حذرت شركة “غوغل” إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أنها تخاطر بتعريض الأمن القومي للولايات المتحدة للخطر إذا ما مضت قدما في فرض قيود التصدير المشددة على شركة هواوي الصينية، وذلك في سعي منها لمواصلة أعمالها مع الشركة الصينية التي أدرجتها واشنطن على القائمة السوداء.
ويضغط كبار المسؤولين التنفيذيين في “غوغل” على المسؤولين الأميركيين من أجل استثناء أو إعفاء شركتهم من الحظر المفروض على تصدير منتجاتها إلى هواوي دون ترخيص توافق عليه واشنطن، وفقا لما ذكره 3 أشخاص مطلعين على المحادثات، بحسب ما ذكرت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية.
وكانت إدارة ترامب أعلنت الحظر على الشركة الصينية بعد انهيار المحادثات التجارية الأميركية الصينية، الأمر الذي أثار احتجاجا من قبل بعض أكبر شركات التكنولوجيا الأميركية التي تخشى من تعرضها للأذى والأضرار من تداعيات ذلك القرار.
وتشعر غوغل، على وجه التحديد، بالقلق من أنه قد لا يسمح لها بتحديث نظام التشغيل أندرويد على أجهزة هواتف هواوي الذكية المستقبلية، الأمر الذي يدفع غوغل إلى أن القول إنه يحفز الشركة الصينية على تطوير نسختها الخاصة من نظام التشغيل.
وتقول غوغل أيضا إن نظام التشغيل الذي ستطوره هواوي سيكون أكثر إثارة للشكوك وأكثر عرضة لخطر الاختراق، بحسب أشخاص مسؤولين مطلعين على جهود غوغل الضاغطة على واشنطن.
وكانت هواوي كشفت مؤخرا أنها ستكون قادرة على تطوير نظام تشغيل خاص بها في القريب العاجل.
وبالفعل تقدمت الشركة الصينية بطلب براءة اختراع لنظام تشغيل خاص بها أطلقت عليه اسم “سفينة هواوي” أو “هواوي آرك” في كل من أوروبا وألمانيا.
وقال أحد المطلعين على المحادثات بين غوغل وإدارة ترامب “تجادل غوغل بأن منعها من التعامل مع هواوي، على اعتبار أن واشنطن تخاطر بإيجاد نظامي تشغيل من أندرويد: النسخة الأصلية والنسخة المهجنة. ومن المرجح أن تحتوي النسخة المهجنة على المزيد من الأخطاء والخلل أكثر من تلك الموجودة في نسخة غوغل، وبالتالي قد يعرض هواتف هواوي لخطر أن تتعرض لخطر القرصنة والاختراق، منالصين على الأقل”.
يشار إلى أنه في الأسابيع القليلة الماضية، اتصل كبار المسؤولين التنفيذيين في غوغل بوزارة التجارة وطلبوا إما تمديدا آخر أو إعفائهم من الحظر تماما، وفقا للمطلعين على المحادثات، وبذلك، انضمت غوغل إلى مجموعات تمثل كبرى شركات تصنيع الرقائق الأميركية مثل كوالكوم، الذين يشعرون بالقلق أيضا من تأثير الحظر على أعمالهم.
وقال مسؤول في وزارة التجارة إن مكتب الصناعة والأمن التابع له يستجيب بشكل روتيني “لاستفسارات الشركات بشأن نطاق المتطلبات التنظيمية.. من أجل ضمان امتثال الصناعة الخاصة” لضوابط التصدير.
وأضاف: “هذا ليس جديدا على هذه الإدارة، ولا تؤثر هذه المناقشات على إجراءات إنفاذ القانون.. إن الأولوية القصوى للوزارة ومكتب الصناعة والأمن هي حماية أمن أمتنا”.
من جهتها، قالت غوغل “مثل الشركات الأميركية الأخرى، نحن نتعامل مع وزارة التجارة لضمان التزامنا التام بمتطلباتها وترخيصها المؤقت. ينصب تركيزنا على حماية أمن مستخدمي غوغل على ملايين هواتف هواوي الحالية في الولايات المتحدة وحول العالم”.