وصف رجل الأعمال السوداني عمار عمر المقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة أن باستطاعة أي إنسان أن يصبح مليونيراً من دون رأسمال، ومن خلال فكرة بسيطة. وهو يعتمد بذلك على تجربته الشخصية.
بدأ طريقه بدون رأسمال والآن يملك 13 شركة عالمية تعمل في مختلف المجالات. أصبح خبيراً في علم تكوين الثروات ولديه مشروع لخلق مليون مليونير خلال السنوات القليلة المقبلة. فمن هو الشاب السوداني عمار عمر الذي لم يبلغ بعد الثلاثين من عمره؟
وُلد عمار عمر في المملكة العربية السعودية لأبوين سودانيين كانا يعملان هناك، لكنهما عادا إلى بلدهما الأصلي لعدة أعوام قليلة، وكان عمار طفلاً. وعندما وجد والده المدرس الجامعي عملاً في جامعة العين بدولة الإمارات العربية، أخذ أسرته إلى هناك. استقر عمار في الإمارات ونشأ فيها منذ سن التاسعة، مع أخوته الذكور الثلاثة وأخته منى.
كان عمار يعتبر فاشلاً في دراسته الابتدائية، في عائلة تقدس التعليم بحكم عمل والده، على عكس إخوته الذين برزوا في صفوفهم وتفوقوا على أقرانهم. مع ذلك اجتاز المرحلة الابتدائية ثم المرحلة الثانوية بشق الأنفس.
عندما قُبل في الجامعة حدث ما لم يكن في الحسبان. فقد تقاعد والده وتحولت أوضاعهم المادية من متوسطة إلى أقل من المتوسط. لكن الوالد أصر على إكمال تعليم أولاده ومن بينهم عمار.
لم يكن يعلم هذا الشاب العشريني شيئاً عن الفروقات الاجتماعية بين طلاب الجامعات الذين كان معظمهم يقود سيارات فارهة أو يحضر مع سائق. أما هو فقد كان يستقل الحافلات العامة ليوفر من مصروفه اليومي. وصار يتساءل لماذا لا أملك سيارة جديدة وغالية الثمن مثل معظم الزملاء؟ وبدأ هذا الأمر يؤرقه.
وقعت عيناه في أحد الأيام على دراسة أميركية تقول إن ما يقارب الخمسين في المئة من رجال الأعمال الأميركيين هم عصاميون، كوّنوا أنفسهم بأنفسهم. فلماذا لا يفعل مثلهم؟ وجد أن التجارة هي الأساس. وبدأ يقترض من الجميع ليجمع مبلغاً كافياً لشراء كشك صغير لبيع القرطاسية، ووجد ضالته في الحي الذي يسكن فيه.
كانت هناك مكتبة صغيرة للبيع، تفاوض مع صاحبها واشتراها منه فاكتشف بعد شهرين أن المشروع فاشل وأنه على وشك تبديد رأس المال الذي استثمره. وبالفعل سرعان ما أعلن إفلاسه وخسر كل أمواله التي اقترضها. تحول عمار عمر من صاحب مكتبة ومليونير حالم إلى “مديونير” وترسخت في نفسه فكرة أنه شخص فاشل.
بدأ التحول الكبير في حياته عندما قلّب سبب الخسارة على أوجهه واكتشف أنه لم يعمل دراسة جدوى مسبقة. كما لم يدرس المخاطر التي يمكن أن تواجهه. وبدأ يتساءل عن سبب تعثر مشروعه. لماذا نجح آخرون وفشل هو؟
فتح صفحات “الإنترنت” وراح يبحث في كيفية الوصول إلى الهدف. ووجد أن الدورات التدريبية وورشات العمل هي السبيل فدخل أكثر من دورة. وعندما اختمرت الفكرة في رأسه قرر العودة إلى عالم “البزنس” بدون رأس مال، أو بالأحرى برأس مال لم يتجاوز الـ 500 درهم.
فتح مشروعاً تجارياً متخصصاً في تصميم المواقع للشركات التي تحتاج إلى ذلك عبر “الإنترنت”، وكانت مهمته أن يلعب دور الوسيط، أي أن يتسلم العمل يرسله إلى متخصصين لتنفيذه، ويقوم هؤلاء بردّه إليه بعد الانتهاء منه. كان يقدم العمل جاهزاً إلى الشركة التي طلبته. فكرة في غاية البساطة.
وبدلاً من أن يستأجر مكتباً، اتفق مع شركة متخصصة في الإلكترونيات أن يعمل باسمها مقابل نسبة 15 بالمئة من الأرباح. ولم تمر سوى 4 أشهر حتى بدأ بتحقيق الأرباح. عندها بادر إلى الحصول على رخصة لتأسيس شركة خاصة به أطلق عليها اسم ” ماي تكنولوجي للخدمات الإلكترونية”، تختص في تصميم المواقع والتسويق.
أين هو عمار اليوم؟
أنهي دراسته العليا وحصل على “الدكتوراه” في العلاقات العامة وأسس شركة “رويال سكاي” التي تضم شركاته والشركات التي يشارك فيها. وهي ترتبط ببعضها بعضا، وتتوزع تخصصاتها ما بين تأسيس المواقع، وتطوير أنظمة المطارات، وتنظيم فعاليات ومعارض، ومجالات التسويق، وتجارة العقارات، وحتى انتاج المعدات الطبية. إن لكل شركة من شركاته اسماً مختلفاً عدا عن أنه يدير ثلاثة مطاعم، أشهرها “أي برغر”.
قرر عمار ألا يحتفظ بنجاحه لنفسه وأن يفيد أكبر عدد ممكن من الشباب العرب. وبدأ بتقديم الدورات حول كيفية تحقيق مشاريعهم، وذلك بعد أن انتشرت شركاته في معظم أنحاء العالم. لقد أصدر كتاباً بعنوان ” كتاب الأسرار السبعة للثراء السريع”، وهو اليوم أحد أوسع الكتب انتشاراً ورواجاً، ليقول للجميع إن سوق الأعمال هو علم له قواعده الخاصة.
للدكتور عمار عمر صفحته على “فيسبوك” وأكثر من مليون ونصف المليون معجب، و350 ألف متابع لقناته على “يوتيوب”، بالإضافة إلى صفحتيه في “إنستغرام” و”تويتر”.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-CA4