استبعد الشيخ فيصل بن سلطان القاسمي رئيس مجلس إدارة البنك العربي المتحد أن يكون لانخفاض أسعار النفط آثار سلبية بعيدة المدى على الدولة والمنطقة، معتبراً أن الانخفاض «فرصة حقيقية» للبحث عن مشروعات وفرص استثمارية جديدة ومختلفة تتيح لرجال الأعمال والمستثمرين الاستفادة من هبوط أسعار كثير من السلع والمواد الأساسية والخدمات الأخرى من أجل تنفيذ مشروعاتهم بتكاليف مادية أقل.
وأشاد بفعالية الاستراتيجية الجديدة التي اعتمدها البنك خلال العام الجاري، التي انعكست على تحقيق أرباح فصلية جيدة مؤخراً، مشيراً إلى البدء بتطبيق المرحلة الثانية من الاستراتيجية في 2017.
وأكدَ في حوار خاص مع وكالة أنباء الإمارات (وام) أن «التوطين» واجبٌ وطني واستثمارٌ حقيقي في مستقبل المواطن والوطن.وكان يكثر الحديث مؤخراً عن تداعيات انخفاض أسعار النفط على الأوضاع الاقتصادية في الدولة والمنطقة، وبالرغم من أنه لا يمكننا الاستهانة بتأثير هذا الانخفاض، ولكنني لطالما رأيت أن في صميم كل أزمة تكمن فرص نجاح إذا أحسن استثمارها.
وقال إن انخفاض أسعار النفط يؤدي إلى هبوط أسعار كثير من السلع والمواد الأساسية والخدمات الأخرى، وذلك يعني انخفاض التكاليف المادية للمشروعات الاستثمارية التي ينبغي على رجال الأعمال والمستثمرين الاستفادة من تنفيذها في ظل هذه الظروف.
وأعرب عن يقينه من أن رجال الأعمال والمستثمرين في الإمارات قادرين على التكيف والتعامل مع الأوضاع المؤقتة، وكمثال على ذلك أذكر أزمة عام 2008 التي أصابت العالم الاقتصادي أجمع، حيث تمكن اقتصادنا المحلي من اجتياز هذه الأزمة بنجاح.
وقال إن نجاحنا في مواصلة الزخم الإيجابي خلال الربع الثالث جاء بفضل إستراتيجية إعادة الهيكلة، إذ سجل البنك أرباحاً صافية بلغت 88 مليون درهم خلال الأشهر التسعة المنتهية في 30 سبتمبر 2016، بزيادة بلغت نسبتها 22% مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي، مرتكزاً بذلك على قوة رأس المال ومعدلات السيولة الجيدة. وجاءت هذه النتائج بفضل نجاح البنك في خفض التكاليف التشغيلية بنسبة 19%، وزيادة حجم الأعمال الجانبية للشركات.
وقال إننا في ضوء التقدم الذي تحقق حتى تاريخه، فإننا واثقون من قدرة البنك على تحقيق خفض في النفقات بنسبة تفوق 20% لهذا العام، مع مواصلته جني فوائد الانتقال إلى نموذج أعمال أكثر كفاءة مدعوماً بهيكل تنظيمي فعّال.
عائدات وتوقع أن يحقق البنك عائدات مجزية على ضوء هذه المتغيرات والنهج المتعلق بتطوير التعامل مع شرائح المتعاملين والمنتجات والنظم والعنصر البشري وفق أحدث ما وصلت إليه التقنية في العالم.
خدمات اسلاميةوقال إننا لم نغفل الإمكانيات الكبيرة الكامنة في نظام الخدمات المصرفية الإسلامية، وهي واحدة من أسرع القطاعات نمواً في مجال التمويل المصرفي في دولة الإمارات، بل وفي العالم كله، وإدراكاً منا واحتراماَ لرغبة عملائنا المتزايدة بتوفير معاملات مصرفية ومالية متنوعة متوافقة مع مبادئ الشريعة الإسلامية أطلقنا عام 2010 وحدة خاصة للخدمات المصرفية الإسلامية انطلاقاً من الحرص على تلبية احتياجات العملاء، إلى جانب بناء علاقة طويلة الأمد معهم.
التزام بالتوطين
أكد الشيخ فيصل بن سلطان القاسمي أن البنك حريص على الالتزام بتوجيهات وتوصيات القيادة الحكيمة لدولة الإمارات العربية المتحدة المتعلقة بنسبة توطين الوظائف في كل مؤسسة وشركة عاملة في الدولة، وهو ما حرصنا على تحقيقه خلال الأعوام الماضية سواء في نسبة الوظائف الدنيا أو المتوسطة أو المناصب العليا، مشيراً إلى ان بداية عملية التوطين كانت منذ وقت طويل.