من برج إيفل في فرنسا إلى معلم الإبرة الفضائية في سياتل بالولايات المتحدة، تركت معارض “إكسبو” العالمية العديد من الهياكل الأيقونية. وبما أن دبي تخطط لإعادة استخدام 80% من البنى التحتية المخصصة لمعرض “إكسبو 2020” المُنتظر، تعرّف إلى المباني التي سوف تُصبح بمثابة رموز جديدة للمدينة.
وبعد 6 أعوام من التحضير، وميزانية تصل إلى 8 مليارات دولار، لا يفصلنا عن معرض “إكسبو 2020” المنتظر إلا بضعة أشهر، إذ أنه سيفتح أبوابه في 20 أكتوبر/ تشرين الأول من هذا العام.
وقال الرئيس التنفيذي للتطوير والتسليم العقاري في إكسبو 2020 دبي، أحمد الخطيب إن المعرض سيكون “استمراراً لسلسلة العجائب المعمارية التي شهدها إكسبو الدولي على مدى تاريخه، حيث سيضم معالم معمارية جديدة بُنيت لتظل قائمة بعد أشهر انعقاده الستة”.
معالم معمارية جديدة في دبي
وتلعب الاستدامة دوراً كبيراً في “إكسبو 2020″، فسيتضمن الحدث العديد من المباني التي “تميزها سمات تحقق الاستدامة”، بحسب ما قاله الخطيب.
وليس ذلك أيضاً، إذ أكّد الخطيب أن أكثر من 80% من منشآت المعرض ستظل قائمة حتى بعد إسدال الستار على فعالياته، وذلك حتى تكون جزءاً من المدينة المستقبلية “دستركت 2020”.
وأكّد الخطيب قائلاً: “ستتألق خلال الحدث الدولي العديد من المباني المُبهرة، الأمر الذي سيعزز مكانة دبي كوجهة للإبداع المعماري”.
وستكون ساحة الوصل المعلم الرئيسي في قلب المعرض، ومن المقرر أن تستضيف الساحة عدداً من الفعاليات والاحتفالات الضخمة خلال فترة الحدث وبعدها.
وتتميز الساحة، من تصميم “أدريان سميث + الشركة المعمارية غوردون جيل”، بقبة فولاذية استدعت عملية بنائها أكثر من مليون ساعة منذ ديسمبر/كانون الأول من 2017.
وسوف تشكل القبة لدى اكتمالها شاشة عرض بنطاق 360 درجة توفر تجربة عرض غامرة للزوار.
وسيتضمن المعرض أيضاً جناح التنقل الذي يُظهر للزوار كيفية قيادة التنقل لنمو البشرية “منذ فجر التاريخ وحتّى العالم الرقمي المترابط اليوم”، بحسب تعبيره.
وصُمم الجناح من قبل شركة “فوستر وشركاه” البريطانية، ويستحضر تصميمه الديناميكي مفهوم الحركة والتنقل.
ويعرض جناح التنقل تقنيات التنقل الحديثة التي تُحدث تحولاً في طرق عيشنا عبر وسائل مثل الذكاء الاصطناعي، والبيانات الضخمة، والروبوتات، وغيرها.
ومن مميزات هذا الجناح هو احتضانه لأكبر مصعد في العالم، والذي يمكنه استيعاب 160 شخصاً.
الاستدامة تتجسد في “إكسبو 2020” بدبي
وسيرى المرء أهمية الاستدامة في المعرض من خلال هياكل مختلفة، ومنها جناح الاستدامة ” تيرّا”، والذي يعني اسمه باللغة اللاتينية “كوكب الأرض”.
وقال الخطيب: “سيكون جناح الاستدامة مثالاً لتصميم المباني المستدامة، حيث سيبقى ضمن إرث إكسبو 2020 دبي بعد الحدث، وسيتحول إلى مركز للأطفال والعلوم”.
ويأخذ هذا الجناح، من تصميم شركة “غريمشو أركيتكتس”، الزوار في رحلة تلهمهم لبناء مستقبل أفضل وأكثر استدامة.
وتنعكس الاستدامة في مختلف جوانب الجناح، مثل مظلته المزودة بأكثر من ألف لوحة شمسية، والتي يصل قطرها إلى 130 متراً، والتي سوف تُستخدم لتوليد الكهرباء خلال اليوم.
وقال الخطيب: “ستدور أشجار الطاقة المزودة بألواح شمسية لتواجه الشمس مثل زهرة دوّار الشمس”.
وسوف يستخدم جناح المبنى، الذي يصل مساحته إلى 25 ألف متر مربع تقريباً، تقنيات ريّ مبتكرة تتضمن نظام لإعادة تدوير المياه الرمادية، ونباتات محلية لخفض استهلاك المياه بنسبة 75%.
ويتضمن الجناح “شجرة مياه” ستقوم بإنتاج الماء من الرطوبة في الجو، كما ستوفر مظلة الجناح تهوية طبيعية للباحة.
ومن أدق التفاصيل إلى المباني الضخمة، أشار الخطيب إلى أنه لم يوضع أي تصميم في المعرض من غير تفكير مسبق في معنى أعمق.