هبطت أسعار النفط بعدما انتهى اجتماع كبار منتجي النفط في الدوحة من دون التوصل إلى اتفاق لتثبيت الإنتاج، ما ترك العالم متخماً بفائض كبير من إمدادات الوقود.
وألقي باللوم على التوترات بين السعودية وإيران في فشل الاجتماع في التوصل إلى اتفاق، ما جدد المخاوف من توسيع كبار المنتجين معركتهم على الحصة السوقية من خلال عرض خفوضات أكبر. ومن شأن فشل الاجتماع أن يجدد مخاوف قطاع النفط من حرب على الحصة السوقية بين كبار المنتجين.
وقال محلل النفط في «بي إم آي ريسيرش» التابعة لوكالة «فيتش» للتصنيف الائتماني، بيتر لي: «صدقية أوبك في تنسيق الإنتاج بلغت الحضيض الآن (…) الأمر لا يتعلق بالنفط للسعوديين فحسب، إنه يتعلق أكثر بالسياسات الإقليمية». واعتبر بنك «مورغان ستانلي» أن الفشل في التوصل إلى اتفاق «يسلط الضوء على حال الضعف في علاقات أوبك»، مضيفاً «نتوقع الآن أخطاراً متنامية بزيادة الإمدادات من أوبك» خصوصاً في وقت تهدد السعودية بأنها قد تزيد الإنتاج بعد الفشل في التوصل إلى اتفاق».
وكان متوقعاً أن يتوصل المجتمعون إلى اتفاق لتثبيت الإنتاج عند مستويات كانون الثاني (يناير) حتى تشرين الأول (أكتوبر) المقبل في محاولة لتقليص تخمة المعروض. لكن الاتفاق فشل بعدما طلبت السعودية توقيع إيران التي لم يكن لها تمثيل في الاجتماع.
وانخفضت العقود الآجلة لخام «برنت» نحو سبعة في المئة قبل أن تتعافى إلى 40.97 دولار للبرميل لكنها ما زالت منخفضة 2.15 في المئة عن سعر آخر تسوية. وهبطت العقود الآجلة للخام الأميركي أكثر من خمسة في المئة إلى 38.31 دولار للبرميل. وأشار مصرف «غولدمان ساكس» إلى أن عدم التوصل إلى اتفاق في الدوحة قد يكون «عاملاً نزولياً» لأسعار النفط الأميركي متوقعاً أن يبلغ 35 دولاراً للبرميل في المتوسط في الربع الحالي.
وقال وزير الطاقة القطري محمد السادة في الدوحة «نحتاج وقتاً لمزيد من التشاور». وبعد خمس ساعات من النقاشات المضنية في شأن طريقة صياغة البيان الختامي، بما في ذلك سجالات بين السعودية وروسيا، أعلنت الوفود والوزراء عدم التوصل إلى اتفاق.
وأظهرت بيانات رسمية أن صادرات السعودية من النفط هبطت 282 ألف برميلا يومياً إلى 7.553 مليون برميل يومياً في شباط (فبراير) من 7.835 مليون برميل يومياً في كانون الثاني (يناير). وبلغ إنتاج المملكة 10.220 مليون برميل من الخام يومياً في شباط مقابل 10.230 مليون برميل يومياً في كانون الثاني.
وانخفض المخزون السعودي من النفط الخام إلى 305.599 مليون برميل في شباط من 314.119 مليون برميل في الشهر السابق. وعالجت المصافي المحلية 2.67 مليون برميل من الخام يومياً مقابل 2.468 مليون في كانون الثاني في حين ارتفع حجم صادرات منتجات النفط المكررة إلى 1.55 مليون برميل يومياً من 1.343 مليون برميل يومياً.
وأفادت مصادر في «أوبك» بأن موافقة إيران على المشاركة في تثبيت مستوى إنتاج النفط في الاجتماع المقبل للمنظمة المقرر في 2 حزيران (يونيو) يمكن أن تتيح استئناف المحادثات مع الدول المنتجة من خارج «أوبك».
وحضت إيران الدول الأخرى المنتجة للنفط على مواصلة المحادثات لتثبيت الإنتاج وتعزيز الأسعار، ولكنها أصرت على سلامة موقفها الرافض لتجميد إنتاجها. وقال مندوب إيران لدى «أوبك» حسين كاظم بور أردبيلي لموقع معلومات وزارة النفط الإيرانية على الإنترنت (شانا): «ندعم التعاون بين الدول الأعضاء في أوبك ومن خارجها وجهود تحقيق الاستقرار في سوق النفط، ونحض المنتجين على مواصلة المفاوضات». وأضاف أن إيران أوضحت أنها تريد استعادة حصتها السوقية التي فقدتها بسبب العقوبات الاقتصادية وأن «معظم الدول الأعضاء في أوبك ومن خارجها حول العالم يؤيدون موقفها».
في السياق ذاته، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الطاقة ألكسندر نوفاك، أنه لا يتوقع تقلبات عنيفة في سوق النفط بعد فشل اجتماع الدوحة، وأضاف أن عدم التوصل إلى اتفاق يخلق فرصاً أمام «المضاربين في السوق».
أما عضو مجلس إدارة شركة «غازبروم»، فاليري جولوبيف، فاعتبر أن فشل الدول المنتجة للنفط في التوصل إلى اتفاق قد يتمخض عنه سيناريوهات لا يمكن التنبؤ بها.