نشرت مجلة مال واعمال في نسختها الورقية الصادرة خلال شهر ابريل قصيدة تتغنى بانجازات الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس دولة الامارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي للشاعر الاردني د. سليمان الريالات وقد وصف الشاعر مسيرة نهضة دبي وتطورها وانجازاتها في 303 بيت شعر، ننقلها لكم في هذه السطور …
الشاعر الدكتور/ سليمان علي الفلاح الريالات
صـقـرَ العُروبـَةِ سَـيّـِدَ الأَجْواءِ | 1 | ما طـــاوَلتْــكَ كـــواكبٌ بـــٍســـمـاءِ |
قُـبْـطانُ بَـــحْــرٍ زاخِـــرٍ بمـواخـــرٍ | 2 | طَوَّعْــتَ كُلَّ قَــراصــنٍ بـــوَلاءِ |
أَشـرَقــتَ شَــمْــسًــا لــلـخــلــيــجِ تــقـــودُهُ | 3 | وَتُــبَـــدِّدُ الــظُـــلُـــمـــاتِ بـــالأَضْــواءِ |
سُـحُــبُ الفَــضـاءِ بـخَـيـْرِها قَــدْ أَمـْطَـرَتْ | 4 | ورِضا الإِلـهِ يَـــجـودُ بـــالأَنْـواءِ |
مِـــنَـــنُ الرَّحـــيمِ وَآيَــةٌ مِـنْ خَــلْــقِـــهِ | 5 | مَكْـــتــومُ آلُ الـخَـيْــرِ والآلاءِ |
حَــمْدُ الـــمَــحـامِـــدِ، وَالـــمَــحـامِـدُ أَنْـــتُـمــو | 6 | مَــنْ بَـــعْـــدَكُـمْ لِــمَـحـامِـدِ الـعُــظَـماءِ؟ |
مـــا أَنـــْصَفَ التــاريــخُ إِنْ لَــمْ يُــفْرِدَنْ | 7 | سِـفْرَ الـــرِّوايَةِ فيــكُـمــُو بـــِوَفـاءِ |
مَـــنــَحَ الــعَـدالَــةَ مُنــْصِــفًـــا تــاريـخَــكُمْ | 8 | مَـنْ دوَّنَ الأَمْـــجــادَ بِـــالإِمْـلاءِ |
دَوٍّنْ أَيـا تاريـخُ فـــي أَسْــفارِهِـمْ | 9 | مكـــتــومَ مَــجْـــداً آلِقَ الــعَلْـــيـــاءِ |
بِرِوايَـــةِ الـــكُتُبِ الـــمُوَثَّقِ مَـــتـنُـهــا | 10 | بمـَفاخِـرِالتاريـــخِ لــلـــشُــرَفـــاءِ |
نـاداكُمُ الـتَّـــاريـخُ فــي صَفَـــحـــاتِـــهِ | 11 | يـا سـادَةَ الــدُّنــيا عُــلُــوًّا في مَضاءِ |
رَشَّـدْتُــمُ الـتّـــاريخَ فــي مِـنْــهاجِــهِ | 12 | حَـــتَّـى انْحَــنَـى وَبــِطــاعَــةٍ ذَعْـــنــاءِ |
الــحُبُّ دَيْدَنُكُمْ، وَأَنْتَ مــَعينُهُ | 13 | والأُنْـسُ مُعْجَمُكُمْ لِلْعَجْـمِ وَالـضّاءِ |
شَـجَـرُ الــخَـــلــيـــجِ نَـخـــيــلُــهُ بَــلْ سِــدْرُهُ | 14 | وَأَراكُــهُ أَقْـلامُ حَـــقٍّ بـــِالـــوَفـاءِ |
دَوَّنْـتَ فَخْـرًا يـــا مُــحَمَّـــدُ سامِقــاً | 15 | بِــالشِّعْـــرِ تـاريخَ الــعُــروبَةِ بِـالإِبـاءِ |
بـــالـــصِّـــدْقِ لِــلإِنْــجــازِ تَـحْــنــي رَأْسَهـــا | 16 | لِــمُـحـمّـدٍ حِــقَـبُ الـعَباقِـرِ بارْتِضاءِ |
نِـــلْـتَ الــنّوابـــِلَ يــاهِزَبْـــرُ محَلّــِقًـا | 17 | نَـــحْوَ السَّــمـا بِــشَـــهــامَةٍ وَبَــهــاءِ |
سَـعِـدَتْ مَـــحافُــلُ أُمَّةٍ بِـــأَميرِها | 18 | يَـسْـــعَـى بِــهـــا لِــلْــمَــجْــدِ وَالإِطْـــراءِ |
عَلَّمْتُمـو الـتّـــاريـــخَ فَـــنَّ قِــيـــادَةٍ | 19 | فـي الـعِـلْمِ فـي الإِعْـمار وَالإِنْـماءِ |
يا ابْنَ النَّوابِـــغِ, راشِدٌ أُعْجوبَـةٌ | 20 | أَنْـــشــا الـــعُـقــولَ بِــحِــكْـمَــةٍ وَذَكـاءِ |
دَأَبتْ دُبَــيُّ أَصيلَةً وَجَـموحَــةً | 21 | تَسْـــعَــى إِلَـيْكَ بِهـــِمَّـــةٍ وَسَـــناءِ |
آلَـــتْ إِلـــى أَسَـــدِ الـــخَـــلـــيـــجِ فَــخورَةً | 22 | تَزْهو عَــلَى التَّــاريخِ بِالنُّـجَــبَاءِ |
لِــمُـحَــمَّــدٍ بِـنْ راشــدٍ بِـــوَفائِـهِ | 23 | نَـــسـبٌ إِلــى قِـــمَمَ الـــسَّــماءِ رُقاءِ |
مَنْ ذا يُـطــاوِلُ بُـــجْدَةً مَـلَكِـيَّـــةً | 24 | لِجُذورِها أَنْسابُ كَوْنٍ في انْتِماءِ |
كُنْتَ الذي أَعْلــى الإِلـهُ مَقــامَـــهُ | 25 | تَــسْـعَـى إِلى العَــلــيـاءِ بـالــعَلْــيــاءِ |
تـــرْنـو إِلــى الآفـاقِ فـــارِسَ هِـمَّةٍ | 26 | جَـوًّا وَبَــحْـــرًا، سَيَّـــدَ الغَـبْـراءِ |
والاقْتِـــصــادُ تَـــغـــوصُ فـي أَعْــمـاقِــهِ | 27 | لِـتُـــحَـــيِّـرَنَّ دَهـــاقِنَ الــخبَـــراءِ |
مَـــحْـــمُودَةُ الأَجْدادِ أَنْـتَ وَريثُـهـــا | 28 | عَـنْ كابِــرِ الـــتَّـــاريـــخِ بِـالآبــاءِ |
حَــمْدُ الــمَفَاخِرِ أَنْــتُــمُــو أَطْــوَادُهُ | 29 | مَنْ ذَا يُطَاوِلُكُمْ سَيُصْعَقُ في السَّمَاءِ |
مِــنْ غَــيْــرةِ الأَمْـجـادِ فِــيـكَ تَحـاسَــدُوا | 30 | إذ نـافَـــســوكَ تَــنافُـــسَ الــقُــصَــراءِ |
مَنَّ الإٍلهُ عَــلَـى الـجَــمــيـعِ وَأَنْــتُــمـو | 31 | قَــدْ خَـصَّـكُـمْ بِكَــرائِـــمِ الآلاءِ |
دانـَتْ لَــكَ الــدُّنْــيــا، يَــمـوجُ نَـعــيــمُها | 32 | تُعْـطي الـعُــلـومَ عَــباقِـرَ البُصَـراءِ |
بِـــنْ راشِـدٍ أَنْتَ الــرَّشـــيدُ بِــحِـكْـمَةٍ | 33 | والـــبَـحْـرُ عَــنْـــكُـمْ قــاصِرٌ بِـعَــطاءِ |
