لدوائر التمويل الدولية، مُثمرة بشكل إيجابيّ على الاقتصاد التركي وعلى تطمين المستثمرين إيجابيًّا نحو التوجه للاستثمار في تركيا، بحسب ما قالت الصحيفة التركية.

وتضيف “يني شفق” بعد خطاب الرئيس أردوغان الإيجابي خلال ختام الدورة 6 لـ “منتدى اللسان العذب التركي البريطاني” في لندن، “تصاعدت أنباء عن توجه نحو 100 مليار دولار إلى الأسواق التركية بغرض الاستثمار، وبالتالي دعم الأداء الاقتصادي التركيّ”.

ورافق الرئيس التركي خلال زيارته إلى بريطانيا، نائب رئيس الوزراء التركي للشؤون الاقتصادية محمد شيمشك، ووزير الاقتصاد نهاد زيبكجي، و25 من مديري المحافظ الاستثمارية الدولية العالمية لشرح الاقتصاد التركي، وأبرزها شركة “أكسا” الفرنسية التي تعد أكبر شركات التأمين في العالم، ومصرفا “كريدي سويس” السويسري، و”إتش إس بي سي” البريطاني، وشركة “بي أي إي سيستمز” العالمية المختصة في الصناعات الجوية والدفاعية.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.