“شعرت وكأنني أخضع لبرنامج ماجستير مصغر لإدارة الأعمال؛ فقد أتيحت لي فرصة أفضل للتنقل عبر مجالات الأعمال كاملة بدءاً من الإدارة التشغيلية ووصولاً إلى الإدارة الاستراتيجية”
شكّل الدعم العائلي والنجاح في الجلسة الافتتاحية لتحدي قادة الأعمال التجارية المؤسسية الذي ينظمه المعهد المعتمد للمحاسبين الإداريين (“سي آي إم إيه”) أمران في غاية الأهمية بالنسبة للمشارك الناجح ميكا نوابوكو الذي أشار بقوله: “لا يُعتبر إقامة التوازن بين الاحتياجات أمراً صعباً على الفرد فحسب، بل على أسرته أيضاً. فلا بدّ من معرفة سبب القيام بأي خطوة بعيداً عن الأسرة، كسبب منطقي لتوفير الوقت اللازم لها. ومن المهم بالنسبة للأشخاص المقربين منكم فهم هذا السبب أيضاً، وعندما يفهمون ذلك، يأتي الدعم منهم قوياً جداً. وسيكونون هم الشعلة التي تنير إلهامكم عندما تفقدون الأمل”.
وأضاف ميكا، الذي كان مصمماً على النجاح في الانضمام لعضوية المعهد المعتمد للمحاسبين الإداريين والحصول على صفة محاسب قانوني عالمي بحلول عام 2018 على الرغم من جدول أعماله المزدحم، قائلاً: “يساعدني الحصول على مؤهلات مهنية في المعهد المعتمد للمحاسبين الإداريين والمحافظة عليها على اكتساب مهارات مهنية وقيادية تتيح التنقل بشكل أفضل في بيئة الأعمال المعقدة والمتغيّرة”.
لم يكن ميكا قد أكمل الثلاثين من عمره وكان قد حقق بالفعل نصف مسيرته المهنية بتولّيه منصب المدير المالي في شركة “شل” عندما تقدم بالطلب. فجاءت الخطوة التالية بالتحقق من صحة فهمه للأمور، وإغلاق أي فجوات ليكون محاسباً إدارياً متمرّساً وقائداً في مجال الأعمال. وبعد عملية المراجعة، تمّت الموافقة على انضمامه إلى البرنامج التجريبي لتحدي قادة الأعمال التجارية المؤسسية. وأخيراً، ثبتت صحة كافة الإجراءات الصارمة التي يتخذها المعهد المعتمد للمحاسبين الإداريين عندما فاز ميكا بنهائيات التحدي بالتعاون مع زميله الذي شاركه في الفريق.
وتمثل التحدي النهائي بتقييم سيناريو تجاري لشركة وهمية، ومن ثمّ عرض التأثيرات المحتملة مع تقديم المشورة بصفة مدير التمويل لتلك الشركة. وقد زُودت الفرق المتأهلة للتصفيات النهائية أيضاً بمدربين لدعمهم في مراحل الإعداد الأخيرة. وقام هؤلاء المسؤولون التنفيذيون الماليون رفيعو المستوى بمساعدة الفرق على الاستفادة من نقاط قوتهم من الجولة الأولى، مع تحديد مجالات التطوير التي تتطلب العمل عليها. واعتبر ميكا أنّ هذا العنصر قد شكّل فرصةً فريدةً من نوعها لتكريس المهارات المستفادة، وتعزيز التواصل، وصقل أساليب إدارة أصحاب المصلحة.
وأخيراً، قدّم كلّ فريق عرضه أمام لجنة مستقلة من الحكام، الذين يعتبرون جميعاً قادة في عالم الأعمال، والذين عملوا على تأدية دور أعضاء “مجلس الإدارة” لإعطاء هذا التحدي طابعاً “واقعياً”. وفي هذا السياق، قال ميكا مبتهجاً: “كان الفوز في التحدي النهائي إنجازاً عظيماً بالنسبة لي، لا سيما بالنظر إلى جودة المنافسة والتفاعل الذي تميزت به. لقد أعجبت كثيراً بجميع العروض التي قدمتها الفرق الأخرى. ولا بدّ أنّه كان من الصعب على الحكام اختيار الأفضل من بينها”.
وكانت نقطة القوة الرئيسية التي قدّمها المرشحون في عروضهم تكمن بالاطلاع على ثقافات مختلفة وخلفياتهم الشخصية والمهنية المتنوعة، فضلاً عن خبراتهم الواسعة في الجوانب غير التقنية من المهمة نفسها والتي تتجاوز مجرد مسألة الخبرة التقنية. قال ميكا: “على الرغم من أنّ خلفيتي التعليمية تقنية بحتة، إلّا أنّ عملي أتاح لي تجاوز الأرقام لفهم دوافع القيمة التجارية وكيفية تحسين الأمور أو القيام بها بشكل مختلف بهدف تحقيق نتائج أفضل”.
