سجل الأداء العام للبورصات العربية مزيداً من الارتفاع على نطاقات التذبذب على الأسهم القيادية والمتوسطة، مع استمرار عمليات جني الأرباح على المراكز الإيجابية والمضاربة على المراكز غير الثابتة، والتي تتحرك وفقاً لتحركات السيولة والتطورات المحيطة بأسعار النفط، والقرارات ذات العلاقة بسعر الفائدة الأميركية، والتي كانت مسيطرة على جزء كبير من قرارات البيع والشراء والترقب خلال جلسات التداول الأخيرة.
يأتي ذلك في الوقت الذي ما زالت فيه مؤشرات السيولة دون المستويات المستهدفة، وتنتظر المزيد من الاستقرار والتماسك للدخول من جديد، حيث لا تزال التطورات المالية والاقتصادية المحيطة تدعم اتجاهات التريث والانتظار، كون مخاطر الاستثمار غير المباشر ما زالت تفوق قدرة المتعاملين الأفراد على تقييمها وتحمل تبعاتها.
ولم تشهد جلسات التداول الأسبوعية قفزات نوعية على أحجام وقيم التداولات، وبقيت عند المستويات المسجلة مع الاتجاه نحو التراجع خلال عدد من جلسات التداول، وذلك نتيجة حالة الحذر التي تحكمت بقرارات المستثمرين. وجاء ذلك في الوقت الذي أضاف فيه قرار رفع الفائدة الأميركية المزيد من السلبية على الأداء اليومي للبورصات، وساهم في زيادة عمليات البيع والتخفيف من المراكز المحمولة، ودفع بأحجام التداولات إلى التراجع بحدة لدى عدد كبير من البورصات.
ولفت رئيس مجموعة “صحارى” للخدمات المالية، الدكتور أحمد السامرائي، إلى أنه ومع ارتفاع قيم التأثيرات السلبية المحيطة بالأداء اليومي للبورصات، فإن قرارات المتعاملين تتجه مباشرة نحو المضاربة على الأسهم القيادية والمتوسطة، وتعزز من تداولات الأجل القصير وتدفع باتجاه إعادة ترتيب الأسهم المحمولة بهدف التجاوب مع تلك التطورات، والتخفيف من حدتها على المراكز المحمولة.
كما أظهرت المسارات التي سجلتها المؤشرات السعرية للبورصات العربية خلال الربع الرابع من العام الحالي، قدرتها على التماسك والنمو بعد كل تراجع، فيما أظهرت المؤشرات الفنية مسارات موجبة وصاعدة في ظروف الضغط والتراجع التي تأثر بها الأداء اليومي للبورصات.
يأتي ذلك في ظل توفر عدد كبير من الأسهم التي تصنف ضمن الأسهم ذات الملاءة المالية المرتفعة، والتي وصلت إلى مستويات سعرية متدنية، مشكلة بذلك فرصاً استثمارية جيدة يمكن معها تحقيق أرباح جيدة في ظروف التذبذب وعدم الاستقرار، مع التأكيد هنا على أن استمرار عمليات جني الأرباح والمضاربة وحالة المد والجزر التي تسجلها قيم السيولة المتداولة، ساهمت في رفع مؤشرات الجاذبية على عدد كبير من الأسهم المتوسطة والصغيرة.