مجلة مال واعمال – النسخة الورقية – العدد 183 -لله درك، يا فاطمة عبيدات ! ما أعظمَ سرك في العطاءِ، تعملين بصمت فأنت تكرهين الرياء، فقد كتبت عنها عنوة وبحكم الخبرة ومعاصرتي لها، فهي إمرأة من الطراز الرفيع في الحكمة والكرم و الكياسة، فهي صاحبة بصيرة، أنعم الله عليها بمحبة الناس والجيران الذين يجاورونها، فهي تحرص على حضور المناسبات الأفراح والأتراح، فهي إمرأة كريمة سخية تعشق إطعام الطعام للمقربين والأقارب، و عمل الولائم .
إمرأة محشومة تتصف في الرزانة والخلق الجمّ، متواضعة مع الكبير والصغير، فهي تسلم على أطفال الحي عندما تسير في الشارع، أشعر بطيبة قلبها على من حولها، فقد كانت تضفي على المكان والجلسة الطمأنينة والراحة لكل من يجالسها ويتحدث معها، علاوة على تفقدها الجيران، فهي تحب إطعام الطعام وأكرام الضيف .
مما أعجبني كثيرا في شخصيتها طريقة تعاملها مع الجميع تتميز بالأخلاق العالية و الأسلوب الدافئ في مخاطبة الآخرين، فهي مخلصة في نصحها لمن يستشيرها و في جانب آخر كانت تستر و لا تفضح عيوب من تجالسه ممن تشاهد في صفاته البخل وقلة الكياسة و الرزانة، مما جعلها تكسب القلوب و محبة الآخرين.
فهي امرأة تعشق البساطة زاهدة، ودودة، تصنت للآخرين عندما يتحدثون، تتمتع بخصال و مزايا حميدة، جلّها الإيمان، و دماثة الخلق، و حسن المعشر، و طيبة القلب، متميزة بالتواضع الذي زادها احترامًا وتقديرًا ومحبة الناس من أبناء المنطقة، و كل من عرفها والتقى بها .
امتازت بشخصية تتمتع بسعة الأفق و المعرفة والدراية وتنوع الخبرات، فهي شديدة بالالتزام بالعادات و التقاليد الحميدة التي بدأت تنقرض في مجتمعنا الحالي .
بدأت فاطمة عملها التطوعي في سن مبكرة حين كانت في الصف الرابع الابتدائي فكانت تحرص على تقدم القماش للأطفال من اجل حياكة الملابس وذلك من مصروفها الخاص حين كانت تدرس في محافظة الزرقاء، وحينما بلغت سن السابعة عشر عادت الى محافظتها اربد “عروس الشمال “وذلك في عام 1971 لتصبح اصغر متطوعة على مستوى المحافظة عن لواء بني كنانة، وذلك تحت مظلة جمعية الهلال الاحمر التي كانت تضم انذاك … عاتكة التل وعاتكة عبد الهادي وفاطمة عبيدات وعائشة التل.
ومن ذلك الوقت اخذت فارستنا تتسلسل في العمل التطوعي الا ان اصبحت رئيسة للاتحاد النسوي وذلك لمدة 12 عاما كما واستطاعت ان تكون نائب رئيسة الاتحاد لاقليم الشمال.
من جانب اخر فقد اولت العبيدات لواء بني كنانة جل اهتمامها وقامت بتنفيذ العديد من المشاريع النوعية نذكر منها…
- مشروع لجمعية تعاونية متخصص في صناعة البهارات
- تدريب 300 سيدة عاطلة عن العمل على اصول الخياطة ومن ثم توظيفهن في مدينة الحسن الصناعية، حيث استطعن خلال فترة التدريب خياطة 2600 علم.
- تسيير اول سفينة الى قطاع غزة من محافظة اربد
- دعوة فرق السلام الامريكية للتعاون من خلال تعليمهم اللغة العربية وتوزيع هؤلاء المدرسين على مدارس محافظة اربد وذلك بالتعاون مع السفارة الامريكية، ومن خلال التدريس تم استقدام 11 موظفة تحمل شهادة باللغة الانجليزية، حيث حصلن على منح لدراسة الدكتوراه في الولايات المتحدة الامريكية.
- زيارة الجامعة الاهلية لاحضار منح للطلبة الفقراء كجامعة فيلادلفيا،اربد الاهلية وجامعة جدارا.
- ارسال 28 قلاب مواد غذائية وشراشف لمستشفى الرمادي، و13 رول اوجه مخدات وارسالهن الى العراق الشقيق
- انشاء مركز بلدة ناطفة واستمراره لمدة خمس سنوات وتم تجهيزه بادوات تدريب تجميل وخياطة ورياض اطفال، وذلك لنشر التوعية وتغيير طريقة تفكيرهم وعاداتهم الخاطئة من خلال دورات تدريبية وتثقيفية
- بناء قاعة مساحتها 220 م لاجل اقامة بازارات خيرية للسيدات صاحبة المشاريع المنزلية مجاناً.
- اقامة مشروع حصاد مائي 116 بئر بكلفة اجمالية 70.400 دينار.
- اقامة مشروع لتدريب 500 سيدة سورية على الزراعة بالتعاون مع منظمة الفاو.
- اقامة مشروع بالتعاون مع USD لزراعة 52 دونم بالنباتات الطبية بكلفة اجمالية بلغت 25 الف دينار.
- توزيع 15 طن ملابس وفرشات للسوريين.
وختاما نقول ان فارستنا امراة استطاعت بحق ان تسمى سيدة العمل التطوعي وفارسته فالرقم الاول خلق لها فهي اصغر متطوعة واكثر الناس فوزا برئاسة الاتحاد وهي اول مرة تتحدى اجماع العشيرة وتخوض تجربة الانتخابات النيابية لتكون من اوائل السيدات اللواتي خضن هذه التجربة لاول مرة وذلك في عام 1997 حيث حصدت 1456 صوت.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-I5V