مع احتدام المنافسة، وازدياد التعقيدات في مكان العمل، تحتاج الشركات الناجحة إلى دمج التكنولوجيا والمواهب بسلاسة من أجل تغيير طرق العمل القائمة. وعلى وجه الخصوص، يجب أن يشمل التحول الرقمي في الشركة كافة الأقسام ومجالات العمل، ومنها الموارد البشرية.
رغم أن نطاق رقمنة قسم الموارد البشرية واسع بالطبع، فمن الممكن أن تساعد هذه العملية الشركات في كل شيء ابتداءً من استكشاف المواهب وتوظيفها وانتهاءً برفاهية الموظفين واستبقائهم. يشكّل الأفراد العنصر الأهم في أي شركة ويلعبون دوراً حيوياً في دعم نجاحها. وبمساعدة التكنولوجيا، تستطيع الشركات إقامة منظومة تصل بالأهداف والإنتاجية وعمليات الموارد البشرية إلى الوضع الأمثل.
تدرك أقسام الموارد البشرية في الشرق الأوسط أنها بحاجة إلى تكثيف استخدامها للتكنولوجيا وتبنّي التحول الرقمي من أجل دعم احتياجات الشركة في هذا العصر المليء بالتغيرات والابتكارات الريادية. وقد ازدادت أهمية هذه الحاجة أثناء الجائحة، التي غيّرت أسلوب الأفراد والشركات في العمل.
فيما يلي يقدم لنا مارفين أوبرمان، مدير الأفراد في “سايج إفريقيا والشرق الأوسط” خمس طرق يمكن للتكنولوجيا بواسطتها أن تساعد قسم الموارد البشرية في تحسين الأداء:
صنع القرار بالاستناد إلى البيانات
عند إنشاء منصة متكاملة للموارد البشرية، تتمكن الشركات من رصد البيانات عبر الإنترنت وتخزينها في قاعدة بيانات واحدة للموظفين، واستعمالها في تحسين القرارات المتخذة وتجارب الموظفين. على سبيل المثال، يمكنها البدء بتحليل فجوة المهارات في الشركة، والتوجهات المتعلقة باستبقاء الموظفين، والتغيب المتكرر بفعل الجائحة، أو الموازنة بين متطلبات العميل ومقدرة الموظف.
توزيع القوة العاملة
وجد الكثير منا نفسه مضطراً فجأة للعمل من المنزل خلال فترة الإغلاق، لكن الواقع أن التوجه نحو العمل عن بعد آخذ باكتساب الزخم بالفعل منذ مدة. تدعم برمجية الموارد البشرية الملائمة أنماط العمل المرن بهدف رعاية الأطفال وتعقب الأصول بهدف العمل من المنزل، وغيرهما من المبادئ الأساسية في ترتيبات العمل المرن أو عن بعد.
تنظيم عملية الامتثال وإعداد التقارير
تسهم منصة الموارد البشرية في عملية امتثال الشركة. على سبيل المثال، سيتمكّن قسم الموارد البشرية من تعقّب أهداف المساواة في التوظيف بالقياس مع الأداء بسهولة أكبر، ثم إعداد التقارير القانونية التي تشترطها وزارة العمل. كما أنها تساعد قسم الموارد البشرية في تخزين المعلومات الشخصية وإدارتها بما ينسجم مع معايير وقوانين خصوصية البيانات.
توفير الوقت بفضل الأتمتة
تتيح منصات الموارد البشرية المستندة إلى التقنية السحابية للشركات أن تؤتمت عمليات الموارد البشرية على امتداد مسيرة الموظف، من التعيين حتى مغادرة الشركة. يمكن استخدام هذه الحلول والوصول إليها من أي مكان بشكل سريع. وبفضل تولّيها الكثير من العمل الورقي الاعتيادي وإعداد التقارير، تتيح منصة الموارد البشرية السحابية لموظفي الموارد البشرية التركيز بدرجة أكبر على إضافة القيمة للموظفين والشركة، والتركيز بدرجة أقل على المهام الإدارية، مثل تحديث السجلات وإمضاء نماذج الإجازات.
تحسين تجارب الموظفين
تتضمن حلول الموارد البشرية الحديثة وظيفة الخدمة الذاتية الرقمية سهلة الاستخدام، وتبسيط المهام مثل طلب الإجازات، وتحديث المعلومات الشخصية، وعرض كشوف الرواتب وغيرها. تريح هذه الأدوات فريق الموارد البشرية من أعباء إدارية وتتيح للموظفين إدارة معلوماتهم الخاصة عبر الإنترنت من تطبيق الهاتف المحمول وتقليل الزمن الذي تستغرقه طلبات الموارد البشرية الروتينية.
التركيز على الأهم
تكمن القيمة الحقيقية للموارد البشرية في فهم الأفراد وتطوير إمكاناتهم، ودعم النمو الاستراتيجي للأعمال، وبناء الفريق المناسب وتأصيل ثقافة النجاح في الشركة.
إن الاستثمار في التكنولوجيا المناسبة سيتيح لقسم الموارد البشرية أن يركّز على هذه العناصر، وأن يتخذ القرارات بناءً على بيانات ومعلومات دقيقة. في هذه الآونة، باتت الفرصة مواتية للعاملين في قسم الموارد البشرية لكي يمارسوا دوراً استراتيجياً أكبر في الشركة بالاعتماد على التكنولوجيا.