أعلن لويس موتا وزير الكهرباء الفنزويلي، أن بلاده ستبدأ في قطع الكهرباء اعتبارا من بعد غدٍ الإثنين بالتناوب لفترات تصل إلى أربع ساعات ولمدة 40 يوما، بسبب استمرار موجات الجفاف التي أدّت إلى تراجع توليد الطاقة الكهربية.
وبحسب “رويترز”، فقد أشار موتا إلى استثناء قطاع النفط من هذه الإجراءات، معتبرا أنّ هذه الإجراءات من شأنها المساعدة على رفع منسوب المياه عند السد.
وتضيف هذه الإجراءات التي لا تحظى بشعبية في فنزويلا التي تعاني أصلا ضائقة اقتصادية، مزيدا من المتاعب للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، فيما تواجه حكومته الاشتراكية مشكلات حادة في توفير إمدادات من السلع الأساسية بسبب تراجع أسعار النفط في هذه الدولة العضو في منظمة “أوبك”.
ويجري توليد القدر الأكبر من الطاقة الكهربية في فنزويلا من محطة كهرومائية تابعة لسد جوري الذي بلغ منسوب المياه فيه أدنى حد في تاريخ البلاد بعد أن أسهمت ظاهرة النينيو المناخية في تأخير موسم الأمطار.
وقال موتا في “ستوضع ضوابط، وإنه أمر ضروري ويمثل تضحية”، مشيرا في حديث تلفزيوني من محطة جوري للطاقة الكهرمائية إلى أن السكان ليسوا معتادين على التوفير في منازلهم لذلك لا بد من تطبيق خطة لتقنين الكهرباء سيتم إعلان تفاصيلها في الأيام المقبلة”، موضحا أن مستوى المياه في السد الذي يؤمن 70 في المائة من حاجات البلاد إلى الطاقة الكهربائية في تراجع مستمر وبات قريبا من الحد الأدنى الضروري للتشغيل.
وأضاف موتا أن “الاستهلاك الرئيس للطاقة الكهربائية يتم في المنازل ويشكل 63 في المائة من مجمل الاستهلاك في البلاد، وتشمل الخطة الولايات الأكثر استهلاكا للطاقة وهي زوليا، وكراكاس، وكارابولو، وأراجوا، ولارا، وبوليفار، وميراندا، وباريناس، وموناجاس، وفالكون”.
وتعاني فنزويلا الدولة الفيدرالية التى تقع على الساحل الشمالي لأمريكا الجنوبية وتتكون من 23 ولاية، انقطاع التيار بشكل متكرر وإجراءات تقنين أخرى إذ يمكن أن يستمر قطع المياه عن بعض الأحياء في العاصمة لمدة ثلاثة أيام.
يأتي هذا الإجراء بعد سلسلة إجراءات أخرى اتخذها الرئيس نيكولاس مادورو في الأشهر الماضية لترشيد استهلاك الكهرباء، وكانت البلاد قد أعلنت الأسبوع الماضى تقديم الساعة 30 دقيقة لتوفير الطاقة، لتعود إلى التوقيت المطبق حتى التاسع من كانون الأول (ديسمبر) 2007 عندما قرر الرئيس الراحل هوجو تشافيز “1999-2013” تأخيره نصف ساعة.
وتقول الحكومة الاشتراكية “إن خزانات المياه البالغ عددها 18 في البلاد تعاني الجفاف خصوصا بسبب ظاهرة “النينيو” المناخية التي كانت حادة جدا في الأشهر الأخيرة”، وانخفض إنتاج النفط الخام في فنزويلا 11.9 في المائة إلى 2.53 مليون برميل يوميا في الربع الأول من 2016 مقارنة بالفترة ذاتها من 2014 بحسب بيانات “أوبك”، وهو انخفاض يفوق ما حدث في نيجيريا التي هبط إنتاجها 8.8 في المائة، في الوقت الذي حذر فيه فيكاس دويفيدي المختص الاستراتيجي في قطاع النفط والغاز العالمي لدى “ماكواري” من أن الإنتاج قد ينخفض إذا ساء الوضع المالي لفنزويلا.
وتشهد فنزويلا الغنية بالنفط أسوأ أزمة اقتصادية منذ 30 عاما ويزداد الوضع سوءا مع تدهور أسعار الخام، وتعتبر من بين أكثر البلدان تضررا من تراجع أسعار الخام، وهو ما يشكل ضربة بالنسبة إلى الاقتصاد الفنزويلي الذي يجني من النفط 96 في المائة من عملاته الصعبة الأساسية لتمويل وارداته.