يدفع كلٌّ من الوعي البيئي وشحّ المياه مختلف القطاعات لاعتماد حلول مستدامة وفعّالة في استهلاك الطاقة، وفقاً للفريق الصناعي والبيئي التابع لـ”فروست آند سوليفان”
يتوقّع نمو السوق العالمية للمياه المستخدمة في الصناعات بمعدلات مرتفعة تبلغ 7.6 في المائة عام 2018. وتعدّ الاستدامة والأمن المائي محلّ تركيزٍ، فيما يسعى العالم إلى حماية الموارد المائية المعرّضة للخطر والحدّ من أثر المخاطر المتعلّقة بالمياه. وفي حال استمرار الوضع القائم، يُمكن أن يعيش ثلثا سكان العالم في ظروف تتسم بشحّ المياه بحلول عام 2025.
وبناءً على ما سبق، ستكون أفريقيا أحد أبرز الجهات المعنية بقطاع المياه الناشئ، نظراً لكونها القارة التي تضمّ أكبر عدد من البلدان التي تعاني من شحّ المياه في العالم. وتعتمد معظم بلدان هذه القارة على مياه الأمطار والمياه السطحية للحصول على إمدادات المياه، والتي لن تكون مستدامة بعد الآن. وتعرّضت العديد من مصادر المياه العذبة للتلوّث إلى حدٍّ تصل فيه إمكانية الوصول إلى المياه النظيفة إلى نحو 50 في المائة فقط. ويُعد شحّ المياه مشكلة متنامية بسرعة بالنسبة لأفريقيا، حيث تتفاقم بسبب إنخفاض إمكانيات الإنجاز نظراً إلى أنّ مشاريع البنية التحتية المتعلقة بالمياه لا تمثل سوى 1.3 في المائة من إجمالي استثمارات البنية التحتية.
وقال أبهاي بهارجافا، رئيس الأعمال لشؤون الممارسات الصناعية في “فروست آند سوليفان”: “يكمن أحد المعوقات الرئيسية لتطوير البنية التحتية في تكاليف التحديث المرافقة لها. ومن هنا يبرز دور الرقمنة كحلٍّ ملائم للمنطقة. وتوفّر الرقمنة منافع تشمل زيادة الكفاءة وتبسيط تدفق النفقات الرأسمالية للحكومات، عبر الاستفادة من التحليلات لزيادة أداء الأصول وتحقيق إطلاق على مراحل يُمكن أن يستند إلى الأولويات القائمة على المخاطر والآثار. وينطوي هذا الأمر على نشوء نماذج أعمال جديدة، تُحتّم تغيير نظرة البائعين والجهات المعنية إلى القطاع”.
يرجي الضغط هنا للمزيد من المعلومات حول “مستقبل سوق المياه – إضاءة على السوق الأفريقية”.
وينتج عن حالة عدم التوازن في المياه العذبة المتاحة حاجةٌ لمصادر بديلة مثل تحلية مياه البحر وخيارات مستدامة / دائرية. ويمكن لـ39 دولة من أصل الدول الـ54 في أفريقيا الاستفادة من هذه الحلول، نظراً لتمتّعها بسواحل تجعل من تحلية المياه خياراً ممكناً. وفي الوقت الحالي، تتركز عمليات تحلية المياه في أفريقيا في الجزائر وليبيا ومصر بنسبة 74± في المائة من إجمالي الطاقة وتتركز معامل التحلية في هذه البلدان الثلاثة. وتُعد جنوب أفريقيا الدولة ذات الإنجازات الأكبر في مجال تحلية المياه في أفريقيا، فمن المتوقع افتتاح 10 محطات لتحلية المياه بحلول عام 2019 للتخفيف من وطأة أزمة المياه الحالية.
بعض الضرورات الاستراتيجية للنجاح والنمو في قطاع المياه:
• زيادة الرغبة والحاجة لإجراء تحسينات في الكفاءة بهدف الوصول إلى حلول ذكية مدعومة بنماذج أعمال مبتكرة
• يعدّ التحوّل الرقمي في منشآت المياه وخدماتها في قطاع الزراعة أمراً بالغ الأهمية لتعزيز مرونة وقيمة الأصول لتحسين التمويل.
• يجب تستند الاستراتيجيات الرقمية القائمة على العملاء إلى فهم احتياجاتهم وتعزيز التفاعلات المدفوعة بالحوافز.
• يجب معالجة فجوة المهارات الرقمية عبر حلول تدريب محددة ومخصصة تستهدف مختلف الأدوار والوظائف ضمن المنشآت
• ستكون رؤية الشركات واستراتيجياتها تجاه المياه كخدمة، أساسية لتتماشى مع مستقبل الخدمات متعددة المرافق للمنازل.
وأضاف بهارجافا قائلاً: “يُمكن لنماذج الأعمال المبتكرة والتمويل إحداث تحوّل جذري في آفاق النمو في هذا السوق، ما بفسح المجال أمام فرصٍ لقاعدة أكبر من المستثمرين. وستساهم هذه التطورات بشكل كبير في المنطقة ككل، وسينتج عنها إيجاد حلول جذابة مالياً وتوفير فرص عمل متزايدة. وعلى سبيل المثال، وفي ظلّ تنامي توجّهات آلات توزيع المياه العاملة وفق مبدأ الدفع بحسب الاستخدام، يتنامى استخدام نماذج أعمال مثل “إي ووتر باي” و”ووتر إيه تي إم” و”آي دروب ووتر” في المناطق الحضرية. ويتمتّع مبدأ الري كخدمة بإمكانات كبيرة حيث تشكّل المزارع الصغيرة 70-80 في المائة من إجمالي المزارع في تنزانيا ومالاوي وزامبيا. ومن الضروري أن يقوم مقدّموا الخدمات/ المبتكرون بتطوير خطط عمل شاملة وجيدة التنظيم، وهي شروط أساسية لجذب المستثمرين ودفع عملية اعتماد هذه النماذج في المنطقة”.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-qLo