منقذ لحياة الملايين، بروفوسير اللقاحات، هكذا أطلق رواد العلم في العالم على العالم المصري الدكتور عادل محمود، والذى أفنى عمره في الأبحاث الطبية خاصة الأمراض المعدية، من أجل توفير أقصى درجة من الحماية والوقاية للبشر في مختلف أنحاء العالم.
توفي الدكتور محمود في الـ11 من يونيو الجاري، في مستشفى مانهاتن في الولايات المتحدة الأمريكية عن عمر يناهز 76 عامًا، بعد أن خطف قلوب الملايين من محبيه.
برز أسم الدكتور محمود في عالم الأبحاث الطبية الخاصة بتطوير اللقاحات، حيث أنه عالم مصري متخصص في الأمراض المعدية، ولعب دورًا حيويًا في تطوير لقاحات متعددة في الصحة العامة أنقذت حياة الملايين حول العالم. خلال حياته المهنية في الطب.
بالإضافة إلى ذلك فالعالم المصري، كان قائدًا مؤثرًا في المجال الأكاديمي، وأبحاث وتطوير الطب الحيوي، والسياسة الصحية العالمية. شملت مساهماته الرئيسية كلّا من العلوم والصحة العامة، ودراسة أمراض المناطق المدارية المهملة؛ خاصة العدوى الطفيلية.
ماذا عن العالم المصرى؟
ولد الدكتور عادل محمود في القاهرة في الـ24 من أغسطس عام 1941، وهو الابن الأكبر بين ثلاثة أطفال. والدته فتحية عثمان كان من المفترض أن تلتحق بكلية الطب في جامعة القاهرة، إلا أنها لم تكمل دراستها بعد أن منعها شقيقها، الطالب في كلية الطب أيضًا، من الذهاب إلى الجامعة.
تزوجت فتحية من والده عبد الفتاح محمود الذي كان يعمل مهندسًا زراعيًا، وله شقيقان؛ الدكتورة ألفت عبد الفتاح والدكتور محمود عبد الفتاح.
كان أول لقاء لعادل بالأمراض المعدية حين كان في العاشرة من عمره، عندما ذهب لشراء عقار «البنسلين» لوالده المصاب بالتهاب رئوي حاد، لكنه توفي قبل عودته.
التحق عادل بكلية الطب في جامعة القاهرة، وتخرج عام 1963. اتخذ عادل قراره بمغادرة مصر عام 1968 إلى المملكة المتحدة، وفي عام 1971، حصل عادل على درجة الدكتوراه من كلية لندن للصحة وطب المناطق الحارة. تركزت أبحاثه في البداية على «دور الحمضات – eosinophils» وهو نوع من خلايا الدم البيضاء تقوم بالدفاع ضد الديدان الطفيلية.
وكما تقول عنه زوجته مؤكدة انها كانت تتساءل دائمًا عن سبب قوته كزعيم، ورؤيته الواضحة للأمور، لكن ذلك كان نابعًا من أنه أصبح مسؤولًا عن عائلته في سن مبكرة بعد وفاة والده.
وفي سابقة لا تتكرر كثيرًا، نعى الملياردير الأمريكي بيل جيتس، العالم المصري عبر حسابه على موقع التغريدات القصيرة تويتر بتغريدة جاء فيها:”فى وقت سابق من هذا الشهر، فقد العالم واحداً من أعظم المبدعين فى اختراع اللقاحات فى عصرنا الدكتور عادل محمود الذى أنقذ حياة عدد لا يحصى من الأطفال”.
عن انجازات محمود
وبحسب المعلومات المتاحة عن العالم المصري، فإن سبب اتجاهه للطب هو أول موقف واجهه مع المرض عندما ذهب للصيدلية في عمر العاشرة لشراء عقار البنسلين لوالده المحتضر نتيجة إصابته بالالتهاب الرئوي لكنه لم يتمكن من إنقاذ والده لوصوله متأخرا.
ترأس الدكتور عادل محمود الشركة في الفترة من عام 1998 – 2006، وأشرف على إنتاج وتسويق العديد من اللقاحات التي حققت تقدمًا كبيرًا في الصحة العامة. أهم هذه اللقاحات، كانت المستخدمة في الحماية ضد «فيروس الورم الحليمي البشري – HPV» المسبب لسرطان عنق الرحم، والأعضاء التناسلية والشرج. كما طور لقاحًا آخر يمنع عدوى «فيروس الروتا – Rota virus»، وهو فيروس قاتل يسبب الإسهال عند الرضع.
قام بأحد أشهر أعماله على الإطلاق وهو المساهمة في حل أزمة التطعيمات عام 2013 الذي شهد انتشارا لعدد من حالات التهاب السحايا بين طلبة الجامعة ولم يكن في الولايات المتحدة أي تطعيمات لهذا المرض ولم يتم تصنيع التطعيمات في أمريكا أصلا، عندها استخدم صلاته مع الجامعات الأوروبية لجلب المصل والتطعيمات لمساعدة الجامعة وكان من تدخل أيضا لدى إدارة أوباما حتى يتم الحصول على تصاريح دخول التطعيمات.
وفي أعقاب تفشي فيروس إيبولا في غرب أفريقيا في العام 2014، بدأ الدكتور عادل محمود في الدعوة إلى إنشاء صندوق عالمي لتنمية اللقاحات. وصرّح بضرورة ألا تقف الأعباء المالية في طريق حل الأزمات الصحية العالمية القاتلة.