مجلة مال واعمال

قراءة في ما بعد أزمة كورونا

-

الصين كقوة اقتصادية
امريكا تجمع القوتين السياسية والاقتصادية وباعتقادي ان الصين لن تستطيع ان تمارس عمل الحارس الدولي على مصالح الإنسانية جمعاء، فنتاج الحضارة الأمريكية اكثر قبولا وإبهارا للعالم وهي مهد الابتكار والتقنية . على جميع الأصعدة تتفوق امريكا على الصين والمقومات الاقتصادية ومعظم الاستثمارات الأجنبية في الصين هي شركات أمريكية
وجزء كبير من احتياطيات الصين النقدية تستثمرها في سندات الخزينة الأمريكية .
الاقتصاد الصيني ينتج صناعات خفيفة ترتبط بمواصفات اقل حودة من المنتج الأمريكي ، تفوق الجامعات الأمريكية في الطب والاقتصاد والعلوم ، ومنتجاتها معولمة اكثر ، جميع البراندات brands التي تغزو العالم أمريكية الصنع
لا يوجد براندات صينية و إنما هي في الأصل تقليد للماركات الأوروبية والأمريكية . هواوي سعره اقل ب ٥٠٪؜ عن الأيفون وهذا يعكس مزاجية المستهلك العالمي وتفضيلاته وميوله .
مطاعم الوجبات السريعة وقوائم الطعام الأمريكي والغربي تتصدر موائد دول العالم على عكس الصين وما تأكله فهو لا يروق ولا يلقى اهتمام من المستهلك العالمي والملابس والموضة والصرعات كلها أوربية واميركية ولن تكون صينية .
أميركا وجهة سياحية وتعليمية لكل دول العالم ولغتها الأولى عالميًا ونسبة كبيرة من طلاب المنح في أميركا هم من الطلبة الصينين ولم يكن هناك حركة علمية بالاتجاه المعاكس في الصين.
بالنسبة للدولار حيث سيشكل انهياره فشل النظام الاقتصادي العالمي ودخوله في نفق مظلم سيعيد العالم إلى فوضى المدفوعات النقدية والتسويات العالمية لما قبل ٨٠ عام أي قبل إنشاء الصناديق الدولية والبنوك الدولية .
لا نحب سياسة أميركا وتبجحها وعنطزتها وظلمها وتآمرها على العالم ولكن نشتهي وصلها والتعامل معها والاستفادة من حضاراتها ومخرجاتها التكنولوجية والاستهلاكية والعلمية والطبية ومساعداتها الدولية وتعوض عجز العالم في حماية نفسه و انتاج ما يناسبه .
الصين وتحالفاتها مع المعسكر الشرقي ماثلة في ذهن المواطن الدولي ولن تقبل دول العالم العودة للمربع الأول والحرب الباردة والمعسكر الشيوعي وتفتيت العالم إلى كانتونات شيوعية على الرغم من إعجابي بتطور روسيا عسكريا ولكنها عاجزة اقتصاديا على قيادة العالم حتى لو شاركتها الصين ثقل المسؤولية .
أوروبا بعد ان تصحى من ضربة كورونا ستعيد تشكيل حساباتها ومصالحها ولكن كرهها لروسيا لن يجعلها تقبل التحالف مع الصين والاختلاف مع أميركا
فالعالم يسير وفق مصالح وتشابكات لا تدار بالهجيني العربي
اعتقد ان كورونا سيكون صعود أمريكي جديد وهيمنة وسيطرة إضافية للعم سام