لقد قفز بلدنا قفزات كبيرة إلى الأمام بفضل عماله وأبنائه الخيرين فشهد في السنوات الأخيرة نهضة تعليمية غير مسبوقة حتى أصبح عدد الجامعات حوالي ثلاثين جامعة وهو رقم كبير بالنسبة لبلد صغير محدود الإمكانات وهذا ما جعل الشباب الأردنيين يتميزون بعلمهم ومعرفتهم فانتشروا في أصقاع الأرض يعملون ويقدمون خبراتهم لكل البلدان التي تحتاج هذه الخبرات وها هي دول الخليج العربي تستقطب عشرات الآلاف من الشباب الأردنيين الذين أثبتوا أنهم أصحاب كفاءات علمية وعملية مميزة. كما شهد بلدنا نهضة عمرانية جعلت من العاصمة عمان ومن باقي المدن الأردنية مدنا حضارية متميزة بأبنيتها الكبيرة والجميلة كما استطاع هذا البلد الطيب استقطاب المستثمرين العرب والأجانب نظرا لما يتمتع به من استقرار أمني وسياسي.
لقد كافأت الدولة الأردنية عمالها الذين يبنون ويعمرون أحلى مكافأة وذلك بأن وضعت لهم قانونا للضمان الاجتماعي يشمل جميع عمال الأردن وذلك لحفظ شيخوختهم وصون كرامتهم ولكي لا يحتاجون أحدا عندما يكبرون ويتقاعدون من العمل واليوم يتمتع جميع عمال الأردن بالحماية الرائعة من اصابات العمل ومن الشيخوخة فلا يحتاج الواحد منهم حتى لأبنائه لكي يصرفوا عليه أو يمدوا له يد المساعدة.
إن قانون الضمان الاجتماعي من أروع المنجزات التي حققها بلدنا لعماله فجميع عمال الأردن ينضوون تحت مظلة الضمان هذه المظلة التي تحميهم من العوز والحاجة وتقي شيخوختهم من كل الظروف الصعبة التي قد يمر بها عمال معظم الدول العربية.
وبهذه المناسبة يجب أن نتذكر المغفور له جلالة الملك الراحل الحسين بن طلال هذا القائد العظيم الذي أمر بوضع قانون الضمان الإجتماعي من أجل حماية عمال الأردن فلروحه الرحمة وليسكنه الله فسيح جناته.
في عيد العمال الذي نحتفل به اليوم نقول لكل عمال الأردن كل عام وأنتم بخير وكل عام ووطننا بخير وليحفظ الله الأردن ويحفظ عماله الأبطال الذين لم يقصروا يوما في تقديم كل ما عندهم من جهد وعرق من أجل نهضته ورفعته وحمى الله الأردن وأمنياتنا لكل عماله بأن يقدموا المزيد من الأنجازات تحت ظل حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله وكل عام وأنتم بخير.