رَبُّ المَـــهارَةِ فـي الإِدارَةِ مُـــبْــدِعٌ | 34 | أَعْــيَــيْـتَ مَنْ سَبَقَ الإِدارَةَ بالذَّكاءِ |
الـــجـــامِــعـــاتُ أَشِــعَّــةٌ مِـــنْ فِـــكْـــرِكُمْ | 35 | تَـسْـمـو العُـلـومُ بِعِلْـــمِـكَ الوَضَّــاءِ |
شَـــمْــسُ العُــروبَـةِ أَنْـــتُـمــو مــِشْـكاتُها | 36 | أَمْجـــادُكُــمْ سَــتُــطــيـحُ بِــالظُّــلَمَـاءِ |
دَأَبــًا وَبِـــالــتَّنْـــزيلِ أَنْتَ مَـــفـــاخِرٌ | 37 | فَـــسَــبَــقْــتَ كُـلَّ مَلائِكٍ خُلَصَاءِ |
آلَــيْــتَ تَـعْـــرُجُ في الَّسما مُسْـتَـلْهِـــمًـا | 38 | لِشَريعةِ الـرَّحمـنِ ذي الــسَّــمْـحـاءِ |
لـــِتَـحـــوزَ فِـرْدَوْسًـا بَـــهِــيًّــا راقِــيًـــا | 39 | وَمُتَوَّجًـــا يـاقُـــوتَـةَ الأُمَــنـاءِ |
مَـنْ يَبْــلُغِ الــشَّـأْوَ الـذي حَـقَــقْــتُـمو | 40 | فَــيَــبُــزُّكُـمْ بِــرِضَى الإِلهِ سَـخَائي؟ |
كَــلَّــفْــتُــمـــو مَــنْ بَـعْــدَكُــمْ بــِتَـــنــافُـــسٍ | 41 | أَعْــجَــزْتَــهُــمْ، إذْ ما لَــكُــمْ بِـكَـــفــاءِ |
تَــتَــواضَــعــونَ لِــشَــعْــبِــكُــمْ ولِغَيْـرِهِـمْ | 42 | حَـــتّى مَـلأْتَ الأَرْضَ بِــالــسَّــرّاءِ |
وَرَفَــعْـتَ قَدْرًا لِـلإِماراتِ الـــتَّـــي | 43 | هِــيَ رَاشِـــدٌ مَــعَ زايِـــدِ الـخُـــيَـــلاءِ |
مِــنْ فَــرْطِ قَــلْــبِـكَ بِالحُنُــوِّ عَلَيْهـِمـا | 44 | بِالـفَـجْـــرِ تَـقْــنُـتُ خاشِـعًـا بِدُعـاءِ |
قَدْ طَأْطَأَتْ كُلُّ العُلـومِ رُؤوسَــهـا | 45 | بَـلْ أَذْعَـــنَـــتْ لِـنَــوابِــغِ العُـــلَــماءِ |
قَـــدْ صُـغْـــتَـهــا بِـفِــراسَــةٍ إلْــهــامُــهـــا | 46 | رَحْـمٰـٓـنُ وَحْــيٍ، راشـــدٌ بِــوَفاءِ |
شَرْقِـــيَّـــةٌ، غَـــرْبِــيَّــةٌ، بِمَـنـــاهِـــجٍ | 47 | وَتَنَوعَّــتْ بِــمَـــصـــادِرِ الأَضْـــواءِ |
وَسَطِيَّةُ الإِسْلامِ في مِـــنْــهــاجِــها | 48 | قَدْ صُغْتَها تَخْلو مِنَ الأَخْــطاءِ |
يـا دُرَّةَ الـتَّـــوْجــيــهِ، فـي آرائِكُمْ | 49 | سِحْرٌ تَغَلْغَلَ في العُقولِ سَمائِـي |
أَينَ الـــذيـنَ تَـفَـوَّقُـــوا بِإِدارَةٍ | 50 | وَتَــفاخَــرُوا بِـــمُــرونَةِ الآراءِ |
أَوْ سابَــقـــوا الأَيــامَ فـي إِبداعِـهــا | 51 | أَوْ حـاجَــجَـــوا بِـــتِـــقانَــةِ الفُـــطَنـــاءِ |
أَوْ قَـــدْ تَـجَـــلّـــَوا في الـرَّقـابَـةِ دِقَّةً | 52 | ثُــمَّ ارْتَـقَـوْا فـي العِـــلْــمِ لِــلآلاءِ |
ثُمَّ امْتَطَوا صَهْوَ السِّياسَةِ خِبْرَةً | 53 | حَكَمُوا الشُّعوبَ بِعَـزْمَةٍ وَمَــضَاءِ |
أوَ مـا دَرَوْا أَنَّ الإِدارَةَ فَـــنُّــكُـمْ؟ | 54 | بَــلْ فَــضْــلَــةٌ مِـنْ هِــمَّــةٍ قَـــعْــساءِ؟ |
وَتَلاقُــحَ الآراءِ قَـــدْ عَــلَّــمْـــتُـمُو | 55 | رَبَّــيْـــتُــمــو جـــيــلًا مِــنَ الحُــصَــفَـاءِ |
وَأَخَذْتَ بِالشُّورَى بِهَدْيِ مُحَمَّـدٍ | 56 | حَتَّى غَــدَوْتَ الـنُّورَ في الظَّلْماءِ |
وَسَـمَــوْتَ تَــعْــرُجُ لِلسَّـماءِ تَـلَـقِّــيـاً | 57 | مُسْــتَـــلْــهِــمًــا وَحْـيَ السَّـمــا بِـــوَفـــاءِ |
حَتَّى أَتَوْكَ تَسابُقًا كَيْ يَـنْهَـــلُـــوا | 58 | سِحْرَ الإِدارَةِ كالجِياعَ بَلِ الضِّمَاءِ |
فَــتَــهـافَــتــوا وَتَـنافَـسـوا وَتَـواصَـوُوا | 59 | وِرْدَ الـمُــحــيــطِ بِــيَــمِّــهِ المِـعْـطــاءِ |
أَكْفـاءُ حُـكْمٍ في السٍّـياسَةِ قُـــدْوَةٌ | 60 | مِـنْ مُلْــهَـــمٍ في السِّلْـــمِ وَالأَرْزاءِ |
وَلْتَنْهَــلوا شَـهْــدَ الإِدارَةِ صـافِـــيــًا | 61 | مِـنْ قــارِحٍ قــادَ المَــســيــرَةَ بانْـتِــماءِ |
مِـمَّــنْ تَـفَــرَّدَ حِــنْــكَــةً بـِسِــيــاسَـةٍ | 62 | وَرَعى الحُـقـــوقَ بِحِــكْــمَــةٍ وَبَـلاءِ |
اللهُ أَوْهَبَــكَ الإِدارَةَ مُـبْـــدِعًـا | 63 | فَـــأَدَرْتَهــا بــسِـــيـــاسَـــةٍ سَمْحـاءِ |
فَأَطاعَها النُّبَلاءُ مَحْضَ قَناعَةٍ | 64 | بَــلْ أَذْعَــنَـــتْ بِقَضِيضَةِ الدَّهْمَاءِ |
قَالوا: السِّياسَةُ قَدْ خَلَتْ مِنْ مِثْلِكُــمْ | 65 | هَــيـــا نَـحــوزُ شَـــهـــادَةَ الـفُطَنــاءِ |
بَلْ يَمِّمُوا صَرْحَ الحَكيمِ مُحَمَّدٍ | 66 | كـيْ تَـــنْـهَـــلوا فَــنَّ الإِدارَةِ بِارْتِـقاءِ |
مَـلِـكُ الـزَّعــامَـةِ وَالقِـيادَةِ، فارِسًا | 67 | يــا كــابِرًا مِـــنْ بُــجْدَةِ الكُبَــراءِ |
فَـأَبُوكَ قَـــرَّاحُ الإِدارَةِ راشِــدٌ | 68 | بَلْ أَنْتَ نِحْرِيرُ الشَّدائِدِ وَالرَّخاءِ |
الـبَــحْـــرُ أَنْــتَ حَــرَثْــتَـهُ وَعَـمَـرْتَهُ | 69 | وَزَرَعْــتَــهُ أَبـْــراجَ عِـــزٍّ في الـرِّفَــاءِ |
لِـتَــكـونَ هَـنْــدَسَــةً مَــفــاخِــرَ أُمَّــةٍ | 70 | قِمَمَ العَجائِبِ في التَّــقَــدُّمِ وَالثَّناءِ |
