وكتب باتريك موريس في موقع “the mothey fool” الالكتروني، أنّه قبل بضع أعوام، تحدث وارن بافيت، الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة شركة “بيركشاير هاثاواي”، عن واحدة من شركاته المفضلة، “كوكا كولا”، وكيف أن الشخص الذي اشترى بقيمة 40 دولاراً من أسهم الشركة عند طرحها للاكتتاب العام خلال 1919 سيملك الآن ما هو أكثر من 5 ملايين دولار.
ذلك أنه في نيسان (أبريل) 2012، عندما اقترح مجلس الإدارة تجزئة السهم لمصنع المشروبات الغازية المعروف، تم تحديث هذا الرقم، ولاحظت الشركة أن 40 دولاراً أصبحت 9.8 مليون دولار، وبقليل من العلميات الحسابية لمجموع العائدات للشركة منذ آيار (مايو) 2012 سيعني أن 9.8 مليون أصبحت الآن نحو 10.8 مليون دولار.
قوة الصبر
وقال بافيت: “أعلم أن 40 دولاراً خلال 1919 تختلف قيمتها كثيراً عن 40 دولاراً اليوم، ومع ذلك، وحتى بعد العوملة والتضخم، فهي تعادل 540 دولاراً اليوم، بعبارة أخرى، هل تفضل الحصول بهذا المبلغ على اكس بوكس، أو على ما يقارب 11 مليون دولار؟”.
وتحدث بافيت كيف كان الاستثمار في شركة “كوكا كولا” مخاطرة في تلك المرحلة، أو في القرن القريب من ذلك الحين، حيث ارتفعت أسعار السكر، وانتهت الحرب العالمية الأولى قبل عام واحد فقط، وحدث الكساد العظيم بعد أعوام قليلة، ثم تسببت الحرب العالمية الثانية في تقنين السكر، وكانت هناك أمور أخرى لا تعد ولا تحصى على مدى الأعوام المئة الماضية التي من شأنها أن تحمل أي شخص على السؤال ما إذا كان ينبغي أن يستثمر أمواله في واحدة من شركات السلع الاستهلاكية مثل “كوكا كولا”.
مخاطر التوقيت والاستثمار على المدى الطويل
أشار بافيت باستمرار، إلى أنه من الخطير جداً محاولة توقيت السوق، “مع عمل رائع، يمكنك معرفة ماذا سيحدث، لكن لا يمكنك معرفة متى سيحدث ذلك، لذا فعليك أن تركز على ما إذا كنت على حق حول ما سيحدث، وإذا كنت مصيباً بشأن ذلك فلن يكون عليك القلق على توقيت حدوثه”.
وغالباً ما يقال للمستثمرين أنه يجب عليهم المراقبة ومحاولة توقيت السوق، والبدء في الاستثمار عندما يكون السوق في ارتفاع، والبيع عندما ينخفض.
وهذا النوع من التحليل الفني من مراقبة حركات الأسهم والشراء على أساس تقلب الأسعار ومتوسط تحركها على مدى 200 يوم، أو بناءً على غيرها من التقلبات التي تبدو تعسفية في كثير من الأحيان، يحصل على الكثير من الاهتمام من وسائل الإعلام، رغم أن التجارب أثبتت أن كل ذلك التحليل ببساطة ليس أفضل من فرصة عشوائية.
فمن المهم للغاية أن تفهم اذا ما كان السعر الذي تدفعه لهذا العمل جيد نسبياً، ولكن ما هو غير مهم فعلاً، هو محاولتك فهم ما إذا كنت تشتري في “الوقت المناسب”، حيث غالباً ما يكون الإجابة على ذلك مجرد خيال تعسفي.
وبعبارة بافيت الخاصة، “إذا كنت بارعاً في الأعمال التجارية، فسوف تجني الكثير من المال، لذا لا تحاول شراء الأسهم على أساس رسوماتها البيانية على مدى 200 يوم الماضية، بدلاً من ذلك تذكر دائماً أنه من الأفضل بكثير شراء أسهم شركة رائعة بسعر جيد”.