بقلم د.سليمان ضبيط
مال واعمال – الاردن في 29 ابريل 2021 – هي الدورة العادية، و ما هي الدورة الغزيرة، وغزارة الطمث؟
تعتقد حوالي 1من كل 3 نساء بأن لديهن دوراتثقيلة. وفي الواقع ، فإنه غالبا ما يكون من الصعب معرفة ما إذا كانت دورتك طبيعية أو غزيرة بالمقارنة مع النساء الأخريات. بعض النساء الذين يشعرون بأن لديهن دورات ثقيلة يخسرن في الحقيقة كمية متوسطة من الدم. وبالعكس بعض النساء الذين يشعرن أن دوراتهن عادية يكون لديهن خسارة كبيرة للدم.
يحدث معظم فقد الدم عادة(90 ٪) في الأيام الثلاثة الأولى من الدورات العادية أو الثقيلة.. وما يلي بعض التعاريف الطبية المتعلقة بفقد الدم خلال الدورة :
1- الدورة )الطبيعية( : هو فقد ما بين 20 و 60 مل (4-12 ملاعق شاي) من الدم. ويمكن آن يستمر النزيف إلى ثمانية أيام ، ولكن خمسة أيام هوا لحد الوسط.
2- الدورة )الغزيرة( : هو فقدان الدم من 60-80 مل أو أكثر. فترة أي ما يقرب من نصف ملء كأس الشاي أو أكثر من ذلك. ومع ذلك ، فمن الصعب قياس كمية الدم التي تفقد أثناء الدورة. لأغراض عملية ، فإن الدورة تعتبر غزيرة إذا تسببت في واحدة أو أكثر مما يلي :
– تدفق الدم من خلال الملابس أو إلى الفراش.
– الحاجة إلى التغيير المتكرر للفوط الصحية أو السدادات القطنية.
– الحاجة لحماية صحية مضاعفة (حفائظ ومناشف).
– عبور الجلطات الدموية الكبيرة.
3- غزارة الطمث(النزف الطمثي): يعني تكرر الدورات الغزيرة كل شهر والتأثير على ممارسة حياتك الخاصة. على سبيل المثال ، إذا تسببت في توقف أنشطتك العادية مثل الخروج للعمل ، أو للتسوق.
يمكن أن تحدث غزارة الطمث وحدها أو بالاشتراك مع أعراض أخرى.
ما الذي يسبب الدورات المتكررة الغزيرة؟
لا يعرف السبب في معظم الحالات و نقول في هذه الحالة أن هناك’نزيف رحمي وظيفي‘: يكون الرحم والمبيض طبيعيين. ولا يوجد مشكلة هرمونية. الإباضة هنا تحدث بشكل طبيعي والدورات منتظمة.
ويعتقد هنا آن البروستاجلاندين (مواد كيميائية توجد بشكل طبيعي في الرحم) قد تلعب دورا في حدوث هذه المشكلة، حيث تكون كميتها في بطانة الرحم أعلى من الطبيعي. يؤدي ارتفاع مستوى البروستاجلاندين إلى خلل في تخثر الدم داخل الرحم مما يجعل النزيف مستمرا لفترة أطول.
أسباب أخرى :هذه أقل شيوعا. وهي تشمل ما يلي:
– الأورام الليفية وهي حميدة (غير سرطانية) وتنمو عادةً في عضلة الرحم. وغالباً لا تسبب أية مشاكل ، ولكن أحيانا تسبب أعراضا مثل الدورات الغزيرة .(انظر النشرة الخاصة بها)
– أسباب أخرى في الرحم مثل انتباذ بطانة الرحم (وجود بطانة الرحم خارج مكانها ) ،الالتهابات ، والأورام الحميدة الأخرى ، أو اجراء تعقيم سابق مثل ربط البوقين قد يؤدي لدورات غزيرة.كما آن سرطان بطانة الرحم يعتبر سببا غير شائع. ويحدث في عدد قليل من النساء وعادة فوق سن إل 40.
– المشاكل الهرمونية : تكون الدورات غزيرة وغير منتظمة عند عدم حدوث إباضة لعدة أشهر. على سبيل المثال عند النساء المصابات بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات أوعند وجود خلل في الغدة الدرقية.
– اللوالب: تسبب أحيانا دورات غزيرة. ومع ذلك ، فهناك لولب خاص محرر للهرمونات يمكنه أن يعالج مشكلة الدورات الغزيرة.
– اضطرابات تخثر الدم: لأسباب مرضية أو بسبب تناول الأدوية المميعة للدم مثل الوارفارين وهي أسباب نادرة للنزف الطمثي الغزير ويكون عادة أعراض أخرى مثل الكدمات أو النزف من أجزاء أخرى من الجسم.