وَالـبَــحْـــرُ أَنْـتَ خَـبِــرْتَهُ وَبِخِطَّةٍ | 71 | تَــزْهــو بِهــا الأَجْـيـالُ في الخُـلَفاءِ |
وَأَقَــمْـتَ أَفْــراحَ الـزَّواجِ بِـحَـفْــلَةٍ | 72 | تَـسْــبـي جَــنـانَ الجِــنِّ وَالـحُلَــمــاءِ |
وَزَفَـفْــتَ بَحْــرًا زَاخِــرًا بِخَـلِـيـجِــنَــا | 73 | مُــتَــفَــاخِــرًا بِعَــرُوسِـهِ الــصَّحْـــرَاءِ |
خَصَّبْتَها بِعَريسِها قَـدْ أَنْـجَــبَــتْ | 74 | قِــمَـمَ الحَـضارَةِ وَالــتَّـــقَـــدُّمِ وَالـــبـــِنـــاءِ |
وَالـزَّرْعَ وَالأَبْـراجَ تَـرْنـو لِـلَّـسَـــمـا | 75 | اللهُ فـاحْـــفَـظْ شَــيْخَــنــا بِرِعَـــاءِ |
مَنْ زَوَّجَ البَحْرَ الأُجَاجَ بِحِبَّــةٍ | 76 | صَــحْـــراءِ عُــرْبٍ غَــادَةٍ حَــوْرَاءِ |
حَــوَّلْــتَـــهــا بــِإِشـــارَةٍ مِـــنْ نَـــابِـغٍ | 77 | لِحَـديقَةٍ بَــلْ جَنَّــةٍ خَضْـراءِ |
فَـــتَــراقَــصَـتْ أَمْــواجُــهُ بِـتَـنـاغُــمٍ | 78 | أَلْحانُهُ مِنْ نَبْـضِ قَــلْبِكَ بِالـدِّماءِ |
قَـــدْ لَـحَّـــنَـتْ أَوْتـارُهُ أَشْـعــارَكُمْ | 79 | قِــمَــمَ الـبَــلاغَــةِ في شَـجًــا وَغِــنـــاءِ |
فَتَنامَتِ الأَشْعارُ بُرْجًا سامِـقــًا | 80 | يَـــرْنــوا إِلـى رَبِّ الــسَّمـا بِـــدُعاءِ |
لِيَكونَ في الحَسَناتِ أَجْرَ تَـقَــرُّبٍ | 81 | لـلِــهِ يَـــقْنُـتُ سَاجِـدًا بِـــرَجَـاءِ |
مَـــنْـــذا يُــطــاوِلُ بُـجْــدَةً مَـلَـكِـــيَّــةً | 82 | بِجُذورِها أَنْسابُ كَوْنٍ في انْتِـماءِ |
صَاهَرْتُموا عَرْشَ الهَواشِمِ رِفْعَةً | 83 | فَتَـــلاقَــتِ الأَنْـــسابُ بِـالــجَــوِزاءِ |
وَتَنافَسَتْ قِمَمُ الأَرُومَةِ مِنْكُمُو | 84 | لِـتُحَــيّـِرَ الـتَّــاريـخَ فـي الـنّـُسَبــاءِ |
أَيّاكُمُ الشَّرَفُ الرَفـيعُ بِـمَـجْـدِهِ؟ | 85 | مَـنْ مِـنْــكُــمــو تاجٌ عَلى الرُّفَعاءِ؟ |
نُـورُ الـنّـُبُـوَّة قَـدْ أَشَـعَّ مُـشَـــرِّفًــا | 86 | يَــزْهـــو بِه الصِّهْرانِ في الإِطْراءِ |
فَـكِـلاكُـمـا لِلْـهــاشِــمِــيِّ سُلالَةٌ | 87 | وَتَـفـاخُرُ الأَبـنـاءِ بِـالآبـــاءِ |
مــا زَاغَ عَــنْها جاهِـلٌ تاريــخَـهُ | 88 | ما حــادَ عَــنْــها مُــؤَرِّخُــو الــنّــُبَــلاءِ |
جاوَزْتَ بِالحاسوبِ كُـلَّ تَـقَـــدُّمٍ | 89 | وَتَطَوُّرٍ وَتَســـابُقِ العُـلَـــمــاءِ |
بِمَدينَةِ الشَّبَكاتِ سَبْـقُ تَــقــانـَــةٍ | 90 | مــا فــاقَــهــا الـيـابانُ يَــومًا بِارْتـقـاءِ |
بِمَدينَةِ الإِعْلامِ يَبْلُغُ شَأْوُكُـــمْ | 91 | فَــغَــدَى أَثــيــرَ صَحــافَــةٍ وَفَــضـاءِ |
أَنْتَ الصّحافَةُ، وَالصَّحافَةُ صَــفْـحَـةٌ | 92 | فـي سِــفْـــرِكُــمْ بِـــمَـحـافِــلِ الــبُــلَـغـاءِ |
قَدْ حَيَّرَ الإِعلامَ كُنْهُ حَديثـِــكُـــم | 93 | في كًلِّ حينٍ لِلصَّحافَةِ في اللقاءِ |
فَتَناوَلَتْهُ وَسائِلُ الإِعْلامِ بِالتْ | 94 | تَـــحْـــلــِيـــلِ وَالـــتَّأْويـلِ وَالإِثْـــراءِ |
عَبْرَ الفَضاءِ تَـناقَــلَتْ أَبْـعــادَهُ | 95 | تَسْـتَـخْلِـصُ العِبَرَ الجَليلَةَ بِالوَلاءِ |
قَدْ صَوَّرَتْهُ الأَرْضُ في تِلْفازِها | 96 | وَالجِــنُّ يَـسْـمَـعُــها، وَ ذُوْ الغَـبْــراءِ |
حَــيّـَرْتَـــهُـــمْ بـِسِــيــاسَــةٍ دِهْــقانُـــها | 97 | أَنْـــتَ الــلَّـــبِـيـــبُ العَبْــقَـــرِيُّ الــرَّائِي |
يـــا ثـــاقِــبَ الــنَّظَـراتِ كُـنْــهَ إِدارَةٍ | 98 | أَنْـــتَ الإِدارَةُ قـــارِحُ الآراءِ |
الحِـــكْـــمَـــةُ الـــغـــرّاءُ أَنْـــتَ مُــحــيــطُــهـــا | 99 | أَنْــتَ الــوَقـارُ وَحاكِمُ الحُـكَــماءِ |
فَــتَـــفاخَروا بِــسُلالَةٍ نَــحْـــوَ الـسَّــمَـا | 100 | أَنْسابُكُمْ في مُصْحَفِ الشُّرَفــاءِ |
نُورٌ يُـــشَــرِّفُـهُ الإِلهُ قَـــداسَــةً | 101 | نَــسَــبُ الرِّسالةِ في إِمامِ الأَنْـبيــاءِ |
مَـنْ ذا الـذّي أَعْــطـاكَ فَــنَّ سِــيــاسَــةٍ | 102 | وَالاقْـــتِــصادَ فِــراسَةَ الإٍنْــمــاءِ؟ |
قـالــوا: الشُّــمــوسُ فَــمَــنْ تُــطْــريـهُــمُ؟ | 103 | مَكتومُ قُلْتُ: هُمُ الكَواكِبُ لِـلّــثــنـــاءِ |
قالوا صَدَقْتَ الشِّعْرَ؟ قُلْتُ بِمَدْحِكُمْ | 104 | فَخْراً بَلَغْتُ المَجْدَ سابِعَةَ السَّمـــاءِ |
وَتَســاءَلــوا: هَــذا القَرِيـضُ أَصَـادِقٌ؟ | 105 | أَقْسَمْتُ: فَخْرًا بِابْنِ رَاشِدِ ضَائِـــي |
هَــذَا مِـدَادِي قَـــدْ أَضــاءَ بـِشِــعْــرِهِ | 106 | أَمْـجـــادُكُـــمْ أَيْقـــونَــةُ الشُّــعَـراءِ |
هَــذا شَــذا تَارِيــخِــكُمْ، صَـفَــحاتُهُ | 107 | مَـــجْــدُ الخَــلــيـــقَــةِ مُـنْعَــمٌ بِـرَخاءِ |
واسْـأَلْ مِـياهَ خَــلــيــجِــنا أَحْــقــابَــهُ | 108 | مَنْ سَطَّرَ التَّاريخَ في الأَنْواءِ؟ |
