تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تنطلق في دبي يوم السبت (17 مارس) فعاليات الدورة السادسة من “المنتدى العالمي للتعليم والمهارات” بمشاركة نخبة من القيادات العالمية وكبار الشخصيات وأهم النجوم في مختلف مجالات الرياضة والفن على مستوى العالم اللذين اختاروا دبي للتعبير عن قناعتهم الراسخة أن التعليم هو الضمانة الأساسية لغد أفضل تنعم فيه البشرية بالتقدم والازدهار.
ويحمل هذا الحدث، الذي تنظمه سنويا “مؤسسة فاركي” بما سيضمه من مشاركة عالمية لافتة العديد من الدلالات المهمة حول المكانة التي تتمتع بها دبي كمركز للإشعاع المعرفي في المنطقة، والتأكيد على كونها المنصة النموذجية للانطلاق نحو المستقبل بكل ما يعد به من فرص، استمرارا لنهجها الذي بدأته منذ سنوات طويلة في ترسيخ قاعدة اقتصادية أساسها الأنشطة القائمة على المعرفة، لإدراكها أن النجاح في المستقبل سيكون من نصيب من يمتلك زمام المعرفة ويتمكن من توظيفها في تحقيق طموحاته وأحلامه.
فاحتضان دبي للقاء بحجم “المنتدى العالمي للتعليم والمهارات” والمشاركين فيه، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر نائب الرئيس الأمريكي الأسبق آل جور، والرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، ورئيسة وزراء استراليا السابقة جوليا غيلارد، والمؤرخ العالمي سيمون شاما، والنجمة الأمريكية الحائزة على جائزة الأوسكار جنيفر هدسون، والعدَّاء الأوليمبي الشهير محمد فرح، وغيرهم من الرموز العالمية الكبيرة، يتكامل مع مساهمة الإمارة الفعلية في تأكيد دور العِلم في مقدمة العوامل المؤثرة في رخاء الإنسان وتقدمه، مهما كانت الظروف المحيطة، انطلاقا من إيمان دبي وقيادتها الحكيمة أن العِلم هو السلاح الذي يمكن لأي إنسان أن يقهر به التحديات مهما تعاظمت وأن يتجاوز به المعوقات مهما كان حجمها.
وقد كانت هذه القناعة النقطة التي أطلقت منها دبي العديد من المبادرات وقامت بتنفيذ العديد من المشاريع مستهدفةً نشر ضياء العِلم في ربوع البسيطة، ليتكامل إسهامها في هذا المجال، مع باقي إسهامات دولة الإمارات العربية المتحدة في مختلف المجالات الإنمائية حول العالم وهو النهج الذي أسسه المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي جعل من الإمارات منارة خير تنشر ضياء الأمل وتغرس بذور التفاؤل في شتى ربوع الأرض.
تحدي القراءة العربي
ولعل من أبرز المبادرات التي قدمتها دبي، “تحدي القراءة العربي” الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ومبعثها إيمان سموه بأن غرس حب القراءة في نفوس الصغار هو غرس لأسس التقدم والنماء، مع استهداف التحدي إحداث نهضة في القراءة بين طلبة مدارس وجامعات الوطن العربي، بما في ذلك أبناء الجاليات العربيّة في الدول الأجنبية، ومتعلمي اللغة العربية من الناطقين بغيرها.
وقد نجح التحدي في استقطاب مشاركة آلاف المدارس وملايين الطلبة من مختلف ارجاء العالم العربي، ليسطروا شهادة نجاح المبادرة في تحقيق هدفها الاستراتيجي في وضع القراءة والاطلاع والتحصيل المعرفي مرة أخرى بين أولويات الأجيال الجديدة في هذا الجزء من العالم، ليتحقق هدف دبي وقيادتها الرشيدة في غرس حب المعرفة في عقول النشء العربي وتعويدهم على النهل من مصادرها عبر القراءة والاطلاع، ليتمكنوا من استعادة أمجاد حضارتنا العربية التليدة.
عطاء العِلْم
“دبي العطاء” مبادرة أخرى مهمة تصب في ذات الاتجاه وإن كان نطاقها أوسع ليشمل العالم أجمع وتتناول قضية المعرفة من منظور آخر، وهي تندرج تحت لواء “مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية” إذ تقوم اليوم بتنفيذ برامج معنية بتوفير التعليم الأساسي في نحو 45 دولة، لاسيما ضمن المناطق الأكثر احتياجاً للتعليم حول العالم، لتساهم بذلك في تحقيق هدف مهم من أهداف التنمية المستدامة التي حددتها الأمم المتحدة والخاص بتوفير فرص التعليم الملائمة للجميع.
لقد سعت المبادرة منذ اطلاقها في العام 2007 إلى دعم تعليم الأطفال في المجتمعات الأقل حظا، من خلال العديد من البرامج التي يتم تنفيذها بالتعاون من وكالات الأمم المتحدة والمنظمات المحلية والدولية غير الحكومية العاملة في تلك البلدان ويقدر عدد المستفيدين منها حول العالم حتى الآن بنحو 16 مليون شخص.
شراكة نحو المستقبل
وقد تمكنت دبي من تمديد مفهوم الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص لتخرج من نطاقها الاقتصادي الذي ولدت في إطاره، إلى نطاق أوسع وأهم وهو الشراكة في صنع المعرفة وإنتاج الفكر، وهو ما يتجلى في “المنتدى العالمي للتعليم والمهارات” و “جائزة أفضل معلم في العالم” وهما الحدثان اللذين تتولى تنظيمهما إحدى المؤسسات التابعة للقطاع الخاص وهي مؤسسة فاركي، في تأكيد على تكامل أدوار المؤسسات الخاصة مع المساعي الحكومية في خلق بيئة حاضنة للإبداع ومشجعة للمبدعين، ومحفزة على التفوق في واحد من أهم القطاعات وهو قطاع التعليم.
ويأتي شعار المنتدى العالمي هذا العام وهو “كيف نُعدُّ جيل الشباب لعام 2030 وما بعد؟” مُستلهما فكر راعي الحدث، حيث يعكس الشعار رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نحو أهمية إعداد الأجيال الصاعدة للتعاطي بإيجابية مع متطلبات المستقبل، وإمدادها بكافة الأدوات التي تعينها على المضي فيه نحو أفكار جديدة توظفها في تحويل الواقع من حولها إلى الأفضل وبكل المقاييس، تأكيدا على دور الشباب كمحرك الدفع الأول في الارتقاء بالمجتمعات وتعزيز فرص شعوبها.
وسيناقش المنتدى العالمي طيفاً واسعاً من الموضوعات المتعلقة بشعاره، مع التركيز على الجوانب المستقبلية في عملية التعليم، وكيفية موائمتها لمتطلبات التطوير في المرحلتين الراهنة والقادمة، كما سيتضمن المنتدى مجموعة من الفعاليات العديدة المهمة منها فعالية “الغد” وهي القمة المتخصصة في تقنيات التعليم التي ستستعرض أكبر مجموعة من المشاريع الناشئة المبتكرة المتوقع أن تحدث تغيير إيجابي واسع النطاق في الأسواق الناشئة ودول العالم النامية، في حين ستتوج فعاليات المنتدى بالإعلان عن الفائز بجائزة “أفضل معلم في العالم” البالغة قيمتها مليون دولار، للمرة الرابعة التي تمنح فيها الجائزة التي كانت العام الماضي من نصيب المعلمة الكندية ماغي ماكدونيل