نحن نؤمن بأن المرأة نصف المجتمع ولا يمكن لمجتمع أن يتقدم خطوة واحدة وهو يتجاهل أو يعطل نصف إمكانياته وقدراته. ويأتي «اليوم العالمي للمرأة» في الثامن من مارس كل عام ليسلط الضوء على أبرز قضايا المرأة التي شغلت المجتمع الدولي على مدار العام كله. وقد صنفت منظمة الأمم المتحدة للمرأة التحرك العالمي للنساء لدعم حقوقهن وتحقيق المساواة والعدالة لهنّ على جميع المستويات أنه تحرك غير مسبوق.
وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تحظى المرأة بالدعم الكامل والرعاية الكريمة لقيادتنا الرشيدة؛ سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تحقق المرأة الإماراتية كل يوم إنجازات مبهرة تتخطى كل التوقعات، وتبرهن يوماً بعد الآخر عن جدارتها في لعب كل الأدوار التي تسند إليها، فنجاحها في تكوين مجتمع ناجح ومتماسك لم يثنها لأن تعدد أدوارها وتسبر أغوار آفاق أرحب تناسب إمكانياتها وتطلعاتها.
لقد باتت المرأة الإماراتية شريكاً أساسياً في قيادة مسيرة التنمية المستدامة، وتبوأت أرفع المناصب في السلطات السيادية والتنفيذية والتشريعية، وأدت أدواراً مهمة في أبحاث الفضاء، والقطاعات التنموية التي تقوم على الإبداع والابتكار، ومن بينها الطاقة المتجددة والنظيفة، والطاقة النووية، وتصنيع وإطلاق الأقمار الاصطناعية، وتكنولوجيا صناعة الطيران، وغيرها، إضافة إلى نشاطاتها الاجتماعية المحلية والدولية. وتعد دولة الإمارات اليوم من أعلى النسب عالمياً في تعليم الإناث، حيث تتجاوز نسبة الطالبات 70% من عدد طلاب الجامعات، علماً أن هناك أكثر من 72 جامعة وكلية عالمية على أرض الدولة. وتصدرت الدولة مؤشرات احترام المرأة وتقليص الفجوة بين الجنسين على مستوى دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، علماً بأن 70%من النساء في دولة الإمارات يعملن في الحكومة، وثلث مجلس الوزراء من النساء، وهو ما ينسجم مع رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، الذي قال «نحن تجاوزنا مرحلة تمكين المرأة. فنحن نمكن المجتمع عن طريق المرأة».
وفي عام زايد 2018 نتذكر جميعاً الإرث الخالد للوالد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في دعم المرأة الإماراتية خصوصاً وقضايا المرأة بشكل عام. فقد كان رحمه الله في رؤيته الحكيمة لبناء الوطن والمواطن داعماً قوياً للمرأة، ونصيراً لها في كل مجالات الحياة، وكان يؤمن أنه لا يمكن لدولة تريد أن تبني نفسها أن تستغني عن نصفها، فقدم كل أوجه الدعم اللازم لتأسيس الاتحاد النسائي العام، أحد دعائم البنيان الاتحادي لدولة الإمارات، وكذلك نقطة تحول رئيسية في مسيرة تقدم المرأة، انطلاقاً من إيمانه الراسخ بأن المجتمع في حاجة إلى جهود كافة أبنائه رجالا كانوا أو نساء من أجل خوض مسيرة التنمية بثقة وثبات.
ويعد «يوم المرأة الإماراتية» الذي أعلنته سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة «أم الإمارات»، وتحتفل به دولة الإمارات العربية المتحدة في 28 من أغسطس كل عام، من أهم المناسبات الوطنية التي تحتفي بإنجازات بنات الوطن، ودورهنّ في جهود التنمية ونهضة البلاد من خلال الإبداع والابتكار محلياً وإقليمياً وعالمياً.
ولا ننسى في هذا اليوم أمهات وزوجات الشهداء اللاتي ضربن أروع الأمثلة في العطاء والتضحية، وأسهمن في خدمة الوطن الغالي وتعظيم منجزاته وإعلاء رايته، فجزاهنّ الله خيرا الجزاء وعظّم أجرهنّ. إن الإنجازات الملفتة التي تحققها المرأة الإماراتية اليوم في مختلف المجالات ليست نتاج الصدفة أو الحظ، ولكنها ثمرة عمل جاد ومنهج واضح وجهود مستمرة. ونفتخر بما حققته المرأة الإماراتية من إنجازات، ورهاننا عليها كبير في سعينا لتحقيق تطلعاتنا التنموية الطموحة.
ونحن في هيئة كهرباء ومياه دبي نتقدم في هذا اليوم بالشكر والتقدير إلى موظفات الهيئة اللاتي يتجاوز عددهن 1860 موظفة، ونؤكد دعمها وصولاً إلى أرقى درجات التميز، مع حرصنا على توفير مختلف وسائل الدعم التي تمكنها أيضاً من القيام بدورها الرئيس كأم ومربيّة للأجيال الجديدة. وأود أن أختتم كلمتي بهذه العبارات الملهمة لسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله: “وظيفتنا توفير بيئة إطلاق قـدرات المرأة، بيئة تحفظ لها كرامتها وأنوثتها، وتساعدها على تحقيق التوازن في حياتها، وتقدر مواهبها وطاقاتها، وبالمقابل أنا متأكد أنها ستصنع المعجزات”.