أعلنت شركة توصيل، الشركة الإماراتية الرائدة في قطاع خدمات توصيل طلبات المطاعم التي تتخذ من الشارقة مقراً لها، ومؤسسة فارس للتجارة العامة، عن إتمام اتفاقية استحواذ ناجحة ستتمكن بموجبها الشركتان من رفع مستوى خدمات “توصيل” المقدمة للعملاء وتعزيز تنافسية الشركة في القطاع الذي يشهد نمواً غير معهود نتيجة ارتفاع مستوى طلبات الشراء من خلال وسيط توفيراً للوقت والجهد على العملاء.
وتم توقيع اتفاقية الاستحواذ بين “توصيل” و “فارس” في مركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع) الذي كان له دور كبير في إطلاق ورعاية وتوجيه شركة “توصيل”. وبموجب الاتفاقية، استحوذت مؤسسة فارس على نسبة 50% من شركة توصيل التي ستعمل بدورها على زيادة عدد أسطولها وتوفير خدمات سريعة للعملاء ودخول مناطق جديدة سواء داخل الإمارات العربية المتحدة أو خارجها.
وتشير عملية الاستحواذ هذه إلى اهتمام كبار المستثمرين بالشركات الناشئة في إمارة الشارقة والتي أثبتت نجاحها السريع بفضل سياسات التحفيز والدعم التي تحظى بها وملاءمة السوق المحلية لنمو وتنافسية هذه الشركات، حيث أشار تقرير صادر عن مجلة فوربس عام 2016، أن قطاع خدمات المستهلكين والتجارة الإلكترونية يتصدران قائمة نمو الشركات الناشئة في الدولة.
وبحسب بيانات وزارة الاقتصاد، تساهم المشاريع الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة بنحو 60% من الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات، وهناك مساعٍ أن تصل هذه النسبة إلى نحو 70% بحلول عام 2021. وتحتضن إمارة الشارقة قرابة 45 ألفاً من المشاريع الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة، من أصل 350 ألف شركة ومشروع في كامل إمارات الدولة.
وكانت إمارة الشارقة قد أعلنت في العام 2018 حزمة برامج وسياسات لدعم وتحفيز الشركات الناشئة، من بينها إعلان الإمارة منح 10? من جميع المشاريع المرتبطة ببرنامج «الشارقة الرقمية» -الذي يهدف إلى تحويل جميع الخدمات الحكومية الإلكترونية – إلى الشركات الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة، لتستكمل بذلك مسيرة تمكين المشاريع الناشئة التي بدأتها منذ زمن، ولتفتح المجال أمامها لتطوير أعمالها بالاستفادة من شبكة الخدمات الرقمية في الإمارة.
وتعليقاً على الاستحواذ قال محمد المشرخ، المؤسس والمدير العام لشركة توصيل: ” في البداية لا بد التوجه بالشكر لمركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع) الذي كان له دور كبير في تأسيس ونجاح “شركة توصيل” وغيرها من المشاريع الشبابية والشركات الناشئة في الشارقة. لمركز شراع بصمة واضحة ودور كبير في تنمية روح الريادة لدى الشباب ومدهم بالمعرفة والخبرة اللازمة لبدء أعمالهم الناجحة”.
وتابع المشرخ: “تعتبر عمليات الاستحواذ من أهم أدوات تطوير قطاعات الأعمال، حيث تعمد أكثر من شركة إلى الدمج بين خبراتها وتجاربها المتنوعة وتوظيفها للارتقاء بمستوى الخدمة أو المنتج المقدم لعملائها، كما تعد وسيلةً لتعزيز تنافسية الشركات وقدرتها على الصمود والبقاء في ظل سياسات السوق المفتوح.”
وأضاف المشرخ:” نحن ننظر إلى قرار مؤسسة فارس للتجارة العامة، بالاستحواذ على 50% من شركة “توصيل” بمثابة إقرار بنجاح شركتنا في تقديم خدمات مميزة لعملائها وبقدرتها على جذب المستثمرين أصحاب الخبرة العريقة في السوق الإماراتي، ونحن على ثقة أن هذه الخطوة ستسهم في تعزيز دورنا وحصتنا في السوق الإمارتية وأسواق المنطقة وأن تكون محطة نوعية ندخل من خلالها إلى العالمية”.
واعتبر سرمد الزدجالي، الشريك المؤسس في شركة “توصيل”، أن الشارقة حاضنة أعمال مثالية للشركات الناشئة بسبب ما توفره أسواقها من فرص للنمو والتوسع والشراكات، وقال: ” إن اهتمام المستثمرين بقطاع خدمات العملاء يدل على الثقة ببيئة الأعمال في الإمارة وبمستقبل قطاعاتها التي تواصل النمو بأمن وثبات، ونأمل أن تقدم شركة توصيل نموذجاً ملهماً للراغبين بتأسيس أعمالهم وأن تعزز روح الريادة والابتكار لدى الشباب”.
من ناحيته قال أحمد سيف بن ساعد السويدي، نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة فارس: “إن استحواذنا على نسبة 50% من شركة “توصيل يشكل إضافة لمجمل نشاطاتنا التي نقدمها للعملاء في الأسواق الإماراتية من خلال مؤسسة فارس للتجارة العامة، وما كنا لنتوسع في نشاطنا أو ندخل مجالات جديدة لولا ثقتنا باستقرار وتنافسية الأسواق في إمارة الشارقة وفي الدولة بشكل عام، ولولا النجاحات التي حققتها شركة ” توصيل بفضل جهود مؤسسيها والقائمين عليها خلال فترة قياسية سريعة تتجاوز السنة بقليل” .
وكان محمد المشرخ المؤسس والمدير العام لشركة توصيل، قد أسس الشركة في عام 2017 بدعم من مركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع) بهدف مساعدة المطاعم على توسيع مساحة خدماتها وتلبية حاجة عملائها بسرعة ومهنية، مستخدماً من أجل ذلك أسطولاً من دراجات التوصيل في الدولة، مما ساهم في خفض كُلفة التوصيل على أصحاب المطاعم بنسبة تزيد على 60%، وزيادة عدد زبائنهم، لتصبح شركة توصيل في غضون وقت طويل من رواد قطاع خدمات العملاء في الشارقة والإمارات العربية المتحدة.
تعد “فارس للتجارة العامة” مؤسسة وطنية ملتزمة بمبادىء الريادة والابتكار منذ تأسيسها عام 1985. وتعتبر “فارس” من المؤسسات الرائدة التي تعمل في مجال تطوير التقنيات وأنظمة البرمجة وتكنلوجيا المعلومات وإدارة العقارات والطاقة المتجددة، إلى جانب الاستشارات والتدريب وتمويل وإدارة المشاريع في مختلف القطاعات.
واستثمرت المؤسسة نجاحها بدخول مجال الخدمات اللوجستية من خلال الاستحواذ على 50% من شركة “توصيل” الرائدة، وتعتزم المؤسسة نقل خدمات “توصيل” إلى كافة إمارات الدولة والمملكة العربية السعودية وبقية دول مجلس التعاون الخليجي تمهيداً لدخول جميع الأسواق العربية والعالمية.