مجلة مال واعمال

فضيحة طبية جديدة.. هذا الدواء يهدد الأطفال في بطون أمهاتهم!

-

1280x960_1_975766_large“ديباكين”، يبدو هذا الإسم مألوفاً لمن يعاني من الصرع والاضطرابات الثنائية القطبية، إلاّ أنّ شريحة كبيرة من هؤلاء يجهلون أنّ هذا الدواء نفسه قادر على تهديد صحة الأجنة وتدمير مستقبلهم، إذ كشفت دراسة طبية فرنسية نشرت اليوم الأربعاء النقاب عن مخاطر تعرّض المرأة الحامل للمادة الفعالة التي يحتويها.
الدراسة الفرنسية أشارت إلى أنّ 50 إلى 70 ألف شخص ذهبوا ضحية “فالبروات الصوديوم”، المادة الفعالة في “ديباكين” “Dépakine” و”ديباكوت” “Dépakote” و”ديباميد” “Dépamide” على سبيل المثال، منذ دخول الدواء إلى السوق الفرنسية في العام 1967، لافتة إلى أنّه من شأن هذه المادة أن تزيد خطر تعرض الجنين للتشوهات الخلقية بنسبة 10 في المئة، ومنها تشوهات القلب والكليتين والأعضاء والعمود الفقري، ناهيك عن أنّها تعرضه لخطر الإصابة بالشفة الأرنبية.
وفي السياق نفسه، تؤكد الدراسة أنّ الدواء يعرّض الأجنة، بنسبة تتراوح بين 30 و40 في المئة، لخطر تأخر النمو، على مستوى الكلام والمشي وتراجع القدرات الكلامية والفكرية، واضطرابات الذاكرة، بالإضافة إلى التوحد.
“فضيحة دولة”
هذه ليست المرة الأولى التي يسلّط فيها الضوء على مخاطر “ديباكين”، ففي ثمانينيات القرن الفائت ضجت الأوساط الطبية بالتشوهات التي يسببها، وفي نهاية التسعينيات، كثر الحديث عن الاضرابات العصبية المرتبطة بالنمو الناتجة عنه. في المقابل، انتظرت السلطات الطبية الفرنسية حتى العام 2006 كي تمتنع عن وصفه للحوامل، وإلى تشرين الثاني من العام 2014، إبان صدور القرار التحكيمي الأوروبي الذي وثّق مخاطره، كي تمنع وصفه للفتيات والنساء القادرات على الإنجاب بالإضافة إلى الحوامل، باستثناء اللواتي لا يتجاوبن أو يعانين من حساسية تجاه الأدوية البديلة.
وبحسب معلومات نشرتها صحيفة “Canard Enchaîné” الفرنسية قبل أسبوعين، وصفت مادة “ديباكين” الفعالة لـ10 آلاف امرأة حامل بين العامين 2007 و2014، على الرغم من أنّ مخاطره كانت قد كشفت آنذاك.
وكان تقرير نشر في شباط الفائت، أكّد أنّ 450 طفلاً ولدوا بين 2006 و2014، عانوا تشوهات خلقية، وذلك بعدما تناولت أمهاتهم “ديباكين” أو غيره من الأدوية التي احتوت على “فالبروات الصوديوم”، موجهاً أصابع الاتهام لشركة “Sanofi” الدوائية وإلى الوكالة الوطنية للأمن الدوائي والمنتجات الصحية “ANSM” “Agence nationale de sécurité du médicament et des produits de santé”.
من جهتها، تحدثت جمعية “Apesa” “Association d’Aide aux Parents d’Enfants souffrant du Syndrome de l’Anti-Convulsivant” المعنية بمساعدة ضحايا “ديباكين” والتي تحذر من مخاطر “فالبروات الصوديوم” منذ العام 2011، عن “فضيحة دولة”.