يقرر أسلوبك في افتتاحية وختام عرضك التقديمي في اجتماعات العمل ما إذا كنت ستحصل على انتباه الحاضرين أم لا، ولكن السؤال هو كيف تقوم باختيار الطريقة الأمثل للحديث في افتتاحية وختام العرض التقديمي؟
الجمهور دائماً على المحك
يجب أن تعلم أنه بدون جمل صادمة وقوية في افتتاحية وختام خطابك فإن خطابك قد انتهى من قبل أن يبدأ، وذلك لأن الافتتاحية هي المفتاح الرئيسي الذي يجذب انتباه الجمهور وأن الختام هو ما يدفعهم للتحرك، فبدون جمهور، لا أحد يستمع. وبدون حركة، لا شيء يتغير. كلاهما مطلوب في أي عرض كبير.
لنأخذ الافتتاحية أولاً، سوف تكسب أو تفقد ثقة وانتباه جمهورك منذ اللحظة الأولى التي سوف تبدأ بها الحديث، أو لنكون واقعين منذ أن تطأ قدمك على منصة الحديث، ولذلك فإن مفتاحك هو «الآداء».
ما هي الخيارات المتاحة؟
كل شخص يجلس في هذا الجمهور، سواء كانوا يعرفون ذلك أم لا، فإنهم يريدون منك الإثارة سواء كان الخطاب في غرفة اجتماع مغلقة أو أكبر قاعات الاجتمعات، فالجمهور دائماً ما يرغب منك أن تنتزعهم وتنقلهم بخطابك إلى مكان لم يسبق لهم الذهاب له.
فهل تعتقد أنهم سيأخذون هذه الرحلة معك إذا كانت كل الإثارة التي يمكنك تقديمها لهم هي “ممم، شكراً لوجودي هنا.. أنا لست متحدثًا قوياً”؟ ، بالتأكيد لا، فإن مقدمة خطابك لها هدف واحد: إقناع الجمهور بإعطائك أغلى موارده وأندرها – وقته واهتمامه – في الدقائق القليلة القادمة، لا تحتاج المقدمة منك أن تحل مشكلة السلام العالمي أو أن تبدو عميقاُ في حديثك مثل شكسبير، بل الأهم هو أن تقنع مستمعيك بأنك شخص يستحق الاستماع إليه.
وهناك عدد لا حصر له من الخيارات التي يمكنك افتتاح خطابك بها: «اقتباس ، سؤال عميق»، أو أن تقول «أود أن أخبركم قصة» فمن منا لا يريد أن يستمع إلى قصة؟، ففي الواقع ، يجب أن تكون لكل افتتاحية قصة، سواء كانت القصة ضمنية أو صريحة، لأن كل خطاب جيد له قصة واحدة على الأقل.
افتتاحية ستيف جوبز
ستيف جوبز هو أحد أهم رجال الأعمال الأمريكيين وهو مؤسس شركة أبل، عندما قرر أن يُلقي إحدى أشهر خطاباته أثناء حضوره لحفل تخرج جامعة ستانفورد عام 2005، حيث استخدم «جوبز» في افتتاحية خطابه جملة بسيطة حصل بها على انتباه جميع الحضور.
«أنا فخور أن أكون معكم اليوم بمناسبة تخرجكم من واحدة من أرقى الجامعات في العالم. الحقيقة تُقال، أنه لم يسبق لي أن تخرجت من جامعة، وأن وجودي في هذا الحفل هذا هو أقرب ما كنت يوماً من التخرّج الجامعي. اليوم أريد أن أحكي لكم ثلاث قصص من حياتي. هذا هو كل ما في الأمر، لا شئ عظيم، فقط ثلاث قصص».
ما هي أفضل أكثر الافتتاحيات فاعلية؟
ألقاء الخطابات «فن» وليس «علم»، لذلك فإنه ليس هناك قواعد ثابتة لكيفية بدء الخطاب ولكن ذلك يعتمد على نوعية الجمهور واهتمامهم، فيمكنك أن تبدأ مثلاً بإلقاء بيت شعر، أو عرض رقم صادم من إحدى الإحصائيات التي تخص موضوع الخطاب، أو كما قلنا قصة ذات علاقة بالخطاب، وقم بتجربتها على أصدقائك أو زملائك في العمل قبل تطبيقها لمعرفة مدى تأثيرها، وستعرف أنك حصلت على اهتمام الجمهور عندما تجدهم متلهفين لأن تكمل حديثك.
إذن فإن المفتاح الرئيسي لخطاب فعال هو أن «تجعله جديراً لجمهورك، حتى يعرفوا أنه يستحق وقتهم، وبعدها سيكونون جميعاً تحت سيطرتك لطرح أفكارك وآرائك.