كشف النقاب في مؤتمر وايرد 2016 في لندن عن شاحنة كهربائية بدون سائق لتوصيل الطلبات، قد تسير في شوارع العاصمة البريطانية العام المقبل.
ويساعد التصميم البسيط والوزن الخفيف للمواد التي تُصنع منها أجزاء شاحنة التوصيل على سرعة تركيبها وتجهيزها للانطلاق، إذ يمكن لشخص واحد تركيبها في أربع ساعات فقط، وفقا للشركة التي ابتكرتها.
وقالت الشركة إن الشاحنة الجديدة سوف تكون جاهزة للعمل في شوارع بريطانيا بمجرد إصدار البرلمان تشريعا بخصوص المركبات ذاتية القيادة.
وتخطط الحكومة البريطانية للسماح بوجود المركبات ذاتية القيادة على الطرق في جميع أنحاء البلاد بحلول عام 2020.
وقال دينيس سفيردلوف، المدير التنفيذي لشركة “تشارج” المصنعة للشاحنة الجديدة: “رأينا أن استخدام الشاحنات غير مقبول في الوقت الراهن لما تحدثه من تلوث وضوضاء، ما يجعلها ضارة بكل المقاييس”.
وأضاف: “لذلك نصنع الشاحنات كما ينبغي بحيث تكون تكلفتها في المتناول، وأنيقة، وهادئة، ونظيفة، وآمنة”.
وأكد أن شركته تسعى إلى إوزالة المعوقات التي تحول دون الاستعانة بسيارات كهربائية من خلال توفير شاحنات جديدة بأسعار تقترب من أسعار السيارات التقليدية.
وأشار إلى أن الفرصة أصبحت متاحة أمام كل صاحب أسطول سيارات وشاحنات توصيل، وكل صاحب منتج يريد توصيله، وكل شركة، صغيرة كانت أو كبيرة، لتغيير الطريقة المتبعة في نقل البضائع، علاوة على تحويل المدن الصغيرة والكبرى إلى مكان أفضل من خلال التقليل من عدد السيارات والمركبات التقليدية المستخدمة في خدمات التوصيل.
وتخطط شركة “تشارج” لتكوير شاحنات نقل وتوصيل بأحجام تبدأ من 3.5 أطنان إلى 26 طنا، كما أنها تتواصل مع الشركات المتخصصة في نقل البضائع التي تدير أساطيل من شاحنات النقل.
وقالت شركة “دي إتش إل” للبريد السريع: “نرى مستقبلا واعدا لما يمكن أن تسهم به هذه التجربة في الاستخدام التجاري للتكنولوجيا المتقدمة، وتغيير الطريقة التي نرى بها مستقبل الأعمال اللوجستية.”
وتستخدم تشارج مواد خفيفة الوزن في تصنيع المركبات، ما يؤدي إلى تراجع كبير في أوزان الشاحنات.
وتطور الشركة أيضا برمجيات القيادة الذاتية لتُزود بها المركبات، ما يجعلها جاهزة للانطلاق في الطرق البريطانية بمجرد اتخاذ الحكومة القرار بالموافقة على استخدام المركبات ذاتية القيادة.
وتحرص الحكومة على احتلال موقع الريادة في استخدام تكنولوجيا القيادة الذاتية، ما يدفعها إلى دراسة التغييرات التي تتطلبها قواعد التأمين الخاصة بالسيارات، والقواعد الخاصة بالسير على الطرق العادية حتى يتسنى لها إطلاق هذه الفئة من المركبات بحلول عام 2020.
وتخطط شركة “تشارج” لإنشاء مصنع في أكسفوردشير العام المقبل يعمل فيه عشرة أفراد في فترتي دوام لتجميع عشرة آلاف سيارة سنويا.
وكانت “تشارج” هي الشريك الأول لسباق إي فورميولا للسيارات الكهربائية، إذ كانت سياراتها من بين السيارات المشاركة في الموكب الافتتاحي للمسابقة، علاوة على استخدام شاحنات “تشارج” في نقل السيارات المشاركة في السابق إلى وخارج مضمار السباق.
ويقول المدير التنفيذي للشركة، وهو أيضا الرئيس التنفيذي لروبورايس، المصنعة للسيارات ذاتية القيادة التي تدخل سباقا خاصا بها.
ويحاول عدد من أكبر صانعي السيارات في العالم خوض تجربة إنتاج السيارات الكهربائية، من بينها شركة فولكس فاغن الألمانية التي تخطط لإنتاج 30 طرازا من هذه الفئة لتحتل الريادة في تصنيع السيارات الكهربائية والتكنولوجيا النظيفة في قطاع النقل عقب فضيحتها الأخيرة التي نتجت عن كشف برمجيات التلاعب في نتائج اختبارات انبعاثات الكربون.
وبالنظر إلى الابتكارات الأخيرة التي ظهرت للنور على مدار السنوات القليلة الماضية، نرى أن تكنولوجيا القيادة الذاتية أصبحت واقعا ملموسا في الوقت الراهن.
وقام برنامج “كاتابالت البريطاني للنقل” بتجربة سيارة ذاتية القيادة في ميلتون كينز هذا الصيف، مع التخطيط لتجارب قيادة أخرى من نفس النوع في وقت قريب.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أعلنت تسيلا، عملاق صناعة السيارات الكهربائية إن جميع السيارات من إنتاجها سوف تُزود برمجيات القيادة الذاتية.
وقالت شركة فولفو السويدية لصناعة السيارات إنها على وشك إجراء تجربة قيادة ذاتية لمركبات من تصنيعها على الطرق العامة حول لندن مع حلول 2017.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-gnP