يُـنْــبِـئْـــكَ يَـــمُّ خَــلـيـجِـنــا بِــقَــباطِــنٍ | 109 | مِـنْ يَــعْــرُبٍ وَأَعـاجِــمٍ بُـرَعــاءِ |
أَوْ مـاهِـــرٍ بِــتِــجـــارَةٍ مُتَـمَـرِّسٍ | 110 | خَــبِـــرَ الــبِــحارَ بِحِـنْـكَةٍ وَكَفاءِ |
أَوْ بِالسِّياسَةِ قَــدْ تَـــمَـــرَّسَ مُدَّةً | 111 | سَــبَــرَ الـقِــيادَ، بِـشَــقْــوَةٍ وَهَــناءِ |
كَـــمْ رائِدٍ لِــقَــبـيلَـــةٍ، وَمُــؤَرِّخٍ | 112 | أَوْ مِنْ حَكِيمٍ في عُصورِ سَناءِ! |
أَوْ عَـــبْـــقَريٍّ عــالِـــمٍ مُــتَـــبَــحِّرٍ | 113 | أَوْ ســـائـِسٍ لِــحَـــضـــارَةٍ عَلْــيـاءِ |
واللهِ لــَوْ حَـلَّــفْـــتَـــهُــمْ بِقَضِيضِهِمْ | 114 | وَضَمـيـرِهِمْ بِــعَـــقــيــدَةٍ سَمْــحــاءِ |
هَلْ سَجَّلَ التّاريخُ في صَفْحَاتِــهِ | 115 | مَـكْــتــومَ تـاجَ الفَخْرِ لِلْـفُخَراءِ؟ |
الـبِــرُّ أَنْــتَ نَـمــاؤُهُ وَخُصــوبَةٌ | 116 | إِطْـلالَـةٌ مِنْ وَجْهِكَ الـوَّضـاءِ |
تُــغْدِقْ ثِـمــارًا مِـنْ نَباتٍ طَفْــرَةً | 117 | يَــزْهـو رِياضًا مِنْ جِنانِ ثَـراءِ |
أَمّا الفَلاةُ تَـــرُومُـــهــا بِــزِيــارَةٍ | 118 | تَــزْهــو ثِــمــارًا يانِــعـــاتِ نَــمـــاءِ |
بَـلْ كَـيْـفَ يَـعْـبِـقُ عِـطْـرُها بِأَريـجِهِ | 119 | وَبِزَهْـرِها يا مُخْصِبَ الصَّحْــراءِ |
حَـــتّــى الــرِّمــالُ تَـحَــوَّلَــتْ بِــأَوامِـرٍ | 120 | لِــحَــديقَــةٍ بَــلْ دَوْحَــةٍ غَـــنّــاءِ |
يا فـارِسًــا لـِجِــيــادِكُــمْ طَـهَّمْــتَـها | 121 | ثُــمَّ امْـتَــطَــيْـــتَ بِقُــدْرَةٍ وَلِواءِ |
واخْتَرْتَ إسْـمًا لِلسّباقِ بِعــالَـمٍ | 122 | ما بَزّكُمْ بِـــعَـــظـائِــمِ الأَسْـــماءِ |
يا أَيُّـها الفَـــذُّ، الـتَّــفَــوُّقُ دَيْــدَنٌ | 123 | في نَسْلِكُمْ ناموسُ مَكْتومِ الوَفاءِ |
شَيَّدْتَ بُرْجًا ما سُبِقْتَ بِفَــنِّهِ | 124 | في مَضْرَبِ الأَمْـثالِ تِقْنُ بــِنـاءِ |
هَــنْــدَسْـتَــهُ رَقّـيْـتَهُ أُعْــجـــوبَـــةً | 125 | هَلْ مِثْلُهُ بُرْجٌ عَلا بِسَـــمـاءِ؟ |
حَتّى غَــدا أُسْــطُــورَةً بِــزَمانِــهِ | 126 | أَوْ ما مَضى، أَوْ قابِلَ الآناءِ |
أَنْوَارُهُ شَبَّتْ مَشَاعِلَ فِي السَّــمَـا | 127 | ءِ وَقَبَّلَتْ فِي الجَّوِّ أَبْرَاجَ الفَضَاءِ |
أُسْطُورَةُ الأَزْمَانِ مَاضٍ حَاضِرًا | 128 | فِي الهَنْدَسَــاتِ رَوَائِـعُ الإِنـْـشَــاءِ |
أَسْـمَــيْــتُــمُــوهُ خَـلـِيــفَــةً بِشُــمُـــوخِــهِ | 129 | هَذَا وَقَـــارٌ مـــِنْــكُـــمُـو بِــوَفَاءِ |
مَكْتُومُ أَنْتَ أَرُومَـةٌ مِـنْ يَعـْــرُبٍ | 130 | لا السُّحْبُ تَعْلُوكُمْ إِلى الجَوْزَاءِ |
أَبِحَارُ آدَابٍ وَأَنْتَ مَعِينُهَا؟ | 131 | وَمُحِيطُ أَخْلاقٍ يُتَوَّجُ بَالوَفَـــاءِ؟ |
سَطَّرْتُمُ التَّارِيخَ حِينَ تَقَاعَسَتْ | 132 | عَــنْهُ القَوَارِحُ قَـادَةُ الزُّعَــمَاءِ |
صِرْتُــمْ وَرِيـثًـا لِلــرَّشِـيــدِ وَآلِــهِ | 133 | فِي الْجَامِعَاتِ كَقِبْلَةِ الْعُـلَــمَــاءِ |
الْجَامِعَاتُ مَنَارَةٌ مِنْ فِكْرِكُمْ | 134 | تَسْمُو بِــها دُرِّيَّةَ الأَضْوَاءِ |
فَالْجَامِعَاتُ بِنُورِكُمْ قَدْ أَشْرَقَتْ | 135 | طَوَّرْتَهَا يَا صَانِعَ العُــقَــلاءِ |
والْجَامِعَاتُ أَشِعَّةٌ مِنْ شَمْسِكُمْ | 136 | تَسْمُو العُلُومُ بِنــُورِكَ الْوَضَّــاءِ |
والْجَامِعَاتُ تَنَاهَلَتْ مِنْ عِلْمِكُمْ | 137 | شَهْدَ النُّبُوغِ، مَوائِلَ النــُّبَـــغَــاءِ |
حَدَّثْتَهَا حَوْسَـبْـتَهَا بِعُــلـُوِمِـــهَـا | 138 | بـِتَــنَـوُّعِ التَّخْـصِـيصِ، بِالأَزْيَــاءِ |
وَتِقَانَةٍ، هِيَ ثَـوْرَةٌ لِعُــلُومِـــكُــمْ | 139 | كَيْ تَنْهَلَ الأَجْيَالُ مِنْ عُظَمَاءِ |
مِنْ حِكْمَةٍ أَنْتُمْ عَبَاقِرُ نَبْعِهَا | 140 | قَــانُــونُ أَجْـــيَــالٍ وَلِلْحُــكَــمَـاءِ |
فَتَزَوَّدَتْ بِمَنَاهِجٍ مِنْ رُوحِكُمْ | 141 | نَوَوِيَّةُ الإِشْــعَــاعِ بَــرْقُ ضِـيَــاءِ |
هَذِي الْمَشَافِي فِي تَطَوُّرِ طِبِّهَا | 142 | لَشَهَادَةٌ لَكَ يَا أَمِيــرًا للــشِّـفاءِ |
إِشْعَاعُهَا، آلاتُــهَــا بِـــتِــقَـــانَــةٍ | 143 | وَجِرَاحَةٍ فَاقَتْ عَـلَى طِّبِّ الـــدَّوَاءِ |
طَــوَّرْتَـهَــا حَـتَّـى غَــدَتْ أُمْـثُـولَةً | 144 | سَـــدَّدْتَـهَــا بِــطَواقِــمٍ أَكْفَــاءِ |
وَمَـدِيـنَـةُ الـطِّـبِّ الَّتِيْ أَسَّسْـتَـهَا | 145 | حَتَّى غَدَتْ هِيَ قِبْلَةُ اســتـشــفاء |
مُـتَحَـدِّيًا لِحَـدَاثَةِ الطِّــبِّ الَّــذِي | 146 | فِي الْغَرْبِ، لِلْرَّازِي عِلَاجٌ بِارْتِـــقَـــاءِ |
وَمَصَانِعٌ شَـيَّـدْتَـهَا بِـتَـنوُّعِ الْــ | 147 | إِنْــتَــاجِ والإِتْـقَـانِ فَـخْــرُ نَـــقَـــاءِ |
تِلْكَ النَّوَادِي رَعَيْتَهَا بِــرِيَاضَـةٍ | 148 | وَثَــقَــافَــةٍ، لِلْـخَــيْـــرِ بِالْـجُـــدَرَاءِ |
