في عام 2015 حققت شركة “دبليو موتورز” (W Motors) شهرة عالمية، عندما شاهد الجماهير في السينما الممثل فان ديزل وهو يقود سيارة حمراء اللون، ويقتحم بها نوافذ ناطحة سحاب في الفيلم السابع من سلسلة أفلام “The Fast Saga”.
وكانت السيارة من طراز “Lykan Hyperspor”، وتبلغ كلفتها 3.4 مليون دولار، ووُصفت السيارة بأنها “أول سيارة خارقة عربية”، مع أن الشركة التي تتخذ من دبي مقراً لها صنعتها في الخارج.
والآن، تخطط شركة “دبليو موتورز” لإطلاق صناعة بأكملها، إذ أنها وضعت حجر الأساس لـ”حَرَم دبليو موتورز” (W Motors Campus) في يناير/كانون الثاني في المنطقة الحرة في واحة دبي للسيليكون، والتي تتواجد عند ضواحي المدينة.
وسيضم الموقع أول مصنع للسيارات الفائقة، ومختبر للأبحاث والتطوير، وأكاديمية لتطوير المواهب في صناعة السيارات.
وسيشغل الحَرَم، الذي تبلغ كلفته 100 مليون دولار، 120 ألف قدم مربع، ويعادل ذلك مساحة ملعبي كرة قدم، ومن المقرر أن يباشر في نشاطاته في الربع الأخير من هذا العام.
ويهدف المصنع أن يكون مُحفزاً يُشعل صناعة السيارات في المنطقة، وهي صناعة تحتاج إلى التطوير.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة “دبليو موتورز” المولود في لبنان، رالف دباس: “يجب على أحد أن يبدأ”، ثم أضاف: “هدفنا هو وضع الحجر الأول لبناء هذه الصناعة”.
ابتكارات عديدة منها سيارة “بيست باترول”
وفي البداية، كانت شركة “دبليو موتورز”، التي تأسست في عام 2012، تعمل في صنع نماذج محدودة من أجل المقتنين الأثرياء.
وسيتغير اتجاه تركيز الشركة في “حَرَم دبليو موتورز”، إذ من المقرر صنع حوالي 200 سيارة سنوياً في هذا الموقع.
ومن المركبات التي سوف يتم صناعتها هي سيارات “Fenyr Supersports”، ومركبات “جيب” للشرطة، وسيارات كهربائية، ومركبات ذاتية القيادة.
وتوصف سيارات “بيست باترول” بأنها “سيارات الشرطة الأكثر تطوراً في العالم”، إذ أنها مزودة بكاميرات التعرّف على الوجه، والتعرف على لوحات تسجيل المركبات، و طائرات “درون” بدون طيّار، وغيرها من الميزات.
وقال دباس: “لقد عملنا مع الشرطة لمدة عامين للتأكد من قابلية دمج مطالبهم في مركبة واحدة”.
وتمت إضافة هذا النموذج بالفعل إلى أسطول سيارات شرطة دبي المثير للإعجاب، وأشار دباس إلى أنه سيتم إنتاج حوالي ألفين سيارة في الأعوام المقبلة، ليتم توفيرها للقوات في دولة الإمارات العربية المتحدة، والمنطقة ككل.
وأوضح دباس أن الشركة سوف تكشف النقاب عن أول سيارة فردية خارقة كهربائية بحلول نهاية هذا العام.
ومع أن دباس يلتزم الصمت بشأن المركبة الجديدة، إلا أنه ذكر أنها ستتمتع بـ”جماليات مستقبلية”، وسيتم بيعها مقابل أقل من مليون دولار.
بناء صناعة بأكملها
وبعد المباشرة في التصنيع، تتجسد المرحلة الثانية من مشروع الحََرَم في إنشاء أكاديمية لتدريب الطلبة في تخصصات السيارات.
وتسعى الأكاديمية إلى التواصل مع مؤسسات التعليم الرائدة في هذا المجال في الولايات المتحدة الأمريكية، وأوروبا.
ويرى دباس أن الأكاديمية تمثل خطوة نحو تطوير صناعة سيارات قابلة للنمو في البلاد والمنطقة من أجل معالجة النقص الحالي.
ويرى خبير صناعة السيارات ومحرر مجلة “eVISIONS”، سايمون دوفال سميث، أن الإمارات تتمتع بمزايا تنافسية، ومنها تكاليف العمالة الرخيصة، وموارد الطاقة الرخيصة، ونظام ضريبي جذّاب من شأنه جذب المهندسين من جميع أنحاء العالم.