كيف ستبدو ديرة دبي في المستقبل؟

أخبار الإمارات
30 أكتوبر 2018آخر تحديث : منذ 6 سنوات
كيف ستبدو ديرة دبي في المستقبل؟

for main photo Issam Galadari - مجلة مال واعمال

ربما لم يمض على تأسيس شركة إثراء دبي إلا 18 شهرًا، ولكنها تملك رؤية واضحة المعالم، ويعزز ذلك بيانها على موقعها الإلكتروني. ويصرّح السيد كلداري بكل فخر بأن الشركة تملك رؤية تقدمية مستقلة ولها أسلوبها الخاص في إنشاء المجمعات وتعزيزها في دبي، وبذلك فهي تسعى من أجل تحويل تركات الماضي إلى علامات مميزة للمستقبل.

وهذه العبارة تعني الكثير حيث أنها تعبر عن شغف الرئيس التنفيذي والمؤسس لإثراء دبي وهو عصام كلداري. لقد بدأ المهندس المدني ذو الخبرة الواسعة بعض أفضل المشروعات العقارية ذات التأثير الملموس في المدينة. وقد عمل طوال مسيرته المهنية التي تمتد لحوالي 30 عامًا لمدير معماري في مؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية، وكمدير تنفيذي لإعمار العقارية، حيث أشرف على تطوير داون تاون دبي، والمدير الإداري لإعمار الدولية إذ وسّع دائرة الأعمال لكي تشمل 11 دولة في آسيا وشمال أفريقيا.
وبالرغم من تقلده لتلك المناصب العليا، إلا أن حواره مع مجلة أريبيان بزنس قد بدأت في غرفة اجتماعات بسيطة ليس بها نوافذ في المكاتب الموجودة فوق سوق الواجهة البحرية الجديدة التابعة لإثراء وذلك قبل الانتقال إلى مرآب السيارات العلوي الذي يظل على مشروع إثراء ديرة الذي يحظى بأهمية كبرى في الشركة. يتشوق كلداري للحديث عن خطته الطموحة، بالتوافق مع أكبر التزام لشركة إثراء للربط بين تراث مدينة دبي وتطوير مستقبلها.

التوجه نحو التطوير
يقول كلداري «إن ديرة كانت دائمًا محورًا للتجارة في دبي» في حديثه في مقهى في سوق الواجهة البحرية الذي تم افتتاحه عام 2017 كبديل طال انتظاره للأسواق الأقدم التي بالرغم من أنها كانت محبوبة بكثرة، إلا أنها كان ينقصها البنية الأساسية الضرورية للنمو المستقبلي.
ويضيف: «لكن بالطبع نمت دبي بدرجة أكبر ونمت الأعمال هنا أيضًا، ولكن لم يفعل أي شخص شيئًا لتوسيع المنطقة. لقد تم آخر تطوير ضخم في عام 1980 عند افتتاح حياة ريجنسي. ومنذ ذلك الحين، صار لدينا سوق الفاكهة والخضراوات وسوق الأسماك فقط في الرأس، وكان من المفترض أن يكون مبنى مؤقتًا لمدة عامين. لقد اشتركت في هذا المشروع عندما عملت في البلدية، وكان ذلك في عام 1987.»
وبالنسبة إلى هذا الموسم، فقد قال «هذا المشروع قريب جدًا إلى قلبي». وقد كشف النقاب عن وجود خطة كانت معدة لتطوير المنطقة كلها، وكان من المفترض تنفيذها طوال هذه السنوات الماضية ولكنها لم تتم، لذا قال «سررت جدًا لعودة وتنفيذ ذلك في النهاية».
وبصرف النظر عن العاطفة الشخصية، تتسم الخطة بأهمية واضحة. أفصح كلداري عن الحقيقة غير العادية عن منطقة الرأس، وهي جزء صغير من اليابسة في إمارة دبي، و»تساهم بحوالي ثمانية أو تسعة في المائة من إجمالي الناتج المحلي لدبي».
والآن يدرك كلداري أن هذا الأمر غير مرتبط بالنمو الاقتصادي فحسب، بل يجب أن يضيف هذا التوسع إلى الميزات الفريدة للمنطقة. «نعم، يتعلق الأمر بالتراث والأعمال التجارية أيضًا. يحب السائحون أن يروا ذلك. وبعد أن نظفت الحكومة المنطقة وغطت الأسواق، زادت شعبية المنطقة. لذا فإننا نريد الآن توسيع كلٍ من المناطق التراثية ومناطق الأعمال التجارية. نحن لا نريد إنشاء شيء مختلف، بل إننا نريد الشعور نفسه».
وبعد القيادة من سوق الواجهة البحرية إلى سطح مرآب السيارات الذي يشمل العديد من المتاجر، ويوفر إطلالات على موقع التطوير، يشرح السيد كلداري في الهواء الطلق وتحت شمس الصيف الحارة تقدم المرحلة الأولى في المشروع المكوّن من جزأين. ويضيف كلداري قائلًا «لا يهمني إن كنا في فصل الصيف أو الشتاء؛ فإنني أستمتع بوجودي هنا في الموقع» عند إحدى النقاط في أثناء الصباح.
ويضيف: «المرحلة الأولى أكبر من 680,000 قدم مربعة وتشمل حوالي 176 وحدة بيع بالتجزئة و225 مكتبًا، بالإضافة إلى 289 مقر إقامة وثمانية فنادق، ستة منها ستكون تحت إدارة مجموعتي ويندهام وأكور. كما يوجد لدينا بالفعل محطتا مترو في المكان. ستكون إحداهما محورًا جيدًا للمواصلات، بالإضافة إلى محطة حافلات وفندق فوق المترو. لذا سيتوفر كل شيء في مكانٍ واحد، كما ستتوفر خدمة مكوكية لذا يمكنك الانتقال إلى أي مكان تريده.»
يشرح كلداري كيفية ترتيب المنطقة المجاورة بالكامل مع الوضع في الحسبان توفير ممرات للمشاة ومساحات للمعيشة. ستشمل أسطح مرآب السيارات حدائق معلقة، ومساحات للعب ومطاعم. ستشمل كل المباني دورًا أرضيًا بدلًا من المرآب الصغير، مما يوفر مساحات بمستوى الأرضية من أجل البيع بالتجزئة والأطعمة والمشروبات. كما هناك ساحات عامة، وممرات للسير مظللة ومصممة للتمتع بالمنظر الخلاب، والكثير من المساحات الخضراء وشقق على الواجهة البحرية ذات ارتفاع منخفض. كما سيتوفر أيضًا مواقف لسيارات الأجرة حتى يتمكن الأشخاص من استخدام الخور للتنقل عبر طول المقاطعة.
ويضيف قائلًا بكل فخر «نحن نوفر لها المرافق المفتقدة في ديرة، – وهي أشياء بسيطة مثل دورات المياه ومرآب – ولكن مع الاحتفاظ بالأشياء التي يحبها الناس. نحن نحب إنشاء المجتمعات. ولا بد أن يصبح الناس سعداء، يستمتعوا بالرفاهية وتنفيذ الأعمال التجارية».