قَدْ حَقَّـقُوا نَصْرًا مِرَارًا بَاهِرًا | 149 | كَيْ يَظْفَرُوا بِـبُطُــولَةٍ شَـــمَّـــاءِ |
آزَرْتَهُمْ، أَرْضَيْتَهُمْ، شَجَّعْتَهُــمْ | 150 | بِـجَــوَائِــزٍ كَافَـأْتَــهُــمْ بــِسَــخَــاءِ |
وَحَـدَائِـــقٌ لِــتَــنَـــزُّهٍ أُعْـجُـوبَــةٌ | 151 | مِــنْ جَـنَّــةٍ عَــدْنَـانَـةٍ خَصْــبـاءِ |
فِـيهَا الطُّـيُـورُ غَـرَائـِبٌ أَلْوَانُهــَا | 152 | تُشْجِي النُّفُوسَ بِلَحْنِهَا الْغَنَّاءِ |
أَهْدَيْتَهَا فِتَنَ الْجَـمَالِ بَـوَاهِرًا | 153 | أَلْهَمْتَهَا لَحْنَ الطَّبِيعَةِ بالغِـنـاءِ |
حَتَّى الشَّوَارِعُ هُنْدِسَتْ بِإِشَــارَةٍ | 154 | مِنْ عَبْقَرِيِّ مُهَنْدِسِ البُرَعَاءِ |
فِيهَا انْسِيَابٌ فِي المُرُورِ بِخِفَّــةٍ | 155 | أَوْسِــعْ بِـعَــقْــلِ مُـهَنْـدِسٍ بِبـِنَاءِ |
فَمُحَمَّدٌ بِنْ رَاشِدٍ، بِـمُخَــطَّطٍ | 156 | يَــبْــنِــي دُبَيَّ بِـحُـــبِّـــهِ وَحِـــبَاءِ |
فَمَطَارُهَا بِالطَّائِرَاتِ تَنَاغَــمَـــتْ | 157 | إِقْلَاعُهَا وَهُــبُوطُهَا غَــيْـدَائِي |
وَبَدَا مُحِيطًا لِلْهُبُوطِ وَخَالــِبًــا | 158 | لِمُهَنْدِسِينَ أُولِيِ النُّهَى أُرَبَاءِ |
فِي الْجَوِّ أَسْرَابٌ تَطِيرُ بــِدِقَّةٍ | 159 | وَتَجُوبُ أَنْحَاءَ الْعَوَالِمِ بِالإِخَاءِ |
كُلٌ يَطِـيـرُ بِخِــطَّةٍ لـَٰـكِـنَّهـُـمْ | 160 | يَهْوَوْا دُبَيَّ بِـقَــلـْبِـهَا الْمِعْطَاءِ |
فَغَدَا الْمَطَارُ بِأَرْضِهَا كَعَرُوسَةٍ | 161 | يَـا قِـبْـلَـةَ الـزُّوَّارِ وَالْـبَـهْــواءِ |
وَإِذَا نَظَرْتَ إِلَى الْجُسُورِ رَأْيْتَهَا | 162 | كَمَدَارِجٍ تَسْبِيْ عُقُولَ الأثرياء |
وَتَـوَاصَــلَتْ شَبَكَاتُهَا بِـــمَحـَبَّـةٍ | 163 | وَأَوَاصِـــرٍ لِلــرَّحْــمِ، وَصْلَ وَفَــاءِ |
وَمَعَارِضُ الجِيتِكْسِ فِي حَاسُوبِهِ | 164 | بُــو رَاشِدٍ يُــوْلــِيــهِ بِـالإِرْعَـاءِ |
وَيُطَوِّرُ التَّتْقِينَ فِي تَوْجِيهِـــهِ | 165 | وَبِـطَاقَــةِ الشَّــيْــخِ الْجَلـِيْــلِ ذَكَاءِ |
وَمَعَارِضُ الطَّيَرَانِ فِي تـَنْـظِيـمِهَا | 166 | خَـلَـبَــتْ لُـبَــابَ الْقَــادَةِ الخُــبَرَاءِ |
طَـيَـــرَانُــهَــا مـُــتَــقَـــدِّمٌ مُــتَــطَوِّرٌ | 167 | بَـهَرَ الأَجَانِبَ فَاشْتَرَوْا بِسَخَاءِ |
فَرِحَ الْمَطَارُ، تَزَاحَمَتْ رُوَّادُهُ | 168 | مَا مِثْلُهُ بِمَعَارِضِ الدُّنْيَا الرُّقَــاءِ |
وَلِآخِرِ الصَّيْحَاتِ فِي سَيَّارَةٍ | 169 | عُرَضَتْ عَلَى الْجُمْهُورِ لِلْإِدْلَاءِ |
قَدْ أَعْلَنوا الإِعْجَابَ فِي تَقْرِيرِهِمْ | 170 | لِـيُــؤَكِّــدُوا بِـقَــنَاعَــةِ الإِطْرَاءِ |
وَالمِتْرُو ذَاكَ بِخِفَّةٍ قَدْ جَابَهَا | 171 | مُـتَـبَـخْـتـــِرًا بِــدُبَــيَّ وَالأَرْجَاءِ |
فَتَرَابَطَتْ أَطْـرَافُـهَا وَتَعَـانَـقَــتْ | 172 | بِمُوَاطِـنِـيــنَ وَوَافِدِينَ، وَبِالإِخَاءِ |
أَنْـفَاقُ أَمْـنٍ لِـلْـمَــطَارِ وَغَـــيْـرِهِ | 173 | تَنْسَابُ سَيْرًا رَائِعًا بِمَـضَــاءِ |
شَطُّ الْخَلِيجِ مَوَانِئٌ لِـدُبَــيِّـــكُــمْ | 174 | تَأْتِي بَوَاخِرُهُمْ لِتَرْسُوْ فِي هَنَاءِ |
وَالأَمْنُ حِضْنٌ قَدْ أَحَاطَ بِقَلْبِهَا | 175 | تَـحْـــنَـانُ أُمٍّ، هَيــْبَــةُ الْآبَـاءِ |
خَيْرَاتُ كَوْنٍ وَالْبَضَائِعُ نُوِّعَتْ | 176 | مِنْ كُـلِّ صِقْــعٍ دانِـيٍ أَوْ نَـائِــي |
وَإِذَا رَسَتْ سُفُنُ الْعَوَالِمِ كُلُّهَا | 177 | مَا ضَجَّ مَاءُ الْبَحْرِ بِالْمِيْنَاءِ |
وَاسْتَوْعَبَتْ تِلْكَ الأَسَاطِيلُ الَّتِيْ | 178 | ضَاقَتْ بِهَا أَعْتَى مَرَاسِي الْمَاءِ |
وَسِبَاقُ خَيْلٍ لِلْجُدُوْدِ أَصِيْـلَـةٌ | 179 | تَـوَّجْــتَـهَا وَبِقــُدْرَةِ العُــصَـــمَـاءِ |
آلَيْتَ إِلَّا أَنْ تَحُوزَ بُطُوْلَةً | 180 | حَتَّى افْتَخَرْتَ بِخَيْلِكَ الضَّبْحَاءِ |
وَالْفُوْرَمِلَّا فِي الْخَلِيجِ تَنَافَسَتْ | 181 | فِي سُرْعَةِ الصَّارُوخِ يَمْرُقُ فِي الْهَـوَاءِ |
بِبُطُولَةِ الْكَوْنِ الَّتِي قَدْ حَقَّقَتْ | 182 | وُدًّا وَأُنْــسَ سِـــيَـاسَــةٍ وَإِخَاءِ |
وَلِدَانَةِ الدُّنْيَا دُبَيَّ مَكَانَـةٌ | 183 | مَـــشْــهُــوْرَةٌ فِيْ عَـالَــمٍ بِـثَــنَـــاءِ |
لِلْعُرْبِ بُرْجٌ قَدْ تَرَبَّعَ شَامِخًا | 184 | عَــرْشَ الْخَـلِـيْجِ مُعَانِقَ الزَّرْقَاءِ |
وَبَــدَا رَزِيْـــنًــا رَاسِــخًــا بِـوَقَــارِهِ | 185 | مُـتَــمَـكِّــنًا يَجْــثُــوْ عَـلَـى الْجَهْرَاءِ |
وَنَوَافِرٌ لِلْمَاءِ يَفْـتِنُ نَـسْــقُـهَــا | 186 | أَلْــوَانُـــهَـا خَــلَّابَـــةٌ لِلْأَذْكِـــيَاءِ |
وَتَرَاقَصَتْ كَالْغَانِيَاتِ تَثَنِّيًا | 187 | زِرْيَابُ يُطْرِبُهَا بِلَحْنِ الأَشْجِـيَاءِ |
فَتَمَايَلَتْ وَتَـدَلْلَـتْ وَتَـدَلْعَتْ | 188 | لِــتُـغَــازِلَ الـزُّوَّارَ فِـيْ السُّــعَـــدَاءِ |
