«ريتا حداد» موظفة وهي ام لطفلين تروي قصتها معهما فتقول: «اضع طفليّ في الروضة، وحين تأخذ الروضة عطلتها السنوية اشعر بعبء كبير لم اكن معتادة عليه، فانا اتحرج من وضعهم عند «حماتي»، فالاطفال يحتاجون لعناية كبيرة، وحماتي لا تستطيع تحمل هذا الجهد الاضافي، حيث يحد وجودهم عندها من زياراتها الاجتماعية ، لاسيما ان وقت عودتي للبيت هو الساعة الثالثة عصراً، وهو وقت طويل لاترك ابنائي في اي مكان، ومن هنا فانني ارى في عطلة رياض الاطفال عائقا يؤثر كثيراً على حياتي العملية، فعطلتهم ليست بقصيرة ولا يستهان بها ابداً».
النادي الصيفي
«سهى الحلو» وهي ام ولديها طفلة تبلغ من العمر خمس سنوات، تعمل سهى وتعود الى المنزل في الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر، وتجد سهى ان هنالك حلولا في حالة اجازة الروضة الا وهي النوادي الصيفية، الا ان الحاق الطفل بالنادي الصيفي يشكل عبئاً مادياً اضافياً على الاهل، وخصوصاً ان فترة الاجازة ليست بقليلة، وهنا انوه الى ان النوادي الصيفية تقوم بتعليم الطفل مهارات حياتية، واعمال يدوية، ومهارات يستفيد منها الطفل بحياته العملية، وهو بذلك لا يمل ابداً بسبب المنهاج المتنوع والقائم على الاستفادة والتعليم.
وتشير «الحلو» الى ان النوادي مكلفة مادياً، وتقول ان اقل نادٍ يكلف 70 ديناراً في الشهر، واذا علمنا ان العطلة تمتد لاكثر من شهرين ونصف الشهر فلنا ان نتخيل المبلغ الذي يجب ان تدفعه العائلة للنادي الصيفي، وتضيف لا يجب ان ننسى امراً مهما الا وهو ان النوادي ممكن ان توفر المواصلات للاطفال ومن الممكن ان لا توفرها، وبالتالي كيف سيؤمن الاهل المواصلات وهم مرتبطون في العمل، اذ ان معظم النوادي ينتهي وقت دوامها بالاغلب الساعة 12 ظهراً، واما دوام الامهات فانه لا ينتهي قبل الثالثة بعد الظهر، ومن هنا نجد ان هذه النوادي لا تحل المشكلة.
حل بالنوادي الصيفية
اما مديرة روضة مدارس الرضوان «رويدا ابو راضي» فتقول: هنالك بعض الحضانات التي تستقبل اطفالاً بسن الروضة، وبالتالي هذا يعتبر حلا من الحلول لهذه المشكلة، اما ان لا تعطل الروضة خلال السنة فهذا غير ممكن، فالروضة تحتاج الى وقت من اجل الصيانة والاستعداد للعام الجديد، وهذه الاصلاحات تتم في مرحلة العطلة.
المشرفة التربوية «اسمه مسالمه»، في جمعية العابورة، التابعة لجمعية المركز الاسلامي تقول: نعمل على استقبال الاطفال في مرحلة الرياض ولمدة شهر وبواقع ثلاثة ايام في الاسبوع وحتى الساعة 12 يوميا، ونعلمهم كيفية قراءة القرآن الكريم، وأنشطة اخرى تتضمن القيام برحلات مختلفة الى مناطق معينة، والرسم بالالوان وطرح مسابقات عدة لتنشيط الحالة الذهنية للاطفال وبرسوم لا تتعدى 12 دينارا شهريا، ونستقبل الاطفال الايتام دون ان نأخذ منهم رسوما.
«عدم وجود مرجعيات للطفل»
الاخصائية الاجتماعية رانية الحاج علي، ترى ان هذه المشكلة مهمة جداً ويجب ان يكون هناك حلٌ وبديلٌ للرياض في فترة عطلتها، وتقول: إن الامر لا يقتصر فقط على العطلة ذاتها، فما يهمنا هو الطفل، فهو الوحدة التي نهتم بها في هذه الحالة، فالقضية لايجب ان تكون اين نضع الطفل حتى نجد حلا لغياب والدته في العمل فقط، بل ان الامر هو كيف نربي هذا الطفل ونعلمه في بيئة صحية اجتماعيا. وتضيف ان اختلاف مرجعيات الطفل تجعله متخبطا في عاداته، ومن الصعب جعله ليناً في سلوكه، وبالغالب الاهل عندما لا يجدون مكانا لايواء الطفل يبعثونه الى الاقارب، وكل اسرة لها عاداتها وطرق تفكيرها، ومن هنا يكتسب الطفل العديد من العادات، ويؤثر هذا على علاقته بأمه وابيه واسرته نظرا لانه سينعكس ما يتعلمه من الاسر المختلفة التي يمكث لديها، في سلوكه؛ ويصبح سلوكاً مزعجاً».
ماجد ابو طير -الدستور