ولم تقدّم مؤهلات ميكا التعليمية له الشغف في الأمور المتعلقة بالتمويل والجوانب التجارية للأعمال، بل أظهر ميكا هذا الشغف في مرحلة مبكرة من طفولته. وترعرع ميكا، الذي نشأ في نيجيريا، على عقلية تُعنى بريادة الأعمال من خلال أفراد الأسرة والبيئة الاجتماعية العامة. وقال ميكا راسماً صورة لثقافة تجارية نشطة: “شاهدت ذلك في كلّ مكان من حولي. هم لا يعرفون الكلمات التقنية المستخدمة لوصف ما يقومون به، ولكنّهم يتقنون ما يفعلونه في جميع الأوقات”.
هذا واستفاد ميكا الطموح من النطاق الأوسع لإدارة التمويل والأعمال الذي قدمه برنامج المعهد المعتمد للمحاسبين الإداريين، وقال موضحاً: “أتيحت لي فرصة أفضل للتنقل عبر مجالات الأعمال كاملةً بدءاً من الإدارة التشغيلية ووصولاً إلى الإدارة الاستراتيجية. كما أنّ هذا البرنامج جاء بمثابة تحدٍ بالنسبة لي للنظر في القضايا التجارية من منظورات مختلفة بما في ذلك المالية، والموارد البشرية، والتنظيمية، والقانونية. وقد كانت المواضيع التي تناولتها مواضيع راهنة بالفعل. وعلى الرغم من النظريات الكثيرة التي يتضمنها برنامج المعهد المعتمد للمحاسبين الإداريين، إلاّ أنه يمكن تطبيقها حقاً في بيئة الأعمال الحقيقية عندما يتعلق الأمر باختبارات دراسة الحالة. وبشكل عام، زودني البرنامج بقدرٍ كبير من الثقة بقدراتي كريادي في قيادة الأعمال، وبمهاراتي المالية التقنية على حد سواء”.
وعقب الإلهام الذي استمداه من الفوز في التحدي، ركّز ميكا وشريكه في الفريق على التحضير لاختبار دراسة حالة الإدارة الذي نظمه المعهد المعتمد للمحاسبين الإداريين وتمكنا من تجاوزه من المحاولة الأولى، على الرغم من أنّ هذا الاختبار قد أُجري بعد أسبوع واحد من ولادة ابنته. وأفضت هذه النتيجة إلى المتابعة نحو برنامج المدراء التنفيذيين العالمي في مجال الأعمال والتمويل، والإقدام على الخطوة النهائية نحو قمة مؤهلات المعهد المعتمد للمحاسبين الإداريين، من خلال التأهّل لاختبار دراسة الحالة الاستراتيجية. وبعد اجتياز هذا الاختبار أيضاً، باتت العضوية للمعهد المعتمد للمحاسبين الإداريين وصفة محاسب قانوني عالمي تلوحان في الأفق القريب. وأردف ميكا: “كان التركيز على الأخلاقيات والاستدامة والمهنية حافزاً أساسياً بالنسبة لي للتطلع إلى عضوية المعهد المعتمد للمحاسبين الإداريين”.
وبمجرد استكمال المستوى الأعلى من برنامج المعهد المعتمد للمحاسبين الإداريين، انتقل ميكا إلى التحدي التالي المتمثل بالمنصب الجديد كمسؤول عن الحوكمة والمخاطر والضمان لجزء من أعمال “شل” الأولية، وهو منصب عالمي يوجد مقرّه في لاهاي بهولندا. وأوضح ميكا قائلاً: “كان لهذه الدورة تأثير على نوع الدور الذي ينبغي عليّ توليه كخطوةٍ تالية. فقد جذبني تركيز المعهد المعتمد للمحاسبين الإداريين على الحوكمة المستدامة والأخلاقيات. وأود أن أصبّ كلّ تركيزي على المجال التجاري ولكن عندما أتيحت أمامي هذه الفرصة، كان من المنطقي جداً، بعد برنامج المعهد المعتمد للمحاسبين الإداريين، أن أتمكّن من النظر في مجالات الحوكمة وإدارة المخاطر في الشركة”.
واستعداداً لبدء العمل في منصبه الجديد، يبدو ميكا متحمساً لفرص التعلم المستقبلية التي لن تتوقف عن فتح أبوابها أمامه لا سيما البقاء على اطلاع بكلّ جديد من خلال المعهد المعتمد للمحاسبين الإداريين. واختتم ميكا قائلاً: “ستواصل وظيفة الحسابات الإدارية تطورها مدفوعةً بالتقدم والتكامل التكنولوجي، والتغيرات السريعة لمتطلبات وتوقعات المجتمع، بالإضافة إلى التغييرات في بيئة الأعمال والاقتصاد الكلي العالمية. ولا بدّ إذاً من اعتماد عقلية تعلم مستمرة والحفاظ عليها”.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-rk8