توفي قطب الاتصالات الكوري الجنوبي لي كون هي، الذي حول شركة سامسونغ من مقلد لصنع الأجهزة إلى أكبر منتج للهواتف الذكية وأجهزة التلفزيون وشرائح الذاكرة في العالم، بحسب بلومبيرغ.
وقالت الشركة في بيان إن “لي” توفي، الأحد، وعائلته إلى جانبه، دون أن تذكر سبب الوفاة. ومن المقرر أن تقيم عائلته جنازة خاصة له.
وكان لي قد خضع لعملية جراحية في 2014 بعد نوبة قلبية، وعولج من سرطان الرئة في أواخر التسعينيات.
أغنى شخص في كوريا الجنوبية
في سعيه للابتكار وتحدي منافسيه، كان لي قد طلب من موظفيه “تغيير كل شيء باستثناء زوجتاكم وأطفالكم”.
وفقا لمؤشر بلومبيرغ للمليارديرات، كان لي أغنى شخص في كوريا الجنوبية بصافي ثروة تقدر بـ 20.7 مليار دولار. وتقدر قيمة شركته الفعلية بنحو 300 مليار دولار.
سامسونغ المعروفة محليا باسم تشايبول، هي أكبر المجموعات الصناعية التي تديرها عائلة في كوريا الجنوبية. وقد كانت سببا في صعود كوريا الجنوبية إلى مسرح الاقتصاد العالمي.
بعد وفاة لي، من المقرر أن ينتقل زمام الأمور إلى ابنه الوحيد جاي واي لي، الذي كان الزعيم الفعلي للتكتل منذ دخول والده المستشفى في عام 2014.
صاحب رؤية حقيقية
وقالت شركة سامسونغ “كان رئيس مجلس الإدارة، لي، صاحب رؤية حقيقية، حوّل سامسونغ إلى شركة رائدة عالميا في الابتكار وقوة صناعية من شركة محلية..سيظل إرثه إلى الأبد”.
وإلى جانب هواتف غالاكسي الذكية، توفر سامسونغ أيضًا أشباه الموصلات لمراكز بيانات غوغل وهواتف آبل (آيفون) فضلا عن أنها صانع الشاشات الأكثر تقدمًا في العالم لأجهزة التلفزيون وأجهزة الكمبيوتر والأجهزة المحمولة.
ويخوض لي الابن حاليًا نزاعين قانونيين مع المدعين العامين في كوريا الجنوبية بشأن مزاعم رشوة وفساد، وهو ما نفاه مرارًا وتكرارًا.
تم اختيار لي كواحد من أكثر 100 شخص نفوذاً في العالم من قبل مجلة تايم في عام 2005، وبدأ إصلاح شركة سامسونغ للإلكترونيات بعد أن رأى منتجات الشركة يتراكم عليها الغبار في أحد متاجر الإلكترونيات في لوس أنجلوس، وفقًا لـ “قصة لي كون هي” وهي سيرة ذاتية كتبها لي كيونغ سيك عام 2010.
إعلان فرانكفورت
بدأ تحول الشركة في عام 1993 عندما جمع لي كبار المسؤولين التنفيذيين في ألمانيا ووضع خطة، تُعرف باسم إعلان فرانكفورت، لتحويل سامسونغ من صانع تلفزيوني من الدرجة الثانية إلى شركة رائدة في هذا المجال. وكانت مهمة الشركة الجديدة إنشاء منتجات عالية الجودة، حتى لو كان ذلك يعني انخفاض المبيعات.
أصبحت سامسونغ للإكترونيات أكبر صانع لرقائق ذاكرة الكمبيوتر في العالم في عام 1992، وهو نفس العام الذي أصبحت فيه أول شركة تقوم بتطوير شرائح DRAM بسعة 64 ميجا بايت، وفقًا للشركة.
سيرته الذاتية
ولد لي في 9 يناير 1942 في دايجو على بعد 240 كيلومترًا (150 ميلًا) جنوب صول، ونشأ في منطقة يوريونغ الريفية القريبة، وفقًا للشركة.
في عام 1938، افتتح والده لي بيونغ تشول متجرًا للبقالة من أربعة طوابق في دايجو والذي أصبح فيما بعد مجموعة سامسونغ.
في سن المراهقة، أحب لي كون هي الأفلام والسيارات والمصارعة ولعب الروغبي في المدرسة الثانوية لمحاربة الوحدة.
تخرج بدرجة علمية في الاقتصاد من جامعة واسيدا في طوكيو، ودرس أيضًا إدارة الأعمال في الولايات المتحدة في جامعة جورج واشنطن.
ثورة ثقافية
في عام 1995 ، قام بتجميع ألفي عامل لمشاهدته وهو يشعل النار في 150 ألف هاتف محمول، وأجهزة فاكس، ومنتجات أخرى للشركة لا تلبي معايير الجودة الخاصة به.
أدى التغيير الثقافي الذي قام به لي في النهاية إلى نتائج. تجاوزت سامسونغ للإلكترونيات شركة سوني التي تتخذ من طوكيو مقرا لها، لتصبح أكبر بائع لأجهزة التلفاز ذات الشاشات المسطحة في عام 2006، وهو نفس العام الذي تجاوزت فيه قيمتها السوقية 100 مليار دولار.
في عام 2010، قدمت شركة سامسونغ الهاتف الذكي الذي يحمل علامة غالاكسي، والذي يعمل بنظام آندرويد التابع لشركة الفابت، مما ساعدها في العام الذي يليه على تجاوز شركة آبل كأكبر صانع للهواتف الذكية في العالم من حيث الوحدات المباعة.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-Cd9