إعلان

من الأساس إلى القمة
لقد قدّم كلداري مساهمة كبيرة في تطوير دبي. وبعد إتمام دراسته للحصول على مستويات «أ»، والشهادة والدراسات العليا في المملكة المتحدة، عاد السيد كلداري إلى الوطن ليعمل في مجلس البلدية حيث ساعد على تطوير أهم المتنزهات والطرق في المدينة. وخلال 4 عامًا تالية قضاها في مؤسسة «إعمار»، سافر حول العالم لكي يجلب أفكارًا جديدة لمشروعات في أرض الوطن. ومن أحدث المشروعات المفضلة بالنسبة إليه مشروع ترميم قوس الملوك في لندن. ويتحدث عن ذلك قائلًا «لقد اندهشت مما رأيتهم فعلوه». «لقد حافظوا على التراث ولكنهم جعلوه حديثًا».
لقد رفض التركيز على مشروعه المفضل على مدار سنوات («كل المشروعات مفضلة، كبيرها وصغيرها»)، ولكن عند الحدث معه فإنه يعبر عن مدى الفخر لديه لإدارة إنشاء برج خليفة «الذي اكتمل بناؤه حسب الموعد المحدد».
ومنذ أربع سنوات مضت ترك «إعمار» للعمل لدى مؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية، وهي الذراع الاستثماري الأساسي لحكومة دبي. في البداية كان رئيسًا لقسم العقارات في مؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية، وبذلك كان يدير مشروع تجميل ديرة وتطوير سوق الواجهة البحرية. وعندما قررت مؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية عمل توسعة كبيرة في ديرة باتجاه الواجهة البحرية، اتُّخِذَ القرار لفصل «إثراء» لكي تصبح كيانًا مستقلاً بذاته. ويتحدث عن قراره قائلًا «هذه المشروعات تتسم بطول زمني كبير وهذا يتطلب الكثير من الجهود والعمل المضني. لقد وصلنا إلى درجة أردنا فيها أن نصبح مستقلين».
تصيغ «إثراء» الآن استراتيجية معينة مع مؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية، وتحصل على تمويلها من الشركة الأم، وذلك بالإضافة إلى التمويل المصرفي من أجل إكمال المشروعات التي تحتاج لأعوام عديدة. والعائد هو سد العجز الذي تتركه شركات العقارات الأخرى، ووضع تصورات طويلة المدى حول تطوير دبي كمدينة رئيسية ذات مستوى عالمي.