وَبَـدَتْ تَـمِـيْـسُ تَـبَـعُّـلًا وَبِـقَــدِّهَا | 189 | قَدْ أَبْدَعَتْ، غَنَّتْ كَمَا الْوَرْقَاءِ |
سِمْفُوْنَةٌ أُعْـجُـوْبَةٌ بِتْهُـوفِـنٌ | 190 | قَــدْ صَاغَـهَا لِـدُبَـيَّ لَحْــنَ وَفَـاءِ |
تَتَنَاسَقُ الأَلْحَانُ فِي لَوْحَاتِهَا | 191 | بِتَنَاغُمِ الرَّقَصَاتِ فِيْ الْغَيْدَاءِ |
وَتَفَتَّحَتْ وَرْدًا عَبِيْرًا مُنْعِشًا | 192 | أَسَرَ الْقُلُوْبَ بِنَظْرَةٍ نَجْلَاءِ |
وَالسِّحْرُ يَأْخُذُ بِالْفُؤَادِ مُتَيَّـمًـا | 193 | يَهْـوِي لِحُـضْـنِ حَـبـِيـْبَـةٍ بِبُكَاءِ |
مِنْ فَرْطِ مَا هَامَ الْحَبِيْبُ بِحِبِّهِ | 194 | يَسْعَى يَفُوْزُ بِمُهْـجِةِ الْهَـيْـفَاءِ |
نَافُــوْرَةٌ لِلــْـمَـاءِ فِـــتْــنَـةُ فِــكْرَةٍ | 195 | تَصْحُوْ وَتَرْقُدُ فِعْلَةَ الْأَحْــيَاءِ |
أَنْتَ الْمُهَنْدِسُ مُبْدِعًا، وَبِأَمْرِهِ | 196 | خَلَبَ الْعُقُوْلَ بِفَنِّهِ وَالـرَّائِــيْ |
حُورُ الْبِحَارِ نَوَافِرٌ، بَسَمَاتُـهَـا | 197 | أَشْفَتْ عِطَاشَ الْحُبِّ لَكِنْ بِارْتِوَاءِ |
وَتُثِيْرُ فِيْ الْجُمْهُورِ كُلَّ فُضُوْلِهِ | 198 | يَهْفُوْ إِلَيْهَا مُعْـجَــبًا بِـــأَدَاءِ |
أَوَ لَيْسَ هَـٰـذِي بَلْ وَذَاكَ وَغَيْرُهَا | 199 | تَوْجِيْهَ فِكْرِكَ، عَبْقَـرِيَ ذَكَـاءِ؟ |
هَذِيْ النَّوَافِيْرُ الْبَدَائِعُ تُـحْـفَـةٌ | 200 | تَسْتَوْحِ مِــنْـكَ الْحُـــبَّ أُنْـسَ بَـرَاءِ |
بُو رَاشِدٍ فَأْمُرْ تُطِعْكَ نَـوَافِــرٌ | 201 | هَامَـتْ بِـكُـمْ بِـمَحَــبَّـةٍ وَوَفَـــاءِ |
لِدُبَيَّ مُولَاتٌ عَمَالِقُ ثَرَّةٌ | 202 | وَتَــعُــجُّ مِــنْ بُـلْدَانِهَا الْبُجَرَاءِ |
بِحَضَارَةِ الْعِلْمِ الْقَدِيْمِ عُلُوْمُهَـا | 203 | قَدْ لَقَّحَتْ عِلْمَ الْحَدَاثَةِ فِيْ النَّقَاءِ |
بِابْنِ الْبَطُوْطَةِ مَـرْكِــزٌ مُتَـعَـمْـلِــقٌ | 204 | لِلْمُسْلِمِيْنَ تواجد العُظَمَاءِ |
لِلْعُرْبِ سَبْقُ حَضَارَةٍ وَلِـفَـارِسٍ | 205 | بِبَطُوْطَةٍ تَارِيْخُ عِلْمِ ثَـنَــاءِ |
فَجَزِيْرَةُ النَّخْلِ الْمُصَمْمِ رَوْعَةً | 206 | إِبْدَاعُ هَنْدَسَةٍ بِحِضْنِ الْـمَــاءِ |
حَرِصَ الْمُوَاطِنُ فِيْ تَمَلُّكِ مَسْكَـنٍ | 207 | فِيْهِ السَّعَادَةُ وَالرِّضَا بِهَنَاءِ |
وَالوَافِدُوْنَ تَسَابَقُوْا كَيْ يَمْلِكُوْا | 208 | شُقَقَ الْحَيَاةِ بِنَخْلَةٍ لـَيْـــنَــاءِ |
دُوْبَالُ عِمْلَاقُ الصِّنَاعَةِ مُـبْدِعٌ | 209 | لِيُشِكِّلَ الأَلَمِنْـيُو لِلْعُــمَـلَاءِ |
وَيُصَدِّرَ الأَشْكَالَ حِمْلَ بَوَاخِرٍ | 210 | لِلْعَالَمِينَ بِصُبْحَةٍ وَمَسَاءِ |
وَإِذْا الْجَرِيْمَةُ بُوْشِرَتْ فِيْ مَـوْقِـعٍ | 211 | الأَمْنُ يَكْشِفُهَا مُحِيْلاً لِلْقَـضَاءِ |
فَقَضِيَّةُ الْمَبْحُوحِ فَخْرُ دُبَيِّكُمْ | 212 | كَانَتْ مِثَالَ تَطَوُّرِ الْخُبَرَاءِ |
وَمَفَاخِرٌ أُخْرَى لِأَمْنِ إِمَارَةٍ | 213 | حَيْثُ اسْتَتَبَّ الأَمْنُ فِيْ الأَرْجَاءِ |
وَإِذَا دَخَلْتَ دَوَائِرًا بِتَعَامُلٍ | 214 | كَالْبَرْقِ تُنْجِزُهَا إِلَى الْعُـمَلَاءِ |
أَمَّا الْجَوَازَاتُ الَّتِيْ قَدْ بُرْمِجَتْ | 215 | بِتَطَوُّرِ الْحَاسُوْبِ تُنْجِزُ بِالْوَفَاءِ |
بِـتِـقَـانَـةٍ وَمَهَــارَةٍ لِـمُــوَظَّــفٍ | 216 | فِيْهِ التَّفَانِيْ لِلْوَظِيْفَةِ بِانْتَـمَاءِ |
وَمَطَارُ مَكْتُومٍ حَدَاثَةُ أُمَّةٍ | 217 | يَسْتَقْبِلُ الأَجْنَاسَ رَحْباً باللقاءِ |
هَــٰـذِي شُعُوْبُ الْأَرْضِ ضِمْنَ مَدَارِجٍ | 218 | شَـيْـخٌ سَــخِـيٌّ لَــفَّــهُـــمْ بِعَبَـاءِ |
وَمَسِيْرَةُ الْحِصْنِ الَّتِيْ بَارَكْتَهَا | 219 | بِـيَـدِ التَّـعَـاوُنِ وَالتَّوَحُّدِ وَالْإِبَاءِ |
فَتَفَاعَلَ الْقَلْبَانِ، قَلْبُكَ نَابِضٌ | 220 | بِالْحُبِّ لِلشَّعْبِ الأَبِيِّ وَبِالْعَطَاءِ |
وَالثَّانِي قَلْبُ مُحَمَّدٍ بِنْ زَايِــدٍ | 221 | فَـلِــوِحْـــدَةٍ جَـــذَّرْتُــمُــو بِإِخَــاءِ |
مِنْ قَصْرِ مَنْهَلَ لِلْمَسِيْرَةِ مَبْدَأٌ | 222 | رَبْطُ الْحَوَاضِرِ بِالْمَوَاضِ الأُصَلَاءِ |
شَيَّدْتَ قَصْرًا يَا ذِيَابُ وَقَدْ عَلَا | 223 | لِيَكُونَ أَصْلَ الإِتْحَادِ وَلِلْبَقَـاءِ |
وَالْقَصْرُ حِصْنٌ قِصَّةٌ وَلِمَجْدِكُمْ | 224 | إِرْثُ الْحَضَارَةِ يَا إِمَارَاتِ الْبَقَاءِ |
مُسْتَشْرِفًا مُسْتَقْبَلًا وَبِحِنْكَةٍ | 225 | وَسِيَاسَةٍ، وَفَطَانَةِ الْأُمَرَاءِ |
نَجْمُ الْمَسِيْرَةِ يَابْنَ رَاشِدَ أَنْتُمُوْ | 226 | شَيْخُ السِّيَاسَةِ خِبْرَةُ الْخُبَرَاءِ |
وَالسَّيْفُ يَلْعَبُ فِي يَدَيْكَ بِحِرْفَةٍ | 227 | يَا غَالِبَ الْفُرْسَانِ فِي الْـبَـيْــدَاءِ |
يَا أسوةٌ لِحُكُوْمَةٍ قَدْ قُدْتَهَا | 228 | بِـبَــرَاعَــةٍ وَإِجَــابَــةٍ بــِذَكَـاءِ |
