قاتل مأجور يعترف: “قتلت الآلاف بدون سلاح”.. كيف فعل ذلك؟

منوعات
17 يناير 2016آخر تحديث : منذ 8 سنوات
قاتل مأجور يعترف: “قتلت الآلاف بدون سلاح”.. كيف فعل ذلك؟
3

قاتل محترف لم يستخدم أي نوع من الأسلحة النارية أو المتفجرات، لكن عمله ونظرائه من القتلة المأجورين أودى بحياة الآلاف، وأدى، ولا يزال، إلى إفلاس دول ونهب ثروات طائلة.

هذا القاتل المأجور هو أحد أفراد المهمات الخاصة وغير التقليدية للولايات المتحدة، شارك في عمليات كبرى في مختلف أنحاء العالم، وكشفها في كتاب سيرة ذاتية، صدر في العام 2004 بعنوان “اعترافات قاتل اقتصادي مأجور”.

مارس الخبير الاقتصادي جون بيركنز دور “القاتل المأجور” في شركة الاستشارات الهندسية “Chas T. Main” بين عامي 1971 -1981. وحصل على وظيفته هذه، بحسب شهادته، بعد أن اجتاز اختبارات قبول أمام وكالة الأمن القومي الأمريكية “NSA”.

وطوال 10 سنوات عمل المستشار الاقتصادي جون بيركنز ضمن فريق من “القتلة المأجورين”، يتميزون بمواهب استثنائية وقناعات راسخة ومعرفة اقتصادية واسعة لصالح الشركات الأمريكية الكبرى.

وكان دوره يتمثل في تدمير اقتصاديات دول العالم الثالث عبر إقناع قادة الدول “المتخلفة” بالاقتراض لتنفيذ مشاريع البناء والإعمار والتنمية في بلدانهم، بحيث تتم التعاقدات مع شركات أمريكية وبكيفية تعطي واشنطن نفوذا سياسيا، يتيح لها السيطرة على الموارد الطبيعية لهذه الدول.

ويوضح القاتل المأجور السابق في كتابه بأن أموال القروض في الأصل لا تصل أبدا إلى الدولة الدائنة، بل تذهب إلى الشركات الاحتكارية لتنفيذ المشاريع المختلفة، لافتا إلى أن مثل هذه الدول في الغالب تعجز عن سداد هذه الديون لضخامتها، ولذلك تتم مقايضتها عبر القتلة المأجورين بوسائل متنوعة منها بيع النفط للولايات المتحدة بأسعار زهيدة، أو بخصخصة مؤسسات البنية التحتية وبيعها للشركات الأمريكية، أو السماح ببناء قواعد عسكرية أو إرسال قواتهم إلى حيث تريد واشنطن.

هذه العمليات السرية قام بها بيركنز وأمثاله من القتلة الاقتصاديين المأجورين من خلال عملهم كحلقة وصل بين البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ووزارة الخارجية الأمريكية والشركات الاحتكارية الأمريكية الكبرى وحكومات دول إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط.

وتكشف أسرار هذا القاتل الاقتصادي المأجور السابق، آلية الولايات المتحدة في التعامل مع العالم الثالث وروافد سياساتها ومواقفها من أنظمة هذه المنطقة، سابقا ولاحقا.

فكيف نفذ “القاتل المأجور” مهماته؟ ولماذا أفشى أسرار “مهنته” السرية و”خان” مصالح بلاده؟ ولماذا سُمح له بأن يفعل ذلك؟ وإلى أي حد يمكن الوثوق بالمعلومات التي يسردها عن هذا النوع من “المؤامرات”؟.

ومن بين العمليات التي سرد تفاصيلها جون بيركنز، واحدة في الأكوادور وأخرى في بنما عام 1981.

كان بطل الأولى، الرئيس الإكوادوري المنتخب ديموقراطيا جيمي رولدوس الذي أراد استعمال عائدات النفط لصالح شعبه، فلم يرض ذلك واشنطن، بحسب بيركنز الذي أُرسل في مهمة الى هناك في محاولة لإثناء رولدوس عن مخططاته ورشوته وتهديده.

المهمة فشلت لأن الرئيس الإكوادوري رفض الاستماع إلى نصائح بيركنز، فقُتل في كارثة جوية بعد أن عجز الأمريكيون عن رشوته.

ووقعت العملية الثانية في بنما مع الرئيس عمر توريخوس، الذي رد على محاولة بيركنز رشوته بالقول: “لا حاجة لي للأموال. ما يهمني هو أن يتم التعامل مع بلادي بعدالة وأن يستعيد شعبنا قناة بنما، وأن نسدد القرض الذي أعطيتموه لنا لإعمار ما دمرتموه هنا، فلا تحاول شرائي”.

قتل توريخوس هو الآخر في كارثة جوية، حيث اغتالته الاستخبارات المركزية بحسب بيركنز الذي يؤكد أن أحد حراسه سلّمه في آخر لحظة قبل صعوده إلى الطائرة، آلة تسجيل صغيرة زُرعت بها قنبلة.

يشير “القاتل المأجور” في شهادته إلى أن هذه المهنة برزت الحاجة إليها بعد حادثة الإطاحة بمحمد مصدق رئيس وزراء إيران بين عامي 1951 – 1953 الذي حاول التخلص من سيطرة الاحتكارات الغربية بتأميم شركات النفط، فكان أن أرسلت واشنطن إلى طهران ضابطا في الاستخبارات الأمريكية هو كريميت روزفلت مع عدة ملايين من الدولارات في عملية انتهت بإسقاط مصدق.

هذه التجربة الخطرة، نبهت الأمريكيين إلى ضرورة الاستعانة بمستشارين خاصين في تنفيذ مهمات شراء الذمم بدلا من عملاء الاستخبارات، حتى لا تحدث مضاعفات دولية في حالة القبض عليهم

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.