تزايد دور المرأة العاملة في الاردن في السنوات الاخيره ، وخاصة في ميادين التجارة والاستثمار ، رغم كل الظروف الصعبة التي أعاقت من تطور سيدات الأعمال ومشاركتهن بالأعمال التي كانت تعتبر حكراً على الرجل فحسب ، مما دعى إلى ضرورة تبني فكرة دعم شؤون المرأة وميادين أعمالها التجارية والاستثمارية والدأب على مساعدتها ليس لكونها سيدة أعمال فحسب بل لما تمثله من مشاركة فعالة ورئيسية للاقتصاد الوطني الذي بات تطويره من الواجبات لمواكبة المتغيرات العالمية … هنا ..من منبر مجله مال وأعمال نقدم انموذجا يحتذى لسيدات الاعمال اللواتي نفتخر بهن وبعطائهن المستمر..
السيده هند عبد الجابر …كانت الابنة البكر لوالدها رجل الأعمال والتجارة المرحوم موسى زكي الأيوبي … عالمها الأعمال والعطاءات والأرقام والبيع حتى ظنت وفي طفولتها المبكرة إن الدراسة الجامعية والعمل الوحيد هو الأعمال والتجارة فقط..فاستقت منها ابجديات هذه المهن .. وتعلقت بها … دخلت كلية الأعمال/ جامعة القاهرة/….وتسلمت محلات والدها للأدوات الكهربائية في وادي السير فور تخرجها وأصبحت من الأردنيات الرياديات في قطاع التجارة وعمرها لم يتجاوز 21 سنة.. ثم تزوجت من رجل الاقتصاد المرحوم الدكتور تيسير عبد الجابر ورافقته في درب الأعمال والاقتصاد.
السيده هند الايوبي عبد الجابر تترأس المركز الإنمائي الأردني حاليا وهي عضو مجلس كلية العلوم في الجامعة الاردنية كما كانت عضو مجلس التعليم العالي وقد شغلت مؤخرا منصب عضو المجلس الاقتصادي والاجتماعي .
وتقول السيدة هند إن المراكز والمناصب التي احتلها المرحوم زوجها جاءت لتتوج اهتماماتها وتصقلها معرفة وخبرة … حيث تبؤات منصب رئيسة الاتحاد الوطني لصاحبات الأعمال في العام 1976ومن أهدافه رفع مستوى أداء المرأة الأردنية في مختلف المهن والأعمال التي تتولاها، وتشجيع المرأة على تحمل مسؤولياتها في المجتمع بما يدعم مسيرة التنمية الإقتصادية والإجتماعية والسياسية والثقافية وإيجاد فرص متكافئة في هذه المجالات، والسعي لرفع مكانة المرأة الأردنية في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وتوثيق أواصر التعاون بين الهيئات التطوعية والنسائية في الأردن والهيئات العربية والدولية المماثلة، وتأسيس مشاريع تحقق الأهداف.
وترأست نادي عمان واسست أول حاضنة أعمال للمشاريع الصغيرة عام 1990 وألان تدير مشروعها الخاص المركز الإنمائي الأردني … وعضو مجلس التعليم العالي وعضو في غرف التجارة والصناعة وجمعية رجال الأعمال بالإضافة إلى العديد من النشاطات التطوعية مع منظمات المجتمع المدني وناشطة في مجالات المرأة.
وحول الصفات التي يجب ان يتحلى بها الإنسان لينجح في مجال الأعمال والتجارة قالت:
أولا :يجب أن تكون لديها أو لديه خلفية ريادية وروح المبادرة ومؤمن بعمله يعني «يعمل من قلبه وروحه … والتحصيل العلمي الذي يصقل عمله إضافة إلى التجربة والخبرة وروح التنافسية ومتابع للسوق ولديه استشراف مستقبلي لكل شيء.
التحديات التي تواجه المرأة في قطاع الأعمال ..
