بقلم: أيمن الدباس
يمر الأردن بشكل خاص والمنطقة والعالم بشكل عام بمرحلة اقتصادية تُشكل منعطفا هاما في حركة الاقتصاد العالمي ترتب عليها هاجس الترقب المشوب بالأمل تارة بالتشاؤم تارة أخرى، رغم أن الحركة الاقتصادية لا تعتمد على العواطف والأمنيات وتحسمها الحقائق والأرقام والمعطيات. وتفرض هذه المعادلة سياقات شاملة في الحركة الاقتصادية منتقلة من محطة الا أخرى ما بين الركود والانتعاش وجذب الاستثمارات وتفرز كل مرحلة من هذه المراحل معطيات جديدة لا تخرج عن أطار الركود او الانتعاش وتدفع جميع القطاعات الاقتصادية ثمنها سلبا أو ايجابا، وكي لا نكون متفائلين جدا او متشائمين جدا فان لغة الرقم هي الحاسم والفيصل والقاسم المشترك، لأي قرار او نتيجة يمكن البناء عليها لاستقراء معطيات المرحلة المقبلة.
ولا شك بأن المنطقة بشكل عام والأردن بشكل خاص دفعا ثمن الأزمات السياسية وارتفاع أسعار النفط والهزات الاقتصادية العالمية وتمكنا من تجاوز هذه الأزمات الثلاث الثقيلة بحنكة عالية وقرارات ذات شفافية أسيء فهمها لكن ما لبث الأردن أن تجاوزها بانطلاقة نحو جذب وتوطين الاستثمارات العربية وتفعيل قوانين الاستثمار وتقديم التسهيلات للمستثمرين، أن الحقيقة التي طالما تحدثنا عنها وطالبنا بها يجب أن تكون قاعدة في نهجنا الاقتصادي رغم ان الكل يعلم أن الحقائق غالبا ما تكون قاعدة مؤلمة وخاصة في الجانب الاقتصادي.
والآن نحن على أبواب مرحلة وانطلاقة جديدة تدفع المنطقة نحو الاستقرار الذي هو عامود الاستثمار وقاعدته الرئيسية. إن الوضع الراهن وما يمر به العالم العربي من ربيع قد يغير أشياء كثيرة مما ألفناها يتطلب من الأردن الاستعداد والجاهزية الاستثمارية لاستقطاب اكبر حصة من هذا الرقم في المملكة حيث إننا نتمتع بموقع وخدمات واستقرار يؤهلنا لذلك والاهم هو تشكيل فريق اقتصادي يسعى منذ الآن لتحقيق هذه الغاية ويبدأ بالانطلاق نحو عواصم رأس المال العربية والدولية حاملا في حقائبه هذه الميزات والمشجعات لاستقطاب هذه الاستثمارات.
وأخيرا … هل اعددنا خططنا لاقتصاد السلام وهل جهزنا الدراسات والاستراتيجيات لقطف ثماره منذ الآن؟