يحتفي العالم يوم 16 من نوفمبر في كل عام باليوم الدولي للتسامح، وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، وطن التسامح والإخاء والسلام، نشارك العالم احتفاله بهذه المناسبة الهامة، التي تذكرنا بركن أساسي من أركان ديننا الإسلامي الحنيف، وثقافتنا العربية الأصيلة، التي تنبذ العنف والتعصب والإرهاب، وتدعو لتعزيز الأمن والاستقرار والتسامح الأخلاقي والإنساني بين أهل الأرض جميعاً، دون تفريق على أساس لون أو عرق أو دين أو لغة.
لقد أكدت دولة الإمارات على مر السنين هذا المبدأ الإنساني ورسخت قيمة التسامح بين أبنائها منذ عهد المغفور له – بإذن الله – الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والآباء المؤسسين، رحمهم الله، الذين حرصوا على جعل قيمة السلام سمة إنسانية بارزة، وفلسفة وطنية راسخة؛ هدفها تحقيق الخير والسعادة للبشرية جمعاء. وسار على هذا النهج القويم سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخوه سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، وكل من يعيش على أرض هذا الوطن الغالي، قيادة وحكومة وشعباً.
ويشهد التاريخ أن لدولة الإمارات بصمة مشرفة وصفحات مشرقة مليئة بالعمل الجاد لنشر رسالة المحبة والتسامح والسلام على أرضها التي يقطنها أكثر من 200 جالية من مختلف الجنسيات، ويعيشون في ود وانسجام تام. ولعل إصدار قانون مكافحة التمييز والكراهية في دولة الإمارات عام 2015، واستحداث وزارة التسامح، وإطلاق البرنامج الوطني للتسامح في 2016، يعكس حرص قيادتنا الرشيده على ترسيخ قيم التسامح والحوار والتعايش، وبيان سماحة الإسلام ودور تعاليمه السمحة في تحقيق الأمن والأمان والاستقرار لجميع شعوب العالم.
ونتشرف اليوم بهذا الدور الأساسي والحيوي الذي تؤديه دولة الإمارات لرفد الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق السلام العالمي، وترسيخ قيم التسامح والحوار والتعايش، حيث جاءت دولة الإمارات في المركز الأول إقليمياً، والثالث عالمياً في مؤشر التسامح، المدرج ضمن منهجية تقرير الكتاب السنوي العالمي لعام 2016، الصادر عن معهد التنمية الإدارية بسويسرا. وأظهر التقرير تقدم الإمارات بخمسة مراكز عن ترتيب العام السابق، وتقدمها على العديد من الدول، التي تعرف بأنها مثال للتسامح، مثل كندا وهولندا ونيوزيلندا وسنغافورة والسويد.