فَأَجَبْتَ فِيْ فِكْرٍ حَكِيْمٍ كَيِّسٍ | 229 | أَنَّ الْقِيَـادَةَ فِـكْـرَةٌ بــِدَهَــاءِ |
تَحْتَاجُ صَقْلًا كَيْ تَكُوْنَ تَحَدِّيًا | 230 | يُؤتِي نَجَاحًا لِلحَيَاةِ بَقَائِي |
وَالْإِبْتِكَارُ دَيَادِنٌ بِحَيَاتِكُمْ | 231 | لِمَسِيْرَةِ التَجْدِيْدِ دَوْمَ عَطَاءِ |
وَلِطَاقَةِ الْإِيْجَابِ صِدْقُ مَشَاعِرٍ | 232 | فَلْتَنْظُرونَ أَمامَكُمْ لا للوراء |
لِتُحَقِّقُوْا أَهْدَافَكُمْ بِشَهَامَةٍ | 233 | فَلْتَرْتَقُوْا فَيْ هِمَّةٍ صَعْدَاءِ |
وَاللهِ مَا انْتَظَرَ الزَّمَانُ لِأُمَّةٍ | 234 | تَجْرِيْ الْحَيَاةُ بِسُرْعَةٍ وَوَنَاءِ |
بَتَوَالُدِ الْأَفْكَارِ أَنْتَ مُقَاتِلٌ | 235 | تَهْوَى الطُّمُوحَ مَعَارِجَ الْعَلْيَاءِ |
أَحْبِبْ خُيُوْلَكَ، قُلْتَهَا يَا مُلْهَمًا | 236 | تَمْنَحْ جِيَادَكَ سَبْقَةَ الْعَـدَّاءِ |
لِلْخَيْلِ فُرَّاسٌ عَـزِيـزُو أَنْـفُـسٍ | 237 | بِأَصَالَةِ الْفُرْسَانِ لِلْخُيَلَاءِ |
يَا فَارِسًا يَرْقَى الخُيُوْلَ بِعِزَّةٍ | 238 | إِنَّ الْجَوَادَ مَـطِـيَّةُ الشُّـرَفَــاءِ |
يَا شَاعِرَ الأُمَرَاءِ قَوْلُكَ مُحْكَمٌ | 239 | الْقَلْبُ يَعْشَقُ وَالْعُيُونُ تُرَائِـي |
فَالْقَلْبُ نَبْعٌ لِلْعَوَاطِفِ صَـادِقٌ | 240 | وَالشِّعْرُ تَرْجَمَةُ الْمَشَاعِرِ بِالْوَفَاءِ |
وَالْشِعْرُ إِعْـلَامٌ وَمَـرْجِعُ أُمَّـةٍ | 241 | يَرْوِيْ الْحَوَادِثَ وَالْعَوَاطِفَ بِاحْتِوَاءِ |
وَكَشَاعِرٍ دَوْمًـا يَـرَى مَـا حَوْلَهُ | 242 | بِتَغَـيُّـرِ الْإِحْـسَاسِ وَالْآرَاءِ |
مُتَوَقِّدُ الطَّاقَاتِ، أَنْتَ تَفَاؤُلٌ | 243 | أَنْتَ التَّحَدّي لِعَاتِيَ الْأَعْبَاءِ |
حَيَّرْتَ مَشْيَخَةَ السِّيَاسَةِ حِنْكَةً | 244 | تَرْتِيْبُكَ الْأُوْلَى عَلَى الجُدَرَاءِ |
مِنْ قَلْبِ عَاصِمَةِ التِّجَارَةِ أُطْلِقَتْ | 245 | نَحْوَ التَّفَوُّقِ فِي الْقِيَادَةِ وَالـنَّـمَاءِ |
دَانَتْ لَكَ الدُّنْيَا بِكُلِّ تَفَوُّقٍ | 246 | مَنْ يَغْلِبُ الضِّرْغَامَ فِي البَيْداءِ؟ |
بِاللهِ، مَنْ يُؤْتِي الْمَهَابَةَ أَهْلَهَـا؟ | 247 | تُعْطِي الْمُلُوكَ مَهَابَةَ الْعُظَمَـاءِ |
أُهْدِيْتَ مِنْ رَبِّ السَّمَاءِ مَنَاقِبًا | 248 | تَكْفِي بَرَايَا الْأَرْضِ وَالْأَجْوَاءِ |
رَبَّاهُ فَاحْفَظْ قَـامَـةً خَـلَّاقَـةً | 249 | تَهْفُوْ إِلَى الْقُرْآنِ تَشْمَخُ لِلسَّمَاءِ |
اللهُ يَرْعَاكُمْ لِتَرْعَوْا حَافِـظَ الْــ | 250 | قُرْآنِ بِالتَّشْجِيْعِ فِيْ الْقُــرَّاءِ |
بُشْرَاكَ بِالْفِرْدَوْسَ أَنتَ مُؤَهَّلٌ | 251 | بِرِعَايَةِ الْقُرْآنِ تُشْرِفُ بِاعْتِنَاءِ |
كَيْ تَلْبِسُوْا تَاجَ الْوَقَارِ مُرَصَّعًا | 252 | بِجَوَاهِرِ الرَّحْمَنِ نُورَ رِضَاءِ |
وَمَرَاحِلٌ هِيَ أَرْبَعٌ بِاسْمِ الْحَكِيْـــ | 253 | مِ مُـحَـمَّـدٍ لِمَدِيْنَةِ النَّعْمَاءِ |
لِلسَّائِحِيْنَ زِيَارَةٌ لِـحَــدِيْــقَـةٍ | 254 | وَالْعَائِلَاتُ مَلَايِنُ الْعُـمَلَاءِ |
لِلزَّائِرِيْنَ مَرَاكِزٌ أُعْجُـوْبَـةٌ | 255 | يَـسْـتَـمْـتِـعُـوْنَ تَـرَفُّهًا بِشِرِاءِ |
فِيْ أَضْخَمِ الْمُوْلَاتِ أَرْقَى بَضَائِعٍ | 256 | فِي عَالَمِ التَّسْوِيقِ كَنْزُ عَطَاءِ |
لِلْإِحْتِيَاجِ تَطَوُّرٌ مُسْتَقْبَلًا | 257 | فِيْ بِيْئَةٍ صِحِّيَّةِ الأَجْوَاءِ |
لِرِيَادَةِ الْأَعْمَالِ سَبْقُ تَقَدُّمٍ | 258 | فَاجْذِبْ عُقُولَ جَهَابِذِ الْعُلَمَاءِ |
ثُمَّ التَّكَامُلُ فِي الْعُرُوْضِ بِفَنِّهَا | 259 | صَالَاتُ عَرْضِ فَخَامَةٍ ثَجَّاءِ |
يَا أَيُّهَا الشَّيْخُ الْجَلِيلُ سِيَاسَةً | 260 | أَعْطَاكَ رَبِّي شُهْرَةَ الْعُظَمَاءِ |
يَا أَيُّهَا الشَّيْخُ الْعَظِيْمُ مَهَابَةً | 261 | هَلْ أَنْجَبَ التَّارِيْخُ مِثْلَكَ بِالْإِبَاءِ؟ |
يَا أَيُّهَا الشَّيْخُ الْفَرِيدُ بِعَصْرِهِ | 262 | تَتَوَاضَعُوْنَ الْعَطْفَ لِلْفُقَرَاءِ |
وَلَدَتْكَ طَاهِرَةٌ سَلِيلَةُ دَوْحَةٍ | 263 | مَا نَافَسَتْهَا حُــرَّةٌ بِـنِـسَــاءِ |
فَعَجِزْنَ أَنْ يُنْجِبْنَكُمْ أَوْ مِثْلَكُمْ | 264 | أَنْتَ الْفَرِيْدُ بِبُجْدَةِ النُّجَبَاءِ |
أَكْدَى الَّذِيْنَ تَفَاخَرُوا بِأُصُوْلِهِمْ | 265 | أَنْ يَبْلُغُوا أَقْدَامَكُمْ فِي الْإِنْتِمَاءِ |
يَا أَيُّهَا السِّبْطُ المُبَجَّلُ بُجْدَةً | 266 | وَاللهِ لَا تَحْتَاجُ لِلْإِطْــرَاءِ |
فَسِجِلُّكُمْ تَارِيخُ مَجْدٍ مُشِرِقٍ | 267 | قَدْ بَثَّهُ التِّلْفَازُ يَزْهُو بِالْفَضَاءِ |
يَا أَيُّهَا النَّسْرُ الْمُحَلِّقُ قُدْرَةً | 268 | فِيْ الْبَرِّ بَلْ وَالْبَحْرِ وَالْأَجْوَاءِ |
يَا أَيُّهَا الْمَلِكُ الْعَلِيُّ مَكَانَةً | 269 | بَوَّاكَ رَبِّيْ كِبْرِيَاءَ الْكِبْرِيَـاءِ |
دَانَتْ لَكَ التِّيْجَانُ فَوْقَ عُرُوْشِهَا | 270 | أَمَّتْـكَ تَرْشُفُ مِنْ رَحِيقِكَ بِاقْتِدَاءِ |
