عمان 2 نيسان (مال واعمال) – تمكن قطاع الصناعات الجلدية والمحيكات من الاستجابة بنجاح لمبادرات رؤية التحديث الاقتصادي، ليصبح أحد المحاور الأساسية للصناعات عالية القيمة في الأردن. هذا التقدم جاء بفضل الدعم المستمر من جلالة الملك عبدالله الثاني، حيث توافرت دعائم أساسية للمضي قدماً في تنفيذ هذه المبادرات.
وقال المهندس إيهاب قادري، ممثل القطاع في غرفة صناعة الأردن، إن رؤية التحديث الاقتصادي وضعت أهدافاً طموحة للقطاع، أبرزها زيادة مستويات التشغيل بأكثر من 149 ألف وظيفة خلال السنوات المقبلة، وزيادة القيمة المضافة للقطاع بنسبة 10% سنوياً لتصل إلى نحو 1.8 مليار دولار بحلول عام 2033. كما تستهدف الرؤية زيادة صادرات القطاع إلى 5.5 مليار دولار وجذب استثمارات بقيمة 3.1 مليار دولار.
وأضاف المهندس قادري أن أبرز الإنجازات التي تحققت حتى الآن تشمل تعزيز سلاسل القيمة في القطاع، وتوفير العمالة المدربة، وتطوير الصناعات التكاملية، بالإضافة إلى تشجيع استقطاب الاستثمارات وتعزيز الترابط بين الشركات الصغيرة والكبيرة. كما تم إعداد دراسة جدوى لإنشاء تحالف صناعي متكامل للقطاع، وهو الأول من نوعه في الأردن.
وأوضح قادري أن القطاع، الذي يضم ألف منشأة مسجلة، يعد من ركائز رؤية التحديث الاقتصادي، حيث شهد القطاع تحسينات على مستوى الاستثمار بفضل الإصلاحات المتنوعة التي طالت الإجراءات التنظيمية، ما ساعد على معالجة التحديات السابقة التي كانت تواجه الشركات الصناعية.
وأشار قادري إلى أن التعديلات في قانون الجمارك أسهمت في تعزيز القيمة المضافة من خلال تسهيل شراء المواد الأولية من المناطق التنموية. كما شهد القطاع نمواً ملحوظاً في مستويات التشغيل، حيث وصل عدد العاملين إلى أكثر من 90 ألف عامل، مع إضافة أكثر من ألفي فرصة عمل جديدة في عام 2024.
وفيما يتعلق بالصادرات، أشار قادري إلى أن صادرات القطاع بلغت مستوى تاريخياً في عام 2024، مسجلة 1.753 مليار دينار، بزيادة نسبتها 24% مقارنة بالعام السابق، مستفيدة من عودة الطلب العالمي على المنتجات الأردنية، خاصة في السوق الأميركية التي تستحوذ على 80% من الصادرات.
وأوضح قادري أن صادرات الألبسة، التي تمثل 95% من إجمالي صادرات القطاع، شهدت نمواً بنسبة 25%، لتصل إلى 1.664 مليار دولار في 2024. كما أكد على أن التوسع في أسواق جديدة في أوروبا ساهم في تعزيز القدرة التنافسية للقطاع على مستوى العالم، ليصل إلى أكثر من 84 سوقاً حول العالم.
وفي ختام حديثه، أكد قادري أن قطاع الصناعات الجلدية والمحيكات شهد استقطاب المزيد من الاستثمارات خلال العامين الماضيين بفضل نجاح السياسات الداعمة لمناخ الاستثمار، مشيراً إلى أن التوسع في المصانع والمستودعات في مناطق مثل المفرق التنموية والعقبة سيسهم في تعزيز صادرات القطاع وتقليل أوقات التسليم، مما يعزز من قدرته على تلبية متطلبات الأسواق العالمية.
