نفت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن تكون الأسواق الدولية تواجه حاليا أزمة غذائية شبيهة بتلك التي حدثت سنتي 2007 و2008، حيث تسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية في نشوب اضطرابات اجتماعية في بلدان فقيرة، واعترفت المنظمة بأن الجفاف الشديد الذي تعرفه الولايات المتحدة يثير القلق.
فقد ارتفعت أسعار الذرة الأميركية بأكثر من 55% في خمسة أسابيع مع استمرار ضياع محاصيل بالغرب الأوسط الأميركي نتيجة موجة الجفاف، مما أثار في الفترة الأخيرة مخاوف من تكرار أزمة غذائية عالمية.
غير أن كبير الاقتصاديين وخبير الحبوب لدى الفاو قال إن الوضع الحالي ليس بالخطورة نفسها التي كانت إبان الأزمة الغذائية السابقة، موضحا أن ثمة وفرة في إمدادات الأرز، ولا مشاكل في إنتاجه أو تصديره فضلا عن ارتفاع المعروض من القمح.
وأضاف عبد الرضا عباسيان أن الوضع يظل خطيرا وتتعين مراقبته على الدوام، مشيرا إلى سببين يدعوان للقلق وهما الوتيرة التي ترتفع بها الأسعار ثم إنه لا يبدو أفق لتوقف هذه الزيادة خصوصا الذرة وفول الصويا والقمح.
عوامل متضافرة
وأشارت بيانات الفاو الجمعة إلى أن أسعار صادرات الذرة والقمح زادت بـ20% في الأسابيع الثلاثة الأولى من الشهر الجاري مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
ويرى عباسيان أن الارتفاع الحالي لأسعار الحبوب وقوة أداء الدولار الأميركي وضعف العديد من الاقتصادات الغربية سيؤدي لتراجع الطلب، مما سيلحق خسائر بدول نامية تستورد الحبوب وتصدر سلعا أخرى.
ويتوقع أن تراجع وزارة الزراعة الأميركية توقعاتها للمحاصيل الزراعية للموسم الحالي نحو الانخفاض نتيجة موجة الجفاف التي ضربت أراضي فلاحية واسعة، حيث ارتفعت مع بداية الشهر الماضي درجات الحرارة بشكل كبير، وسجل نقص حاد بكميات الأمطار مما أدى لإتلاف محاصيل ذرة وصويا.
ويقول الخبير لدى البنك الدولي مارك سادلر إن المخزونات العالمية من الحبوب في أدنى مستوياتها، مضيفا أن البنك يراقب الوضع عن كثب لتقييم الآثار المحتملة على دول العالم.