مَاجَتْ بِكَ الدُنْيَا بِكُلِّ صَحِيْفَةٍ | 271 | تَرْوِي التَّفَوُّقَ رَوْعَةَ الْأَنْبَاءِ |
حَمِدَتْــكَ كُلُّ إِذَاعَةٍ بِأَثِيْرِهَــا | 272 | وَتَجَاوَزَتْ عَبْرَ الْحُدُودِ ثَنَاءِ |
مَنْذَا الَّذِي يُعْطِي عَطَاءَكَ جُرْأَةً | 273 | يَسْخُو لِيَمْحُو فَاقَةَ الْفُـقَـرَاءِ |
دُنْيَا السِّيَاسَةِ، وَالسِّيَاسَةُ أَنْتُمُو | 274 | وَعَــبَاقِـــرٌ بِـإِدَارَةِ الْخُـــبَرَاءِ |
بِاللهِ مَنْ يَجْرُءْ عَلَيْكَ مُنَافِسًــا | 275 | لَوْ نَافَسُوكَ فَخَيْــلِهِـمْ كَدْيَاءِ |
نِلْتَ الْقِيَادَةَ بِالْجَدَارَةِ مَالِكًــا | 276 | قَلْبَ الْعُرُوْبَةِ بِالْمَحَبَّةِ فِي صَفَاءِ |
رَبَّاهُ عُذْرًا مِنْ أَمِيْرٍ شَاعِرٍ | 277 | إِنْ أَكْدَى شِعْرِي فِي الْأَمِيرِ ثَنَائي |
الْقَلْبُ يُخْلِصُ فِي القَرِيضِ قَصَائِدًا | 278 | لِسُمُوِّكُمْ، يَا شَاعِرَ الشُّعَرَاءِ |
شَرَفٌ رَفِيعٌ أَنَنِي قَدَّمْتُهَــا | 279 | مَنْظُوْمَتِي تَسْمـُو مَعَ الْعَـنْــقَاءِ |
دَامَتْ حَيَاتُكَ يَا مَلِيْكُ مُؤَيَّدًا | 280 | يَرْعَاكَ رَبِّي فِيْ الرِّضَا بِوَفَاءِ |
آلَتْ لَكَ الدُّنْيَا رَفِيْعَ مَكَانَةٍ | 281 | فَشَكَرْتَ رَبَّكَ بِالصَّلَاةِ وَبِالْدُّعَاءِ |
مَكَّنْتَ إِيْمَانًا بِرَبّـِكَ رَاسِخًا | 282 | بِعَدَالَةِ الْقُرْآنِ، حُكْمُ سَوَاءِ |
تُعْطِي الْحُقُوْقَ لِأَهْلِهَا بِأَمَانَةٍ | 283 | بَلْ تُنْصِفُ الْمَظْلُومَ بِالإِيْفَاءِ |
وَالظَّالِمُوْنَ تَؤُزُّهُمْ، وَبِحَزْمِكُمْ | 284 | تَرْدَعْ تَسَلُّطَ بَلْ شُرُوْرَ الْأَقْوِيَاءِ |
مَدْحِي خَجُوْلٌ، إِنَّ شِعْرِيَ مُحْرَجٌ | 285 | فَسُمُوُّكُمْ يَا قِــمَّــةَ الْبُــلَــغَــاءِ |
مِنْ رَاشِدٍ، الشِّعْرُ فِيْكُمْ فِطْرَةٌ | 286 | تَتَوَارَثُونَ فَصَاحَــةَ الْآبَـــاءِ |
حَيَّرْتَ بِالْأَلْغَازِ أَرْبَابَ الرَّوِيْ | 287 | دَانُوا لِشِعْرِكَ أَلْفِهِ وَالْـيَـــاءِ |
دَرَّبْتَ أَجْيَالًا تَأَسَّوْا فَوْزَكُمْ | 288 | رَبَّيْتَ لِلْأَوْطَانِ أَبْطَالَ الْفِدَاءِ |
دُمْتُمْ وَدَامَت وحدةٌ بِنَجاحِكُمْ | 289 | تَسْمُو بِفَضْلِ اللهِ فِي الْعَلْيَاءِ |
دَوَّنْتَ تَارِيْخَ الْخُلُودِ لِدَوْلَةٍ | 290 | فَلْيَحْفَظَنْها الـلـــهُ بِالأُمَـنَــاءِ |
مَكْتُوْمُ، أَسْقَى اللهُ لَحْدَكَ رَحْمَةً | 291 | لِأَرُوْمَـــةٍ بِعَـبَـاقِــرٍ سُــعَدَاءِ |
وَجَهَابِذٍ أَنْجَبْتَهُمْ كَي يُسْعِدُوا | 292 | شَعْبَ الْوَفَاءِ بِقِمَّةِ الصُّعُدَاءِ |
مَجَّدْتُ فَحْلًا فِي الْبَلَاغَةِ قَائِدًا | 293 | وَمُحَنَّكًا بِـسِــيَـاسَـةٍ وَدَهَـــاءِ |
عَفْواً عَلَى مَنْظُوْمَةٍ لِسُمُوِّكُمْ | 294 | دَبَّجْتُهَا بِمَحَبَّةٍ صِدْقِ الْوَفَاءِ |
أَنْـبـَأْتُهَا أَنِّي نَظَمْتُ قَرِيظَهَا | 295 | فِي فَخْرِكُمْ فَتَرَاقَصَتْ بِغــِنَاءِ |
حَتَّى سَرَتْ فِيهَا الحَيَاةُ بَلَاغَةً | 296 | وَمَعَانِيًا، كَالْغَادَةِ الْحَـسْـنَـاءِ |
أُعْدِدْتَ فِي عَيْنِ الإِلهِ تَحَدِّيًا | 297 | لِلْمُـشْـكِلَاتِ تَـحُـلُّهَا بِذَكَاءِ |
تَاللهِ مَاخِفْتَ التَّرَاجُعَ لَحْظَةً | 298 | فِي الإِقْتِصَادِ بَلِيَّةِ الأَرْزَاءِ |
وَبِطَارِئِ الْأَحْوَالِ تَصْبِرُ صَامِدًا | 299 | مُتَحَدِّيًا، للهِ تَجْأَرُ بِالدُّعَاءِ |
رَبَّاهُ وَاحْمِي أُمَّتِي مِنْ كُرْبَةٍ | 300 | وَاحِفَظْ إِمَارَاتِي مِنَ الْوَعَثَاءِ |
الشُّؤْمُ أَنْتَ مَسَحْتَهُ مِنْ مُعْجَمٍ | 301 | أَسَّسْتَهُ لِفَطَاحِلِ النُّشَطَاءِ |
شَرَّفْتَ كُلَّ الْمُسْلِمِيْنَ بِحُبِّكُمْ | 302 | أَعْظِمْ بِكُمْ، تَحْمِي الرَّعِيَّةَ مِنْ وَبَاءِ |
دُمْتُم أَيَا مَلِكَ السَّلامِ مُؤَيَّدًا | 303 | بِاللهِ، تَسْكُنُهَا الْقُلُوْبَ وَبِالْوَفَاءِ |
يعشق الاردنيون في دبي، دبي كعشقهم لتراب الاردن وهذا العشق طالما عبروا عنه من خال وسائل عديدة لعل ابرزها ما عبر عنه الدكتور سليمان الريالات من خلال قصيدة تغنى بها بسمو الشيخ محمد بن راشد راعي انجازها وولي امرها وقائدها نحو التميز هذا ويعد الدكتور سليمان الريالات واحد من ابرز الاكاديميين والتربويين في الاردن والامارات بالاضافة الى اهتماماته الادبية والشعرية والنقدية والتي جمع عصارتها في هذه الابيات التي اردنا
ان تكون افتتاحية لعددنا هذا ولتقدم لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حفظه الله ورعاه قائد مسيرة تقدم دبي وملهم ابداعها وراسم نهجهها..
ويبقى الكلام الطيب لسان الشعراء ليعبر عما يجول بخاطرهم نحو ما عن البذل والعطاء، طلب العلا فلانت له الصعاب، وقبض بيديه شموخ المجد ليطوع شموخها فتلين بين يديه ويشكل منها لوحة في
الصحاري القاحلة يؤمها القاصي والداني لمشاهدة جمالها.. لله در الايام ما جادت علينا بمثلك شيخ باني واب حاني ورسول سامي،
نقلا عن مجلة مال واعمال النسخة الورقية