في أعقاب فضيحة شركة تحليل البيانات كامبريدج أناليتيكا التي شهدتها الشبكة الإجتماعية فيسبوك وتسببت بردود فعل قوية من قبل مستخدمي المنصة، وفي الوقت الذي يشعر فيه أصدقاؤك بالقلق حيال استخدام بياناتهم الشخصية بدون إذن لا بد أنك تشعر بالأمان تبعًا لعدم قيامك بتسجيل حساب لدى الخدمة وأن معلوماتك الشخصية ما تزال خارج براثن فيسبوك.
ويبدو أن الأمور ليست كذلك، إذ تبين أن شبكة فيسبوك تعمل على جمع أكبر قدر ممكن من البيانات لأكبر عدد ممكن من الأشخاص، وذلك في سبيل توفير إعلانات مستهدفة بدقة، ولهذا الغرض تحصل الشبكة الإجتماعية على معلومات عنك من مصادر عديدة، وليس فقط من ملفك الشخصي على المنصة، إذ خلال شهادة مارك زوكربيرج المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة صرح بأن شركته تتبع مستخدمي الإنترنت الذين لم يشتركوا في فيسبوك.
وأجاب زوكربيرج في رد على سؤال من Ben Ray Luján ممثل مقاطعه نيو مكسيكو في الكونغرس بأن شركة فيسبوك تتبع غير المستخدمين لأسباب أمنية، وهذا يعني أن غير المشتركين ليس لديهم أدنى فكرة عن المعلومات التي حصلت عليها فيسبوك عنهم، مما شكل مصدر قلق للمشرعين في الكونغرس، الذين قد يضعون قوانين جديدة يجري تطبيقها ضد منصة التواصل الاجتماعي وغيرها من المنصات المشابهة من حيث المبدأ والوظيفة.
وأشار ممثل مقاطعه نيو مكسيكو إلى أنه ينبغي على الكونغرس إصلاح ذلك، في إشارة واضحة إلى العملية التي تجبر المستخدمين غير الأعضاء في فيسبوك على الاشتراك ضمن الخدمة إذا كانوا يريدون معرفة المعلومات الشخصية الخاصة بهم التي حصلت عليها الشركة، وكان رد الشركة أنه ليس لديها أي خطط في الوقت الحالي لتطوير طريقة تسمح لغير المستخدمين بالاطلاع على البيانات الشخصية الخاصة بهم التي تجمعها الشركة.
وساهمت ردود الرئيس التنفيذي بزيادة الانزعاج لدعى السياسيين والمدافعين عن الخصوصية، حيث أوضح كريس كالابريس، نائب الرئيس لشؤون السياسة في مركز الديمقراطية والتكنولوجيا، إن شركة فيسبوك بحاجة للكشف عما تفعله بكل هذه المعلومات، في حين رد أحد المشرعين على مارك زوكربيرج “لقد تحدثت عم إمكانية تحكم مستخدمي فيسبوك ببياناتهم، لكن شركتك تجمع بيانات عن أشخاص ليسوا مستخدمين حتى، ولم يوقعوا أبدًا على موافقة أو اتفاقية خصوصية”.
وأوضحت شركة فيسبوك في بيان تلقت وكالة رويترز نسخة عنه “هذا النوع من عمليات جمع البيانات أساسي لكيفية عمل الإنترنت”، إذ تستخدم المنصة ملفات تعريف الارتباط لجمع بيانات غير المستخدمين، بحيث لا يمكن للأشخاص التخلص من هذا الأمر، وبحسب المنصة هناك أشياء أساسية يمكنك القيام بها للحد من استخدام هذه المعلومات للإعلانات مثل استخدام المتصفح أو إعدادات الجهاز لحذف ملفات تعريف الارتباط.
تجدر الإشارة إلى توقع بعض خبراء الأمن السيبراني رؤية المدراء التنفيذيين لشركات تقنية أخرى مثل جوجل وأمازون وتويتر قريبًا في جلسات استماع للإدلاء بشهادتهم في الكابيتول هيل.