أكد خبيران أن استحقاقات التوزيعات النقدية السنوية، تراجعت بأسعار أسهم الشركات صاحبة الاستحقاق، لاسيما الشركات التي قررت توزيع أرباح عالية، في ظل غياب المحفزات وتراجع شهية المحافظ الأجنبية والمحلية.
وأوضح الخبيران أن هيمنة المضاربين أدت إلى تذبذب أسعار أسهم الشركات بين انخفاض وارتفاع مستمرين، لافتين إلى وجود فرص استثمارية مهمة في الأسواق للمستثمرين من ذوي الشهية الاستثمارية القائمة على المخاطرة.
قالا ل«الخليج» إنه بالرغم من التوزيعات السنوية، والتي تعكس حقيقة الأداء المميز للشركات المدرجة، إلا أن هناك وضوحا بتحول فكر ومنهج المستثمر بالتحرر من الارتباط بالأسواق العالمية والتركيز العقلاني على متانة الاقتصاد المحلي والأداء الجيد للشركات.
قال المحلل المالي زياد الدباس إن استحقاقات التوزيعات النقدية السنوية أدت إلى انخفاض أسعار أسهم الشركات صاحبة الاستحقاق وخاصة الشركات التي قررت توزيع أرباح عالية وفي مقدمتها البنوك الوطنية الكبيرة، لافتاً إلى تأخير صرف هذه التوزيعات بحيث توفر سيولة نقدية للمساهمين تعزز سيولة الأسواق.
وأضاف: «يستثمر عدد كبير من كبار المساهمين الأرباح التي يتم توزيعها في شراء أسهم الشركات المدرجة، بالتزامن مع غياب المحفزات وانخفاض شهية المحافظ الأجنبية والمحلية على الشراء، ما أدى إلى استمرارية ضعف سيولة الأسواق، فيما لاتزال أسهم شركات الإدراج المزدوج وفي مقدمتها جي اف آتش وإثمار موضع اهتمام المضاربين».
أشار الدباس إلى بعض الإحصائيات فيما يتعلق بحجم التداول على أسهم هذه الشركات خلال شهر يناير/كانون الثاني الماضي حوالي 35% من إجمالي تداولات سوق دبي المالي، مشيراً إلى أن سيطرة المضاربين أدت إلى الارتفاع والانخفاض المستمر في أسعار أسهم هذه الشركات.
ولفت الدباس إلى أن مساهمي بنك دبي الإسلامي لا يزالون بانتظار موافقة الجهات الرقابية على طرح حقوق الاكتتاب في زيادة رأس المال بعد موافقة الجمعية العمومية للبنك على زيادة رأس المال وزيادة رأس مال البنك إضافة إلى زيادة رأس مال بنك الإمارات دبي الوطني.
وأوضح الدباس أن زيادة رأس المال ستمتص سيولة عالية من السوق خاصة أن جزءا مهما من السيولة تم توظيفه في اكتتاب إعمار للتطوير وشركة أدنوك للتوزيع، فيما المستثمرون من ذوي الشهية الاستثمارية القائمة على المخاطرة، أمامهم فرص استثمارية مهمة واستغلالها سيحقق لهم مكاسب على المدى المتوسط والمدى الطويل.
من جانبه أفاد إياد البريقي المدير التنفيذي لشركة الأنصاري للخدمات المالية، باستمرار الأسواق تحت ضغط البيع على الأسهم القيادية خلال معظم جلسات الأسبوع الماضي، وتحديداً «إعمار العقارية»، و«بنك دبي الإسلامي»، مشيراً إلى أنه في آخر جلسات الأسبوع تحررت الأسهم من ضغط البيع، وشهدت الأسهم القيادية ارتفاعا ملحوظا ترافق بقوة شرائية وسيولة مرتفعة.
وقال البريقي: «ليس هناك أي مبرر لتراجع هذه الأسهم وبالأخص إعمار، فهي شركة عملاقة وذات ملاءة مالية وربحية عالية وكذلك لديها مشاريع ضخمة، فيما لا تزال مستويات السيولة متدنية رغم كل العوامل الإيجابية التي تتمتع بها خصوصاً في أسواق الإمارات».
وأوضح أنه بالرغم من التوزيعات السنوية المتميزة والتي تعكس حقيقة الأداء المميز للشركات المدرجة، إلا أن هناك وضوحا بتحول فكر ومنهج المستثمر بالتحرر من الارتباط بالأسواق العالمية والتركيز العقلاني على متانة الاقتصاد المحلي والأداء الجيد للشركات.
ولفت إلى أن متانة الاقتصاد، تعتبر سببا أساسيا وأوليا للاستثمار، والذي يجب أن يعتمد عليه المستثمر بشكل كبير في قراره الاستثماري، وبالتالي تحسن مستوى الثقة ونفسيات المتداولين، مشيراً إلى بدء المستثمرين في القيام بعمليات دخول مركزة وشراء فعلي على عدة شركات.
وتوقع أنه بالاعتماد المنطقي على الأسس الاقتصادية السليمة للدولة والأداء المميز للشركات والتوزيعات السخية والأسعار المغرية لأسهم الشركات، أن تتوسع عمليات الشراء في الفترة المقبلة وتطال عمليات الشراء عددا أكبر من الشركات، بالتالي عودة السيولة وعودة السوق إلى نشاطه المعهود.