مجلة مال واعمال

قصة نجاح لامرأة خارقة مبدعة السيدة جميلة خير

-

article_4952e61b8dc245cb1e12b9505cae21c2

ولدت الجدة جميلة في عائلة فقيرة جدا أمضت معظم طفولتها حافية القدمين وهي امرأة لا تتعلم في المدرسة, أمها أخرجتها من المدرسة وهي في الصف الثاني وبالرغم من أنها أنهت الصف الثاني لكنها وضعت أمامها هدف بأن تستفيد من المعرفة التي أخذتها عن أمها التي كانت تذهب معها إلى الوعور  والجبل وكانت تعرفها على النباتات المنتشرة في المنطقة وتشرح لها مميزاتها والفوائد التي ممكن أن نأخذها من الجذور والأوراق والأضلاع.
كانت والدتها معروفة في المنطقة على أنها خبيرة أعشاب. لم يكن هناك طبيب في القرية أو في المنطقة كلها لذلك اعتمد الناس على الأعشاب كدواء لأي مرض. ورثت عن أمها حب الطبيعة واستمرت أمها على تعليمها أسرار النبات فكانت تقول لها أن هذه النبتة تصلح في علاج هذا المرض وحذرتها من النباتات الضارة وهكذا أصبحت لديها معرفة عريقة في جميع النباتات فوائدها وأضرارها. واستغرقت الكثير من الوقت إلى أن تعلمت أسرار النباتات.
صابونه الزيت كانت معروفة في كل العالم العربي ولهذا تعلمت من أمها أسس تصنيع صابونه وقررت أن تضع فوائد النباتات في ألصابونه وبدأت تصنع صابونه الزيت والسؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا قررت أن تصنع صابونه الزيت بالذات ؟ والجواب هو إن اختيارها للصابون جاء لسبب إن الجلد يتنفس تماما كالرئتين فإذا انسدت مساماته تجعد وعجز لهذا تقول الجدة أنها قررت بوضع سحر في الصابون وذلك لان كل إنسان مجبر على الاستحمام وبالتالي مجبر على استعمال الصابون وهكذا بدأت الجدة بإجراء تجارب كثيرة جدا وكانت تصنع تجاربها على سطح البيت لأنها كانت تعتقد بأنه أكثر مكان آمن لكي تحافظ على سريتها, وكانت تجري تجربة وراء تجربة دون اليأس وكانت تستغل راتبها التي كانت تقبضه من العمل في نعمات حيث عملت 17 سنة ومنعت نفسها من أشياء كثيرة ولكن مقابل ذلك وصلت إلى المعادلة التي ترضيها في وضع كميات مناسبة من جميع أجناس الزيوت النباتية التي وضعتها في ألصابونه, فعندما تزوجت جميلة ورزقها الله أبناء وبنات فعندما كبروا دخلوا إلى المدرسة ولكنها لم تفيدهم بشيء لأنها أميّة وكانت تعطي ابنها الصابون وتطلب منه أن يعطيه لزملائه ليجربوه ويبلغوه عن النتيجة, وهكذا حتى
رضيت عن المعادلة وكانت تجربها على أولادها وكانت تتوجه للناس وتطلب منهم أن يجربوها ويخبروها بنتيجة استعماله.
هنالك مركبان يتوفران في صابونه الجدة جميلة ولا نجدهما في أي صابون آخر, صابونه الجدة جميلة كفيلة بتمليس البشرة والمحافظة على رونقها وانتعاشها ونضارتها وتمنع عجزها قبل الأوان بأن تحول دون تجعدها ولأمر الآخر أنها بمثابة دواء لكل مشاكل البشرة من دون استثناء, وهكذا أصبح لها منتوج هي راضية عنه بعد كل التجارب التي أجرتها والمخافض الذي استمر لنحو أربعين سنة. طريقة التسويق التي اتبعتها كانت ترسل بالبريد لمن يطلب وازداد الطلب على ألصابونه بعد النشر عنها في الصحف العبرية.كانت تضع الصابون في كرتونات الأحذية لضمان الحفاظ عليها لكي تصل إلى أصحابها صاغ سليم وكانت تبعث ورقة تضعها في داخل الكرتونة تقول: “لا تبعثوا لي ثمن الصابون إلا بعد أن تجربوها فإذا أعجبتكم أرسلوا 40 شاقلا وإذا لم تعجبكم فأنتم معفون من الدفع” ولكن الجميع دفع واعتمدت على هذه الطريقة 5 سنوات.
هكذا بدأت تنتقل من بلد إلى آخر حتى بلغ سمعة جميلة سيكرت إلى جميع أنحاء المعمورة, اكتشفت أن هنالك نحو 170 ألف معمل لصابون الزيت في العالم وهذا يعني أنها سوف تتنافس مع هذا الكم الهائل من المصانع وذلك بأن أسعارها أغلى بما لا يقاس بأسعار الآخرين, لكن اكتشف ابنها بعد فحص ودراسة بأن غالبية هذه المصانع في العالم تشتغل على الفضلات والدهنيات كما أنها تعتمد الكيماويات أما الجدة جميلة فهي تستعمل زيت الزيتون الصافي والصالح للأكل, ولكي يدخل هذا المنتوج إلى السوق العالمي كان يجب أن يخفضوا من جودته وهذا الأمر لم يرضي الجدة جميلة لهذا اختاروا المحافظة على جودة الصابون وفتحوا مصنع الذي يعمل فيه ابن الجدة جميلو مدير للإنتاج والابن الآخر مدري للبحث والتطوير حيث يقوم بالتجارب يوميا ليطور منتجاتهم والآن بإمكانهم تصنيع مائة ألف صابونه في الشهر الواحد.
اليوم المصنع يشغل أكثر من 60 امرأة والجدة جميلة فخورة بأنه توفر أماكن عمل للنساء ومن كل الطوائف يعملون كعائلة فلهذا تحولت الجدة جميلة من امرأة أمية إلى أكبر سيدات أعمال في البلاد ويتراوح سعر ألصابونه التي تبيعها في الأسواق العالمية بين 15-35 يورو.
“النجاح, كلمة جميلة وشعور أجمل يتمناه كل واحد فينا… النجاح في الحياة له عدة أوجه فقد يكون نجاحا في العلم أو في المال وغيرها.
النجاح, كلمة سهلة ولكن تحقيقها صعب ويحتاج لمثابرة وعصامية وترتيب للحياة.
كل منا لا بد وأن سمع أو تابع بنفسه قصص نجاح لأشخاص مقربين في حياته وكيف تحولوا من أشخاص ناجحين ومميزين.
إن معرفتنا لقصص هؤلاء الأشخاص تزيدنا همة نحو التقدم للأمام والسير في طريق النجاح.
لا شيء يقف أمام الإرادة والعزم والتصميم أي أن النبوءه  تحقق ذاتها.