باعتقادي لا فرق بين الرجل والمرأة، المهم هنا قضية الكفاءة والقابلية الدائمة للتعلم، ولكن تواجه سيدات الأعمال معضلة ضمان البنوك فالسيدات اغلبهن لا تكون الممتلكات باسمهن ولكن مربوطة بالأسرة لذلك نركز هنا على قضية الاستقلال المالي للمرأة بالإضافة إلى ضعف تمثيل المرأة في الغرف التجارية والصناعية وعدم وجود التشريعات المنصفة للمرأة وخاصة في قانون العمل .
توظيف المرأة المتزوجة ..
أحيانا لا يستطيع صاحب العمل إن يعطي مسؤوليات أعماله وإنتاجه لامرأة كل سنة تأخذ إجازة أمومة ثلاثة أشهر ….طبعا من غير المعقول أن يحملها مسؤولياته فعمله حتما سيتأخر .. واذكر عندما كنت مع الاتحاد الوطني لصاحبات الأعمال واجهنا هذه القضية واقترحنا أن تعطى الأم العاملة لأول طفل إجازة أمومة مدفوعة الأجر مدة ثلاثة أشهر ولطفلها الثاني ولكن طفلها الثالث يكون عليها يعني غير مدفوع الأجر. ولكن لها حق العمل المنصوص بالقانون والذي يكفل لها حياه كريمه وتفعيل دورها كشريك اساسي في سوق العمل وحماية حقوقها داخله .
تأثيرخروج المرأة للعمل على بنيان الأسرة ..
اسمع كثيرا مقولات في هذا الإطار …فمنهم من يقول إذا خرجت المرأة من البيت يدمر.. وان المرأة خرجت للعمل لتأخذ مكان الرجل … باعتقادي هذه مقولات تنمط المرأة وتهمشها فالمرأة وكما أكد جلالة الملك عبد الله الثاني: « إن المرأة شريكة للرجل خاصة في مجتمع نامي وفتي ومتطور فيجب أن توظف طاقته كاملة لتكون لدينا تنمية شاملة ومستدامة ترقى بالوطن .
ولاحظي مثلا إن الأم الطبيبة والأب الطبيب حتما طفلهم هو طبيب أيضا والمرأة الأكاديمية والأب الأكاديمي أطفالهم أذكياء ومتفوقين …وهكذا
ما هي المشاريع الناجحة والمضمونة باعتقادك؟
هناك دراسة أجراها المركز الإنمائي الأردني ذكرت ان أنماط العمل الجديدة والناجحة في الأردن تتركز في مجالات الخدمات التعليمية والصحيه والسياحيه فيها وما يرافقها من خدمات البنية التحتية لهذه … والقطاع الصحي وهو قطاع كبير ومتطور جدا بالأردن وبحاجة لطاقات هائلة ومتخصصة أيضا. ولا ننسى الصناعة الهائلة التي من الممكن أن تقوم حول هذين القطاعين فهناك مشاريع لمدخلات الطب والتعليم والسياحة …ونلاحظ مثلا موضوع صناعة الدواء الأردني الذي حقق جودة ومنافسة .. ومدخلات السياحة الكبيرة جدا …من فنادق ومنتجعات وطيران ونقل ومختلف المرافق التي تحتاج لكوادر متعلمة خاصة تركز على التمكن من عدة لغات وهو قطاع واعد ..خاصة مع فوز مدينة البترا الوردية من عجائب الدنيا السبع …
أنشطة المركز الإنمائي الأردني ومن أهم مبادئه العمل على رسم السياسات الاقتصاديه
تتركز أنشطة المركز في إعداد الدراسات الاقتصادية والسكانية والاجتماعية ودراسات الجدوى الاقتصادية والمالية والفنية للمشاريع وتنفيذ برامج تدريبية في مجالات الاقتصاد والمرأة وتقديم الاستشارات التسويقية والإدارية والفنية بالإضافة إلى إدارة منتدى السياسات الاقتصادية. وبرنامج تطوير القيادات الشبابية في الجامعات الأردنية لطلبة الجامعات عقد الندوات والدورات التدريبية، وإجراء البحوث والدراسات المتعلقة بالأنشطة الشبابية وتوثيقها.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-30S
