فيروس كورونا (كوفيد-19) يعكس أهمية قطاع التمريض في ضمان صحة المجتمع ورفاهيته

صحة
29 مارس 2020آخر تحديث : منذ 4 سنوات
فيروس كورونا (كوفيد-19) يعكس أهمية قطاع التمريض في ضمان صحة المجتمع ورفاهيته

Dr Suzanne Robertson Malt Associate Professor and Programme Director for Health programmes Nursing and Allied Health at University of Wollongong in Dubai  - مجلة مال واعمال

للممرضات دور محوري في أي فريق صحي، إذ يتولين مسؤولية تعزيز صحة الأفراد والوقاية من الأمراض والعلاج. ونظراً إلى أنهن جزء لا يتجزأ من الفرق المهنية الصحية القريبة من المجتمع، فإن دورهن أساسي أيضاً في تطوير نماذج جديدة للعناية الصحية الاجتماعية ودعم الجهود المحلية للوقاية من الأمراض والترويج لصحة الإنسان.

إن الممرضات والقابلات عنصر رئيسي في جهود منظمة الصحة العالمية الرامية إلى تحقيق مبدأ التغطية الصحية الشاملة (Universal Health Coverage). وقد ظهرت أهمية هذا الدور جلياً في الفترة الأخيرة. فمع إعلان فيروس كورونا (كوفيد-19) بأنه وباء عالمي، أصبح إدراك أهمية الدور الذي يؤديه العاملون في قطاع الرعاية الصحية بصفتهم خط الدفاع الأول، أكبر من أي وقت مضى.

صحيح أن الأطباء يحظون بالقسط الأكبر من الانتباه، لكن الممرضات والقابلات يشكلن أكثر من 50% من القوى العاملة في القطاع الصحي في العديد من الدول. ومن بين 43.5 مليون شخص يعملون في هذا القطاع حول العالم، يقدّر أن نحو 20.7 مليوناً هم من الممرضات والقابلات. وتتوقع منظمة الصحة العالمية أن يكون هناك نقص عالمي بنحو تسعة ملايين ممرضة وقابلة بحلول العام 2030، ما لم يتم اتخاذ إجراءات جذرية لمعالجة هذا الأمر. وقد اختارت المنظمة العام 2020 ليكون عام الممرضات والقابلات، وذلك اعترافاً منها بدورهن الحيوي والمخاطر المرتبطة بنقص كوادر التمريض.

إن الممرضات المجهزات بالإمدادات السريرية والطبية يشكلن خط الرعاية الأول، وقد يكنّ في بعض الأحيان المزود الوحيد للعناية الصحية في المنطقة، خاصة في الدول النامية. والممرضات هن اللواتي يحدثن الفرق في حياة المرضى الأفراد والمجتمع بشكل عام. ونظراً إلى أعدادهن والمواقع التي يعملن فيها حول العالم، فإن الممرضات عنصر أساسي في تحسين النتائج الصحية العامة.

وتقول الدكتورة سوزان روبرتسون مالت، الأستاذة المشاركة في جامعة ولونغونغ في دبي ومديرة برنامج الانضباط في بكالوريوس التمريض وماجستير برامج التمريض في الجامعة: “إنه يتم تشجيع مشاركة القوى العاملة المحلية في قطاع الرعاية الصحية ، وخاصة التمريض.”

وتضيف: “ففي دولة الإمارات، حثّ مسؤولو الصحة العامة مزيداً من المواطنين الإماراتيين على العمل وتأسيس مسيرتهم المهنية في مجال التمريض. وكشفت الأرقام في عام 2019 أن 8% فقط من إجمالي كوادر التمريض في المستشفيات العامة في البلاد هي من المواطنين الإماراتيين. لذا فقد أصبح من الضروري أن نشجع مشاركة قوى العمل المحلية في قطاع الرعاية الصحية، وخاصة في اختصاص التمريض.”

وجاء تأسيس مجلس الإمارات للتمريض والقبالة في عام 2009 ليعكس التزام الحكومة بدعم قطاع التمريض والقبالة، وذلك إدراكاً منها لأهمية الجودة العالية لهذا القطاع في تعزيز صحة ورفاه سكان الإمارات. ويكمن الهدف الرئيسي للمجلس في تحديد التوجهات الاستراتيجية لأبحاث التمريض والقبالة، وتوفير البنية اللازمة وآليات الدعم للاستمرار في التوسع وتطوير الأبحاث المعنية بهذا القطاع في الإمارات. إن الحاجة إلى خدمات الرعاية الصحية بصفتها عصب الدولة والعالم ككل، تضمن الحصول على فرصة عمل تحظى بطلب كبير.

وإن دعم مجتمع العاملين في مجال التمريض يؤتي بثلاث ثمار – صحة أفضل، واقتصاد أقوى، ومساواة أكبر بين الجنسين. وفي حين تعد النتيجة الأولى واضحة وبديهية، فإن قوة الاقتصاد والمساواة تحظيان بالأهمية نفسها. وبينما نرى ممرضين من الرجال، فإن الغالبية العظمى حول العالم هم من الممرضات النساء.

ويفتح العمل في مجال التمريض الكثير من الفرص والأبواب أمام النساء، إذ يمنحهن فرصة التعليم والانخراط في برامج التدريب والحصول على رخصة ومزاولة المهنة وتحصيل دخل مادي منها، وهذا كله يسهم في تحسين النمو الاقتصادي الإجمالي وتعزيز المساواة بين الجنسين في بيئة العمل. إن وجود أثر اقتصادي أكبر من زيادة عدد النساء في مكان العمل هو أمر مثبت. وقد أصبح ضرورياً أن نسلّح الممرضات الحاليات والجدد بالمهارة والثقة اللازمة لتأدية دورهن في تغيير مشهد قطاع الرعاية الصحية ولإيصال صوتهن إلى المؤسسات وصنّاع السياسات على المستوى المحلي.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.