متى يجب آن تجرى فحوصات خاصة عند حدوث دورات غزيرة؟
– يقوم الطبيب بفحص نسائي للتحري عن أي مشاكل في الرحم أو الحوض. وهذا ليس من الضروري فعله دائما، وخصوصا عند النساء الشابات اللواتي ليس لديهن أي أعراض تشير إلى حدوث
نزف من نوع آخر غير النزف الوظيفي .
– فحص الدم للتحقق منعدم وجود فقر دم وينصح عادة بإجراء ذلك إذا كان هناك نزف شديد شهريا.ويحدث فقر الدم بسبب فقد الحديد مع النزف وخاصة عندما لا يتم تعويض هذا الفقد بالتغذية الكافية أو بالأدوية. ويمكن لفقر الدم آن يحصل عند 2 لكل 3 نساء مصابات بدورات غزيرة.
– إذا كان الفحص المهبلي طبيعي (كما هو الحالنساء،ظم الحالات) ، وكنت تحت سن 40 فليس هناك حاجة لإجراء مزيد من الاختبارات عادة. التشخيص عادة ما يكون هو نزف رحمي وظيفي ويمكن إعطاء علاج إذا لزم الأمر. المزيد من الاختبارات قد تكون مهمة لبعض النساء ، خاصة إذا كان هناك قلق من أن يكون هناك سببا ما وراء الدورات الغزيرة غير النزيف الرحمي الوظيفي . على سبيل المثال :
• النساء فوق سن إل 40 اللواتي عندهن دورات غزيرة.
• النساء اللاتي لديهن خطر الإصابة بسرطان الرحم على سبيل المثال ، النساء الأكبر سنا اللواتي لم ينجبن و كذلك نساء مع تاريخ عائلي لحدوث سرطان الرحم أو القولون ، والنساء اللواتي يتناولن التاموكسيفين
• إذا كان العلاج المستخدم للنزيف الرحمي الوظيفي لم يظهر أية نتيجة.
• وجود ضخامة في الرحم أو كتلة رحمية بالفحص السريري.
• وجود نزف بين الدورات الطمثية ، أو دورات غير منتظمة.
• نزيف أو ألم أثناء أو بعد ممارسة الجنس.
• ألم منفصل عن آلام الدورة الشهرية العادي.
• حدوث أي تغير في النمط المعتاد للنزيف ، خاصة إذا كنت فوق سن إل 40.
• أعراض تشير إلى مشكلة في تخثر الدم أو اضطراب هرموني.
ما هي الفحوصات المطلوب إجرائها في مثل هذه الحالات؟
– إجراء فحص بالموجات الصوتية للرحم. وهذا اختبار غير مؤلم يستخدم الموجات الصوتية . ويمكن بواسطته وضع مسبارالماسح على البطن لفحص الرحم. المسبار الصغير أيضا يوضع عادة داخل المهبل لفحص الرحم من هذه الزاوية. الموجات فوق الصوتية يمكنها عادة الكشف عن الأورام الليفية ، الأورام الحميدة ، أو غيرها من التغييرات في بنية الرحم.
– أخذ مسحات من داخل المهبل إذا كان الالتهاب هو السبب الذي يشتبه بت في حدوث النزيف الغزير بواسطة كرة صغيرة من القطن أوالصوف في نهاية عود رقيقة. ويمكن أن يفرك بلطف في أماكن مختلفة للحصول على عينة من المخاط وتفريغها ، أو بعض الخلايا. يمكن مشاهدة العينة تحت المجهر أو ترسل بعيدا إلى المخبر لفحصها.
– أخذ عينة من بطانة الرحم. حيث يتم تمرير أنبوب رفيع في الرحم يستخدم الشفط للحصول على عينات صغيرة (خزعات) من بطانة الرحم .وهذا كثيرا ما يتم القيام بت من دون مخدر.
– المنظارالرحمي ويمكن للطبيب بواسطته مشاهدة داخل الرحم. وهو ‘أنبوب’ رفيع يمكن تمريره إلى الرحم من خلال عنق الرحم عن طريق المهبل. هذا يمكن أن يتم أيضا في كثير من الأحيان من دون مخدر. ويمكن أيضا أن تؤخذ العينات الصغيرة خلال هذا المنظار.
– الفحوصات الدموية: إذا كان هناك اضطراب ما في الغدة الدرقية أو اضطراب دموي.
ما هي خيارات العلاج للدورات الغزيرة؟
بقية هذه النشرة تناقش خيارات العلاج للنساء اللواتي لديهن نزيف رحمي وظيفي. وهذه هي غالبية الحالات. إذا كان هناك سبب عضوي مسبب للنزف، مثل الورم الليفي أو الداء البطاني الرحمي ، فيكون الحل بعلاج السبب.
