spot_imgspot_imgspot_imgspot_img
الرئيسيةتحت المجهرفي ذكرى رحيل الحسين العظيم... عهد لا ينكسر وولاء لا يغيب للعرش...

في ذكرى رحيل الحسين العظيم… عهد لا ينكسر وولاء لا يغيب للعرش الهاشمي

تحلّ علينا ذكرى رحيل قائد عظيم والباني الأول للدولة الأردنية الحديثة، المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، فتنبض القلوب وفاءً، وتشرق الذاكرة بصور زعيم استثنائي تجاوز حدود الزمان والمكان، ليكون رمزًا خالدًا لحكمة القيادة، وشجاعة الموقف، ونقاء الانتماء.
ذكرى لا تمرّ كأي حدث عابر، بل توقظ في قلوب الأردنيين مشاعر الوفاء والاعتزاز، وتعيد للأذهان صورة قائد استثنائي عاش لأجل وطنه وأمته، فكان فارسًا نذر حياته لحماية الأردن وبنائه، وأبًا حنونًا حمل هموم شعبه في قلبه.
لم يكن الحسين، رحمه الله، مجرّد زعيم أو ملك يجلس على عرش، بل كان روح الأمة وضميرها.
فارسًا مقدامًا في ميادين السياسة والدبلوماسية، وإنسانًا متواضعًا قريبًا من أبناء شعبه، يجالسهم ويشاركهم همومهم وأفراحهم.
كان الرجل الذي لا تنكسر عزيمته أمام الأنواء، والقائد الذي حمل آمال الأمة وأوجاعها في زمن عصف بالمنطقة وأرهق شعوبها.
لقد رسم الحسين بوصلة النهضة الحقيقية للأردن، فأرسى دعائم دولة حديثة تقف شامخة وسط التحديات، قائمة على أسس العدالة، والوحدة الوطنية، والعزيمة التي لا تلين.
علمنا أن الوطن ليس مجرد جغرافيا، بل عقيدة راسخة تسكن القلوب، ومسؤولية يتوارثها الأجيال.
ورغم العواصف التي هبّت على الأردن، ظل الحسين صامدًا، يقف كالسد المنيع أمام التحديات.
جعل من الأردن واحة للأمن والاستقرار، وصوتًا للسلام في زمن عزّ فيه السلام. لم يكن ذلك من باب التنازل، بل إيمانًا عميقًا بالحق والعدل، الذي لم يساوم عليه أبدًا.
واليوم، ونحن نستذكر تلك المسيرة الزاخرة بالعطاء، نجدد العهد بأن الراية التي رفعها الحسين ستبقى خفاقة في يد قائدنا المفدّى، جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين. قائد حكيم ورث عن والده الإرادة الصلبة والرؤية الثاقبة، ومضى على نهج البناء والتمكين، مؤمنًا بأن الأردن يستحق الأفضل دائمًا.
لقد حمل الملك عبدالله الثاني الراية بثقة وعزم، فكان صوت الحق في المحافل الدولية، وصانع السلام الذي لا يفرّط في كرامة الوطن أو حقوق أمته.
مدّ جسور الثقة مع العالم، وقاد مسيرة البناء والتطوير بإخلاص لا يعرف الكلل. كان حاضرًا بين شعبه، يسمعهم ويشاركهم تطلعاتهم، حريصًا على أن يبقى الأردن قويًا بأبنائه، شامخًا بمبادئه، ومستقرًا رغم التحديات.
رحم الله الحسين، الذي ترك فينا إرثًا خالدًا من العزة والحكمة، وأبقى الأردن عزيزًا تحت ظل الراية الهاشمية. إن ذكراه ليست مجرد محطة تاريخية، بل نبراس يُضيء طريقنا، ورسالة متجددة تدفعنا لنكون أوفياء لهذا الوطن، كما أراده الحسين قويًا بعزيمة أبنائه، ومزدهرًا تحت قيادة ملكٍ حكيمٍ يحمل في قلبه همّ شعبه وطموحه لغد أفضل.

مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة

error: المحتوى محمي