انتقل كارلوس سليم للدراسة في الجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك ودرس الهندسة المدنية إضافة لتعلمه الجبر والبرمجة الخطية وبعد تخرجه توجه فورًا للعمل من جديد في مجال الأعمال الذي بدأ به قبل الدراسة الجامعية.
عمل سليم في المجال القوي الذي كان والده قد أسسه ساعده لزيادة خبراته كتاجر ورجل أعمال, وسرعان ما استطاع افتتاح العمل الخاص به في مجال السمسرة العقارية وفي حوالي عام 1965 كان رأس مال سليم قد نما لدرجة مكنته من دمج شركات أخرى في مجال عمله أو شرائها بشكل مباشر, وفي عام 1966 كانت ثروة سليم أكثر من 40 مليون دولار, ورغم عمله في عدة مجالات إلا أن تركيزه كان منصبًا على مجالات العقارات والبناء وهو المجال الذي استمر في العمل فيه وحقق له النجاحات الباهرة.
في مرحلة السبعينات استمر سليم في شراء الشركات في مختلف المجالات وفي عام 1980 قام بتوحيد كل تلك الشركات المختلفة المجالات في الشركة الأم التي أسسها وهي Grupo Galas والتي جمعت اهتمامات سليم الاقتصادية المختلفة.
في عام 1982 أدت أزمة انخفاض أسعار النفط الكبيرة إلى كارثة في الاقتصاد المكسيكي الذي يعتمد بشكل كبير على النفط وكاد ينهار, وبدأت الدولة في تأميم البنوك وانخفضت العملة المكسيكية البيسو بشكل مضطرب, لكن سليم واجه تلك الأزمة بهدوء وذكاء عبر زيادة استحواذه من خلال شراء حصص في الفروع المكسيكية لبعض الشركات العالمية حيث اشترى 50% من أسهم فرع شركة Hershey العالمية.
عام 1990 أعلنت شركة Grupo Galas المملوكة لسليم تحولها إلى شركة عالمية تنشط في مختلف الدول, وفي نفس السنة بدأ سليم بالعمل مع شركات الاتصال العالمية مثل France Telecom لشراء شركة Telmex للاتصالات التابعة للحكومة المكسيكية, وهو ما أنهى السيطرة الحكومية شبه الكاملة على مجال الاتصالات في المكسيك.
استمرت أعملا سليم الكبيرة وبدأ ينشط بقوة في الولايات المتحدة الأمريكية حيث افتتح فرعًا في أمريكا لشركته Telemex للاتصالات, كما خضع لعملية قلب مفتوح دفعته لتغيير روتين عمله اليومي المجهد لكن ذلك لم يمنعه من الاستمرار ببناء إمبراطوريته الاقتصادية حيث استثمر في عدة شركات كبرى مثل NewYork Times التي يعتبر اليوم أكبر مستثمر فيها بنسبة 16.8% وشركة الطيران Volaris وفي عام 2014 حقق سليم نجاحًا باهرًا بشراء شركة Telekom Austria التي تعمل في سبعة دول أوروبية وهو أول استثمار كبير لسليم في القارة الأوروبية وهو ما أدخله كمنافس قوي مجال الاتصالات في القارة العجوز.
بين عامي 2010 و 2013 كان سليم أغنى رجل في العالم بحسب مجلة Forbes وفي نهاية 2014 قدرت ثروته بحوالي 72.6 مليار دولار, ثروة هائلة لم تكن لتتشكل لولا العمل المضني والتخطيط الذكي لواحد من أفضل رجال الأعمال في العالم.