– عدم اعطاء شيء: وهذا قد يكون احد الاختيارات إذا كانت الدورات الغزيرة لا تؤثر على سير حياتك ولا يوجد سبب لها وما تحتاجينه هو التأكد من عدم وجود فقر دم بفحص الدم الدوري.
– لولب الليفونورجيستريل داخل الرحم: هذا العلاج عادة ما يعمل بشكل جيد للغاية. وهو يشبه اللولب المستعمل لمنع الحمل حيث يتم إدخاله في الرحم ويقوم بتحرير كميات صغيرة من أحد مشتقات هرمون البروجستيرون ( الليفونورجيستريل). كمية الهرمون المتحررة كل يوم صغيرة ولكنها كافية للتأثير على الرحم. ويؤدي العلاج في معظم النساء إلى التقليل من النزيف أو توقفه تماما في غضون 3-6 أشهر من بدء هذا العلاج. ألم الدورة عادة يخف أيضا. ومع ذلك، قد تصبح الدورات غير منتظمة. هذا الجهاز يعمل أساسا من خلال جعل بطانة الرحم رقيقة جدا. و هو علاج طويل المفعول. كل جهاز يستمر بالعمل لخمس سنوات ، ولكن يمكن أن ينزع في أي وقت. وهو مفيد بشكل خاص للنساء الذين يحتاجون إلى استخدام وسائل منع الحمل على المدى الطويل.
– أقراص حمض الترانيكساميك: هي احد الخيارات إذا كان العلاج السابق غير مناسب أو غير مرغوب به. يمكن للمعالجة بحمض الترانيكساميك أن تخفف من غزارة النزف بمقدار النصف تقريبا (40 -50 ٪) . ومع ذلك، فإن عدد أيام النزف خلال الدورة لا ينخفض، ولا يتحسن الألم. تحتاجي إلى تناول قرص 3-4 مرات يوميا ، لمدة 3-5 أيام خلال كل دورة. حمض الترانيكساميك يعمل عن طريق الحد من تكسر الجلطات الدموية في الرحم. وفي الواقع ، هو يعزز من تشكل بسيطة،لدم في بطانة الرحم مما يؤدي إلى نزف أقل .الآثار الجانبية عادة ما تكون بسيطة ، ولكنها قد تشمل اضطراب في المعدة.مضادة الالتهابات الغير ستيروئيدية:وهناك أنواع مختلفة وأسماء تجارية متنوعة . معظمها متاحة فقط بوجود وصفة طبية .ولكن يمكن أن تُشتريالايبوبروفين مثلاً من الصيدليات. هذه الأدوية تقلل من فقدان الدم بحوالي (20-50 ٪) في معظم الحالات. هي أيضا تخفف آلام الدورة الشهرية. تحتاج إلى أخذ أقراص لبضعة أيام في كل دورة. وهي ذلك،عن طريق الحد من ارتفاع مستوى البروستاجلاندين في الرحم والذي هو المسئول بقوة عن حدوث الدورات الغزيرة و كذلك آلام الدورة الشهرية. ومع ذلك ، فإنها لا تخفض عدد أيام الدورة.
الآثار الجانبية تحدث عند بعض الناس ويمكن أن تشمل اضطراب في المعدة. يجب أن تأخذ هذه الأدوية فقط بعد استشارة الطبيب إذا كان هناك قصة لقرحة في الإثنى عشر أو المعدة ، أو ربو.
يمكن لبعض النساء آن تأخذ المسكنات المضادة للالتهاب وأقراص حمض الترانيكساميك لبضعة أيام على مدى كل دورة.
– حبوب منع الحمل:وهذه تقلل النزيف بنحو الثلث في معظم النساء وأحيانا أكثر. وهي تساعد في كثير من الأحيان على تسكين ألم الدورة أيضا. وهو علاج شائع عند النساء الذين يريدون أيضا وسائل لمنع الحمل ، ولكن لا يريدون استخدام جهاز ضخ البروجستيرون ، إذا لزم الأمر ، يمكنك آن تأخذينها بالإضافة إلى المسكنات المضادة للالتهابات (المذكورة أعلاه) ، لاسيما إذا كان ألم الدورة هو المشكلة.
– العلاج الجراحي:يطبق هذا الخيار إذا كانت العلاجات السابقة غير ناجعة أو غير مناسبة.
– إزالة أو ‘تعرية’ بطانة الرحم: يتم عن طريق تمرير أداة إلى الرحم عبر المهبل. والهدف هو إزالة أكبر قدر ممكن من بطانة الرحم. يمكن أن يتم هذا بطرق مختلفة مثل الكوي بالحرارة ، أو الموجات الدقيقة، أو المعالجة بالتبريد .
– استئصال الرحم:هي العملية التقليدية حيث يتم استئصال الرحم تماما.و استئصال الرحم هو العلاج الأقل شيوعا في هذه الأيام منذ أن أصبحت تعرية بطانة الرحم متاحة.