البدء من البداية
من الواضح أن كلداري يحمل في قلبه مهندسًا حقيقيًا إذ إنه يشير بحماس إلى العديد من مواقع الإنشاء في كل الجهات الأربعة في السطح العلوي لمرآب السيارات. ويضيف قائلًا «نحن نشيد البنية الأساسية أولًا ومن المهم جدًا أن تتم على هذا النحو»، مع شرح السبب في أن أصعب تحدي كان العمل حول الخدمات الموجودة تحت الأرض. «لقد تأسست تلك الخدمات منذ وقت طويل، لذا ليس لدينا سجلات سليمة لها. وكانت التحديات الأخرى العمل بجوار المترو. لقد اضطررنا لإصلاح أجهزة الاستشعار في كل الأنفاق لمراقبة الاهتزازات، ولا يتوفر لنا إلا ثلاث ساعات في كل ليلة للقيام بذلك. لذا فإننا نستخدم أحدث الحلول، ولكن ذلك لا يزال يبطئ الأشياء التي تريد إنجازها في الحال.»
كما يؤكد أن الأمان له «الأولوية القصوى» في كل عملية. «هؤلاء العمال هم أهم الأشخاص في هذا المشروع. وهم يتمتعوا بقيمة كبيرة بالنسبة لنا. لم أدعِ يومًا أنني نفذت شيئًا بنفسي، نحن نبني ذلك معًا، وهذا لأننا فريق واحد.»
ومن إطلالة السطح العلوي، يظهر الميزان والجهد الكهربي لمشروع إثراء. هذه المجموعة ذات القيمة الكبيرة من امتدادات الأرض من فم الخور مباشرة وصولاً إلى حياة ريجنسي. وفي المرحلة الوسطى، ستقوم هيئة الطرق والمواصلات بتسريع الأعمال من خلال خطط جسر الشندغة، وهذا يشمل الجسر فوق الخور، الذي يُتوقع الانتهاء من تشييده بحلول عام 2021. وفي السنوات التالية، ستكون مسارات اليابسة التي تشكل جزر ديرة مجرد ربط بين عبر الماء وستوفر جذبًا متزايدًا إلى المنطقة في العقود القادمة.
ومن الواضح أن هذا أمر يحتاج إلى مدى طويل. ستكون شركة «إثراء» مديرًا للأصل بالإضافة إلى كونها المطور، ولا توجد خطط لعرض مبيعات لملكيات عقارية حرة. وبدلًا من ذلك، ستركز الشركة على بناء المدارس، والمساجد والعيادات حتى يتم إنشاء مجتمع مناسب في قلب دبي – أو ربما يجب أن تكون «دبي» الجديدة».

وعند سؤاله عما إذا كان فخورًا بترأسه المشروع، أكّد مجددًا أن فخره الوحيد هو أنه فردٌ من الفريق. «لا يمكنني أخذ أي اعتماد بمفردي، لم أفعل ذلك من قبل ولن أفعله. لذا، فقد ساعد الكثيرون على جعل هذه المدينة آمنة ومكانًا يتحلى بالسلم مع توفر معايير عالمية.»
إنه فخور للغاية بالمدينة نفسها، ومع تحدثه بإعجاب بالشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمه الله، وقراره بإنشاء الخور في عام 1959، مما سمح لسفن ذات عمق أكبر باستخدام الميناء، وهذا قد مهّد الطريق للازدهار التجاري للمدينة. وقد أصرّ الشيخ راشد أيضًا على توسيع المخططات الأصلية للميناء التي تحمل اسمه من أربعة مراسٍ إلى 15 مرسى للسفن قبل افتتاحه في عام 1972.
ويضيف كلداري «يتميز تطورنا بسرعة أكبر بكثير من أي مكان آخر في العالم. كما أن الأشياء التي تحتاج إلى عدة أجيال في مدن أخرى تحتاج إلى فترة جيل واحد هنا لكي تكتمل».
ويقول: «بالطبع فإننا نتبع رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ورئيس مجلس الوزراء بدولة الإمارات العربية المتحدة وحاكم إمارة دبي. إنه يدعمنا دائما للتطوير بأعلى المستويات وجعل المدينة مركزًا لكل الجنسيات. لقد أصبحت دبي الآن رائدًا عالميًا بفضل جهوده.»
وبالعودة إلى المقاييس الزمنية لهذا المشروع، يقول كلداري إن أعضاء مجلس الذهب من السوق القديمة قد تمت دعوتهم الأسبوع الماضي لمشاهدة حدث تأجير، مع تقديم طلبات لفتح مساحات بحلول نهاية العام. وبحلول شهر أكتوبر لعام 2019 ستبدأ المباني في الظهور بمظهر جديد بينما تستعد الديرة لتوسيع دورها الذي اضطلعت به طيلة عقود.
يقول كلداري مشيراً إلى سوق الذهب القديمة «عندما كنت صغيرًا، كان أبي يأخذني هناك. وعندما أذهب هناك الآن، ينتابني نفس الشعور القديم والجميل. ونحن نريد أن نعطي ذلك مجددًا للجيل القادم.»

[/information]

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.